حينما يصير الانتماء عقيدة : دفاعا عن نفسي ومبادئي

بقلم: عبدالحق الريكي

تاريخ النشر: 13/05/25 | 19:51

إِن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين

[الحجرات]

مهم جدا:

“جميع الأفكار الواردة في هذا المقال تعبّر عن آرائي الشخصية. من يعرفني يدرك أن الكتابة ليست بالأمر السهل عليّ. أقول هذا من باب الأمانة والإنصاف، وأتحمل المسؤولية الكاملة عن كل فكرة وكل كلمة وردت فيه. وفي الختام، وكما يُقال في أروقة المحاكم، فإنني أتحمل وحدي كامل المسؤولية عن هذا المقال.”

في زمن كثر فيه اللغط، وتعددت الاتهامات الجوفاء، بات لزامًا على من يحمل قناعات راسخة ومواقف وطنية أصيلة أن يدافع عن نفسه بالحجة والكلمة الصادقة. أكتب هذه الكلمات شهادة للتاريخ، وتوضيحًا لموقفي الوطني والسياسي الذي لم يتغير رغم تبدل الزمان والأحوال.

مؤخرًا، لاحظت أن بعض من يعرفونني أو من يملكون رقمي الهاتفي يتواصلون معي لأسباب مبهمة، محاولين نسب أمور خطيرة إليّ، مثل اتهامي بالإرهاب أو الإيحاء بوجود علاقات مشبوهة لي بالخارج، أو الادعاء بأنني ضد الملك.

أود أن أكررها للمرة الألف: أنا اتحادي – كونفدرالي حتى النخاع. انطلقت رحلتي السياسية سنة 1982 عندما التحقت بحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، ومنذ ذلك الحين وأنا أمارس حقوقي السياسية وأشارك في جميع الاستحقاقات الانتخابية بكل قناعة وإيمان.

ولعل أهم ما أؤمن به اليوم، كما كنت دائمًا، أنني ملكي. ومع ذلك، فإنني أنادي، كما نادى كبار زعماء الحركة الاتحادية أمثال نوبير الأموي ومحمد الساسي، بأن يسود الملك ولا يحكم، تماشيًا مع التجارب الديمقراطية العريقة، كما هو الحال في إسبانيا وإنجلترا.

موقفي هذا لم يكن وليد اللحظة، بل هو قناعة قديمة، أصرح بها وأعتز بها. كما أنني أدعو إلى التطبيق الفعلي والكامل لدستور 2011، بما يحمله من مبادئ تعزز الديمقراطية، وتدعم دور المؤسسات.

لماذا أكتب الآن؟ لأنني لاحظت أن “بعض” الأطراف تجاوزت حدود الاحترام، وبدأت تمس حتى أقرب المقربين إليّ. قد أقبل بتجاهل بعض الأطر لتحيتي، رغم ما في ذلك من خرق لأبسط قواعد اللياقة، لكن حين تتعدى الإساءة إلى الدائرة الضيقة من حياتي، يصبح الصمت خيانة للكرامة.

أؤكد مجددًا: أنا ملكي، أومن بوحدة المغرب الترابية، وأجهر بأن الصحراء مغربية. لم أنتمِ يومًا إلى أي تنظيم إرهابي، ولا تربطني أية علاقة ولاء بالخارج.

صحيح أنني في مرحلة معينة انتميت إلى حزب الأصالة والمعاصرة، وأسهمت في وضع لبناته الأولى رفقة شخصيات بارزة مثل فؤاد عالي الهمة، وإلياس العماري، والشيخ بيد الله. لكن قناعتي سرعان ما قادتني إلى الانفصال عن الحزب، بعد أن أدليت بصوتي لحزب آخر خلال الانتخابات التشريعية لما بعد ربيع 2011.

فور خروجي من مركز التصويت، قصدت مقر حزب الأصالة والمعاصرة، وقدمت استقالتي بيدي إلى الشيخ بيد الله. ومنذ ذلك اليوم، اعتبرت نفسي اتحاديًا حتى النهاية.

لقد كتمت كثيرًا من التفاصيل احترامًا للمسار السياسي وللأشخاص، لكن حين يتحول الصمت إلى ضرر، يصبح البوح ضرورة. حاول البعض استقطابي، لكنني آثرت الانسحاب من التنظيمات الحزبية مع البقاء وفيًا لانتمائي الأصلي.

لا أنكر أنني كنت من المتأثرين برموز التيار الاتحادي – الكونفدرالي أمثال الفقيه البصري، ومحمد نوبير الأموي، ومحمد الساسي، وعبد الكريم بنعتيق. وأكن تقديرًا خاصًا لإدريس لشكر، الكاتب الأول الحالي للاتحاد الاشتراكي، الذي عرفته عن قرب.

إنني أكتب اليوم وأنا على يقين بأن الوطن بحاجة إلى أبنائه الصادقين، لا إلى المنافقين والمتملقين. سأظل اتحاديًا الفكرة حتى آخر رمق، مؤمنًا أن حب الوطن يعني دعم مؤسساته، والمطالبة الدائمة بتعزيز الديمقراطية والعدالة والكرامة.

بقلم: عبدالحق الريكي

الرباط، 10 ماي 2025

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة