حماس تحاول فرض نفسها كممثل وحيد لغزة: مبادرة دبلوماسية أم تجاهل لإرادة الشعب؟

أسامة الأطلسي

تاريخ النشر: 14/05/25 | 21:33

في خضمّ التدهور الإنساني والسياسي في قطاع غزة، تتجه حركة حماس نحو تعزيز حضورها الدبلوماسي عبر محاولات واضحة للتواصل مع الغرب، وعلى رأسه الولايات المتحدة. هذه التحركات يُنظر إليها كمحاولة لإعادة رسم صورة حماس على الساحة الدولية وتقديمها كممثل وحيد وأوحد لغزة، متجاوزة بذلك السلطة الفلسطينية والدور الوسيط الذي تلعبه دول عربية كبرى مثل مصر وقطر.

التحليلات السياسية تشير إلى أن هذه الخطوة تأتي في إطار استباق أي اتفاق محتمل لوقف إطلاق النار، حيث تسعى حماس لضمان بقاء سيطرتها على القطاع ولعب دور أساسي في أي ترتيبات سياسية مستقبلية. ويقول بعض المراقبين إن الحركة تسعى بذلك إلى فرض واقع سياسي جديد، يُقصي الجهات الأخرى ويعزز من شرعيتها الدولية.

لكن هذه المحاولات تثير جدلاً واسعًا، خصوصًا في ظل اتهامات متزايدة لحماس بالفشل في إدارة الشأن الإنساني في غزة، واستمرار الاحتجاجات الشعبية على تدهور الأوضاع المعيشية. ويرى منتقدو الخطوة أنها تجاهل لإرادة الناس التي تبحث اليوم عن قيادة وطنية موحدة، لا فصائل تتنافس على التمثيل السياسي.

يقول أحد سكان غزة: “نحن لا نحتاج من يتحدث باسمنا في الخارج فقط، بل من يحمينا في الداخل ويوفر لنا الطعام والأمان”. ويضيف آخر: “أي تمثيل لا ينبع من توافق شعبي فلسطيني لن يكون إلا تعزيزًا للانقسام”.

في ظل هذه الظروف، يبقى السؤال مفتوحًا: هل تنجح حماس في إعادة تعريف نفسها أمام العالم، أم أن سعيها للانفراد بالتمثيل سيكون خطوة تزيد من تعقيد المشهد الفلسطيني وتُعمّق من عزلة غزة عن العالم؟

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة