أمن إسرائيل لا يضمنه إلا السلام العادل
بقلم: فهيم أبو ركن
تاريخ النشر: 12/05/25 | 7:18
يمر رئيس وزراء حكومة إسرائيل اليمينية المتطرفة بنيامين نتنياهو في أصعب مراحل حكمه، إذ خاض ويخوض حروبا ومواجهات في عدة جبهات منها الجبهة الحمساوية في غزة بالإضافة إلى الجهاد الإسلامي، ومنها الجبهة اليمنية، والجبهة الإيرانية، والجبهة العراقية، والجبهة السورية وجبهة حزب الله وغيرها، هذا عدا الصراعات الداخلية في الكنيست وفي الائتلاف وحتى داخل حزبه، ومواجهة قائد الأركان (السابق)، والشاباك والمستشارة القضائية للحكومة! كذلك مواجهة القضاء في التهم الكثيرة الموجهة إليه، والغريب أو الأغرب من الغريب أنه يتهم الجميع وكأنه هو وحده المحق والصادق والنظيف وصاحب الرأي الصائب والسديد!! وكأن الكل غلط فقط هو نتنياهو صح!!
نتنياهو وحسب آراء المعارضين وبعض المحللين يواصل الحرب لينجو بنفسه، فهو يماطل ويماطل ويطيل الحرب، ويظن أنه بإطالة الحرب كما قالت القصة “ربما يموت الحمار أو يموت الملك أو تحدث معجزة”! أي ربما يتغير أسلوب القضاء في إسرائيل لأنه يسعى إلى إتمام الانقلاب القضائي ليتحكم به وبقضاة محكمة العدل العليا.
نتنياهو ذكي ومحنك ولكن خوفه من المصير المر الذي ينتظره أعماه عن باقي الأمور وجعله يطيل الحرب في غزة، ويفتعل حروبا أخرى مع سوريا وحزب الله وغيرهم…
نتنياهو ثعلب سياسي ماكر كبير ويستغل قدراته التكتيكية سلبيا، هو يزيل من طريقه أي شخصية تهدد مكانته كرئيس للحكومة وكمرشح لرئاسة الحكومة في الفترة القادمة، هكذا حدث مع وزير الدفاع جلانت الذي حظي بتأييد كبير في الشارع الإسرائيلي، وهكذا فعل سابقا مع الوزير مريدور ومع جانتس حين دخل حكومته وغيرهم الكثير ممن سطع نجمهم قليلا، فعمل نتنياهو فورا على التسبب بأفوله بسرعة.
ومع ذكاء نتنياهو إلا أن تفكيره الأناني في نفسه جعله لا يفهم أن دولة إسرائيل لا تستطيع أن تحارب كل العالم خاصة جيرانها وبالأخص إيران التي تزيد مساحتها عن مساحة إسرائيل 76 مرة، فكيف يحارب إيران وهو ما زال عالقا في مستنقع غزة… نعم غزة التي تفوقها إيران قوة ومساحة، فمساحة إيران تبلغ ضعف مساحة غزة بـ 4100 مرة!… وقواعدها العسكرية منتشرة على هذه المساحات الواسعة والشاسعة، ومهما بلغت قوة إسرائيل الضاربة فلن تستطيع مجاراة إيران التي تقدمت عسكريا بشكل ملفت.
يجب على نتنياهو أن يفهم ويستوعب أن أمن إسرائيل لا يضمنه إلا السلام العادل مع جيرانها والاعتراف بحقوق الشعب الفلسطيني بثلاثة مكوناته؛ في المساواة لمن يعيش في إسرائيل، وإقامة الدولة الفلسطينية العتيدة في الضفة، وفي القطاع. وحين تقوم الدولة الفلسطينية باتفاق دولي وبموافقة إسرائيلية، فهي ليست بحاجة إلى سلاح ثقيل، عدا سلاح للشرطة لضمان الأمن الداخلي! فهل هذا الشرط أو الاقتراح يطمئن نتنياهو ليقبل البدء بمفاوضات السلام؟ الدولة الفلسطينية لن تكون بحاجة إلى السلاح، المهم أن تمنح السيادة الكاملة على أراضيها.