أمريكا زعيمة العالم سياسياً تتزعمه الآن روحياً… بابا أمريكي صدفة أم خطة؟
الاعلامي احمد حازم
تاريخ النشر: 12/05/25 | 14:46
شئنا أم أبينا، قبلنا أم رفضنا فإن أمريكا هي زعيمة العالم سياسيا، وهذه “الزعامة” ناجمة عن القوة بمعنى استخدام القوة في التعامل مع الآخرين وليس نتيجة استعمال “الجزرة” بدل العصا. والآن وبعد اختيار الكاردينال الأمريكي روبرت فرانسيس بريفوست بابا الفاتيكان كأول بابا أمريكي في التاريخ تكتمل الدائرة لتصبح الولايات المتحدة زعيمة العالم روحياً أيضا. هذا الأمر يبدو تتويجاً للدور الأميركي ليس فقط في السياسة والاقتصاد، بل في الدين أيضاً. ويأتي هذا الحدث في زمن الهيمنة الأميركية، وفي ظل صعود عقيدة “أميركا أولاً” التي يقودها دونالد ترامب.
البابا الأمريكي الجديد الذي يحمل اسم ليو الرابع عشر ويحمل الرقم 267 في تاريخ البابوية قال في أول كلمة علنية، بعد اختياره لمنصب البابا: “السلام عليكم جميعاً” و شكر سلفه فرنسيس، مكرراً دعوة الأخير إلى كنيسة منخرطة مع العالم الحديث، و”تتطلع دائماً للسلام والمحبة والقرب من الناس، وخاصة الذين يعانون”. ويقال عن البابا الجديد انه مؤمن بخطى البابا فرنسيس الراحل على السينودسية والعدالة الاجتماعية، ويدعو إلى حكم كنسي شامل والتواصل مع المهمشين وأنه يحمل درجات علمية في الرياضيات واللاهوت وقانون الكنيسة، ويجيد لغات متعددة. ولكن هل يجيد فعلاً لغة الجرأة في الدفاع وقول الحق تجاه المظلومين سياسيا في العالم ولا سيما الفلسطينيين أم انه سيسطدم بحائط(؟) يمنعه من قول الحق؟
تطور بريفوست في هذه السرعة يدعو للتساؤل؟ ومن حقنا كمحللين سياسيين أن نتساءل عن سبب سرعة ترقية بريفوست في منصبين في غاية الأهمية على صعيد الفاتيكان خلال سنة ونصف. يا لها من صدفة غريبة: نال رتبة كاردينال في 30 سبتمبر 2023، وفي 6 فبراير 2025، رُقّي إلى رتبة أسقف كاردينال وعيّنه البابا فرنسيس رئيسًا لدائرة الأساقفة، وهو منصب بارز رفع من مكانته مرشحاً محتملاً للبابوية وهذا ما حصل . والسؤال الذي يطرح نفسه هل ترقية بريفوست بهذه السرعة وقدومه على رأس الكنيسة الكاثوليكية ينفس السرعة هو بالفعل نتيجة (اختيار)أو نتيجة خطة مسبقة.
وأخيراً…
خلال توجيهه “نداء سلام إلى جميع الشعوب” وقوله في بداية خطابه البابوي “السلام عليكم جميعاً” دعا البابا الجديد إلى “بناء الجسور عبر الحوار”. فهل تتناسب دعوة البابا الأمريكي مع دعوة الرئيس الأمريكي الى تهجير أهالي غزة وجعل شواطئها “ريفيرا” على الطريقة الأمريكية؟