زِنّارٌ ومِفتاح
زهير دعيم
تاريخ النشر: 09/09/24 | 17:53وتعودُ الذّكرياتُ من جديد
تُغسِّلُ خدودَ التاريخِ والطرقات
تعودُ…
مع مواكبِ العصافيرِ العائدة
الى أحضانِ الصّبّار والزيزفون
ومروجِ القَندول
تحكي عن جَدّتي
والطابونِ وخبزِ الصّاجِ والزيتون
ومنقوشةِ الصّعتر
وقعداتِ جدّي يأكلُ ويتلمّظُ
ويسرحُ في الأفقِ البعيدِ تارةً
وأخرى يبني من الأملِ قصورًا
ومن الرّجاءِ قناطرَ عِزٍّ
ويزرعُ الأجواءَ أمنيّاتٍ جَذلى
وجَدتي تستمعُ وتبتسمُ
فلعلَّ الآتي يكونُ اجملَ
لعلّة يكونُ مُزنّرًا بالريحان ..
وتغيبُ الشّمسُ
فانظرُ الى الأديمِ والقُرّيس
والى الأطلالِ والشوكِ والصبّار
فيداخلني الياسُ أو يكاد
فأديرُ وجهي مُسرعًا اليكم اخوتي
فأرى في آخِرِ النَّفَقِ
بصيصًا من نور
وزِنّارَ جَدّتي ذات الفستان الأسود
والمِفتاح الكبيرُ إيّاه
يتدلّى منه
ينظرُ اليّ بنظرةٍ حالمة
وكأني به يقول : ها أنا عائدٌ
مع أسرابِ السنونو
ومع نسمات الصّباح
ها أنا عائدٌ فانتظروني.