التحضير لمجازر جديدة في مخيمات لبنان
الاعلامي أحمد حازم
تاريخ النشر: 04/06/25 | 19:33
الزيارة الرسمية التي قام بها مؤخراً رئيس سلطة رام الله محمود عباس الى لبنان، لم تكن للاطمئنان على حالة الفلسطينيين في مخيمات لبنان والبالغ عددها 12 مخيماً، لا تتوفر لديهم أدنى حقوق الانسان نتيجة تعامل السلطات اللبنانية اللاانساني معهم اجتماعياً وسياسياً. لقد ذهب عباس الى بيروت وأعطى الضوء الأخضر للجيش اللبناني بتجريد المخيمات الفلسطينية من السلاح الذي يعتبر الوسيلة الوحيدة للدفاع عن أنفسهم. السلاح في المخيمات الفلسطينية في لبنان له حكاية طويلة:
لقد تم التوقيع على اتفاق في مصر عام 1969 بين لبنان ومنظمة التحرير الفلسطينية المعروف بـ “اتفاق القاهرة” تضمن إبقاء السلاح داخل المخيمات الفلسطينية في لبنان. ليس هذا فحسب بل وأيضاً مُنحت منظمة التحرير حق إدارة المخيمات أمنياً واجتماعياً، وممارسة الكفاح المسلح من جنوب لبنان. وفي كتابه “عرفات: حياته كما أرادها” يقول مؤلفه أحمد عبد الرحمن في الصفحة (37): “في العام 1969 وبفضل جمال عبد الناصر، أبرم ياسر عرفات اتفاقًا مع قائد الجيش اللبناني والذي شرّع وجود المقاومة الفلسطينية في لبنان، وحق الإشراف الفلسطيني على المخيمات في لبنان”.
والسؤال الذي يطرح نفسه: ما الهدف من التركيز على تجريد المخيمات الفلسطينية من السلاح في هذا الوقت بالذات؟ ولماذا سافر عباس الى بيروت لإنجاز هذه المهمة التي كما أعتقد تم تكليفه بها من جهات خارجية كونه لديه خبرة في التنسيقات الأمنية؟
تصوروا ان عباس يترك شعبه في المخيمات في العراء ويجعله في حالة تسهل الانقضاض عليه إذا تم سحب سلاحه الضامن الوحيد له في مواجهة كل خطر يهدده. هذا الاتفاق شبيه باتفاق التنسيق الأمني مع إسرائيل، وعباس “ما شاء الله عليه” له تجارب في الاتفاقات الأمنية وطبعاً ضد شعبه. وإلاً كيف نفهم موافقته على تجريد شعبه من سلاحه في مخيمات لبنان، والتي لم يقم عباس بزيارتها ولو مرة واحدة لسماع مشاكل ومعاناة سكانها. فهل هو بالفعل فلسطيني الدم؟ أشك في ذلك.
نزع سلاح المخيمات الفلسطينية في لبنان لم يوفر مطلقاً استقراراً بل بالعكس من ذلك، حيث مهد سحب هذا السلاح لمجازر والتجارب خير دليل على ذلك: في عام 1976وقعت مجزرة مخيم تل الزعتر في ضواحي بيروت وتم إبادته بعد حصار دام أكثر من خمسين يوما، وقتل حوالي 3500 مدني فلسطيني، وفق ما وثّقته تقارير الصليب الأحمر وشهادات المراقبين الدوليين. وفي أيلول/ سبتمبر 1982، جاءت مجزرة صبرا وشاتيلا بعد تنفيذ الاتفاق الذي أُبرم بين الرئيس الراحل ياسر عرفات والمبعوث الأمريكي فيليب حبيب، والذي قضى بانسحاب قوات منظمة التحرير من بيروت وتجريد مخيمات بيروت من السلاح، وتُرك المخيم مكشوفا. ثم جاءت حرب المخيمات (1985-1988)، إذ اندلعت اشتباكات عنيفة في مخيمات بيروت الجنوبية ومخيمات صور، وأسفرت عن مئات القتلى وآلاف المهجرين، في ظل غياب أي حماية قانونية أو سياسية حقيقية للاجئين الفلسطينيين.
وأخيراً…
يبدو واضحاً أن شيئاً ما يتم التحضير له ضد فلسطينيي لبنان بتآمر مع فلسطيني يحمل صفة “رئيس” من المفترض أن يكون معهم وليس ضدهم، لكن هذا هو محمود عباس بشحمه ولحمه.