أرواح منسية تحت النار: متى تنتهي الحرب في غزة؟

أسامة الأطلسي

تاريخ النشر: 27/05/25 | 11:42

وسط تصاعد العمليات العسكرية وغياب أفق واضح للحل، يعيش سكان قطاع غزة حالة متفاقمة من القلق والتعب والإحباط. ففي الوقت الذي تنشغل فيه الأطراف السياسية بالمفاوضات المعقدة والصفقات الخلفية، يبدو أن العنصر الإنساني – أي أرواح المدنيين – غائب عن طاولة النقاشات.

وقد بدأت قوات الاحتلال الإسرائيلي مؤخرًا عملية برية جديدة في مناطق متفرقة من القطاع، ما أدى إلى موجة جديدة من النزوح القسري لعائلات فلسطينية، بعضها اضطر إلى ترك منازله للمرة الثالثة أو الرابعة منذ بداية الحرب. في الوقت ذاته، لا تزال فرق الإنقاذ تكافح للعثور على مفقودين تحت الأنقاض، وسط انقطاع تام للكهرباء ونقص حاد في الوقود والإمدادات الطبية.
المدنيون يدفعون الثمن

سكان غزة، وخاصة في المناطق المتضررة، يعبرون عن استيائهم من استمرار الحرب وتكرار دورات العنف دون أفق واضح. تقول إحدى السيدات التي نزحت من حي الشجاعية:

“لا أحد يسأل عنّا. كل ما نسمعه هو حديث عن شروط سياسية وصفقات تبادل. لكننا نحن من نموت وننزح ونجوع”.

ويشكو كثيرون من غياب القيادة الفاعلة التي تضع حياة الناس فوق الحسابات السياسية، في وقت يعاني فيه السكان من الفقر والجوع وفقدان الأمل.
فقدان الثقة والحاجة إلى حل

في ظل استمرار القتال، تتزايد الدعوات من داخل المجتمع المدني والمنظمات الإنسانية لإيجاد وقف إطلاق نار فوري وشامل، يتبعه مسار سياسي جدّي يعالج جذور الأزمة ويمنح السكان بصيص أمل في مستقبل آمن ومستقر.

يقول أحد العاملين في مجال الإغاثة الإنسانية:

“نعمل في بيئة مستحيلة. لا يوجد ممرات آمنة، ولا ضمانات لحماية المدنيين، وكل يوم نُفاجأ بعدد جديد من الضحايا. هذه ليست مجرد أزمة إنسانية، إنها كارثة مستمرة”.
إلى متى؟

السؤال الأبرز في الشارع الغزي اليوم بسيط لكنه ثقيل المعنى: متى تنتهي هذه الحرب؟
في غياب إجابة واضحة، تظل الأرواح تُزهق، والمباني تُهدم، والأحلام تُؤجل إلى أجل غير مسمى. وما بين مشهد الدمار وصوت الطائرات، لا تزال غزة تنتظر قرارًا شجاعًا يعيد الحياة إلى سكّانها ويُنهي هذه الدوامة من العنف.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة