أمر الساعة الفلسطيني من غزة

ممدوح اغبارية

تاريخ النشر: 07/05/24 | 15:53

واجبنا القومي والإنساني بعد حرب غزة الأخيرة يدفعنا للسعي لتحقيق الوحدة الوطنية والقومية، لدعم أهل غزة. الوحدة الميدانية ضرورة لمواجهة الاستفراد بغزة أو غيرها، في حين أن الوجهة الموحدة للشرق الأوسط الجديد يجب أن ترتكز على التعاون، ونبذ العنف ومشاريع التفرقة. التكريم والتواصل الفعّال على أجندة ميدانية يجمع الجهود العالمية لدعم فلسطين، مع تنفيذ حل الدولتين تدريجيًا لتعزيز ثمار التعاون لجميع المواطنين.

تأليف سلطة رابعة جديدة توحّد الرموز الوطنية، وتفتح مجال التمكين الجماهيري، بينما فتح دبلوماسية شاملة مع كل الدول يشمل قضايا المستقبل الاجتماعي والبيئي والحقوقي. وفي النهاية، يجب أن تكون إنسانية المقاومة محمية بحلول سياسية تضمن حقوق الفلسطينيين واليهود في تقرير المصير.

نحن أمام تحدٍ كبير في خلق شرق أوسط جديد أكثر عدالة وإنسانية، يتطلب منا تعزيز الوحدة الوطنية، وإرساء قواعد العدالة الاجتماعية، والاعتراف بحق تقرير المصير للجميع. هذا هو واجبنا الإنساني والقومي الذي يجب أن نؤديه، بدعمنا لكل حركة تسعى لتعزيز العدالة والحرية والمساواة، بظل رؤية جديدة لمستقبل أفضل للمنطقة.

الواجب الإنساني القومي بعد حرب غزة الأخيرة

بعد حرب غزة الأخيرة، أصبحت مسؤوليتنا الإنسانية والقومية تجاه أهل غزة أولوية قصوى. يقول الله تعالى في كتابه العزيز: “وَمَن أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا” (المائدة: 32). واجبنا يتجاوز تقديم الإغاثة الفورية إلى خلق بيئة خرة وعادلة وآمنة ومستدامة لأهالي القطاع. يجب أن نوفر الدعم لإعادة بناء المدارس والمستشفيات والبنية التحتية المدمرة، مع التأكيد على وحدة الصف الوطني والقومي في مواجهة هذا التحدي. يجب أن نكون مثل “الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى”، فنمد جسور التواصل والتضامن بين جميع الدول العربية والإسلامية، داعين إلى تكاتف دولي لتعزيز دعمنا المشترك لغزة في كل الميادين.

الوحدة الميدانية ضد الاستفراد الواقعي مثل غزة خلال العمل السياسي والاجتماعي

لا يمكن لنا أن نسمح بالاستفراد بأي جزء من أجزاء الوطن العربي أو الإسلامي كما حدث في غزة. الوحدة الميدانية ضرورة لضمان أن لا تكون غزة ضحية الاستفراد الواقعي. قال الله تعالى: “وَأَعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا” (آل عمران: 103). الوحدة الميدانية تعني العمل على مواجهة المحاولات المستمرة لفرض العزلة والاستفراد، وتوحيد الجهود السياسية والاجتماعية بين الفصائل والتيارات والدول العرب، في سبيل حماية كافة شرائح المجتمع الفلسطيني، وبناء تحالفات قوية تدعم قضاياهم وحقوقهم المشروعة في الحرية والعيش الكريم.

الوجهة الموحدة للشرق الأوسط الجديد خالٍ من الأسلحة ومشاريع التفرقة والأبارتهايد

إنشاء شرق أوسط جديد يتطلب رؤية موحدة تعزز التعاون الإقليمي وتنبذ العنف، قال الله تعالى: “وَإِنْ جَنَحُوا لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَهَا” (الأنفال: 61). لا يمكن بناء شرق أوسط مستقر في ظل وجود مشاريع تفرقة أو أنظمة أبارتهايد. علينا أن نسعى إلى إخلاء المنطقة من الأسلحة النووية وتعزيز التعاون في مجالات التعليم والصحة والبيئة، مع التأكيد على احترام حقوق الإنسان والعدالة الاجتماعية.

التكريم والتواصل الفعّال على أجندة ميدانية ووجهة موحدة للحراكات العالمية دعمًا لفلسطين

لا بد من تكريم وتفعيل التواصل بين الحركات العالمية المؤيدة لفلسطين لتوحيد جهودها في دعم الشعب الفلسطيني. قال الله تعالى: “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ” (المائدة: 8). يجب توجيه هذه الجهود بشكل منسق ومخطط ضمن أجندة ميدانية تسعى لتحقيق أهداف واضحة مثل كسر الحصار عن غزة، ووقف الاستيطان، ودعم حقوق الشعب الفلسطيني في المحافل الدولية.

تنفيذ حل الدولتين تدريجيًا في أي حيز مع تعميم ثمار التعاون الممكن على كل المواطنين

تنفيذ حل الدولتين يجب أن يكون تدريجيًا ومدروسًا، مع التركيز على تعميم ثمار هذا الحل على جميع المواطنين. قال الله تعالى: “وَإِن تَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى” (المائدة: 2). يمكن البدء بخطوات صغيرة في المناطق المشتركة، وتعزيز التعاون الاقتصادي والاجتماعي بين الطرفين. هذا سيسهم في بناء الثقة وخلق مناخ إيجابي يسمح بمزيد من التعاون في المستقبل نحو عملية سلام شامل وعادل مع عودة اللاجئين.

تأليف سلطة رابعة جديدة تمركز الرموز الوطنية مع تمكين جماهيري للمعاني الرمزية

تأليف سلطة رابعة تجمع الرموز الوطنية هو خطوة مهمة لتمكين الجماهير. يجب أن تكون هذه السلطة منصة لتوحيد الخطاب الوطني وحماية الهوية الفلسطينية، مع تمكين جماهيري يجعل المعاني الرمزية واقعًا ملموسًا في حياة الناس. قال الله تعالى: “لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنْزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ” (الحديد: 25). نحتاج إلى خطاب موحد يقوي من عزيمة الأمة ويعيد توجيه بوصلة النضال نحو تحقيق أهدافه النبيلة.

فتح دبلوماسية شاملة مع كل الدول حول المستقبل الاجتماعي والبيئي والحقوقي بعد الاعتراف بدولة فلسطين حالًا

لأجل الاعتراف بدولة فلسطين، ينبغي فتح قنوات دبلوماسية شاملة مع جميع الدول لمناقشة ايجابيات المستقبل الاجتماعي والبيئي والحقوقي في المنطقة. هذه الدبلوماسية يجب أن تركز على التعاون في مواجهة التحديات البيئية، وتعزيز حقوق الإنسان، وإرساء قواعد العدالة الاجتماعية التي تضمن التعايش السلمي بين الشعوب.

أخيرًا تأكيد إنسانية المقاومة من خلال حلولها السياسية التي تحمي وجود وحق تقرير المصير لليهود والفلسطينيين

المقاومة الإنسانية هي الحل الذي يمكن أن يحمي حقوق الفلسطينيين واليهود معًا في تقرير المصير والعيش بسلام. قال الله تعالى: “وَلَا تَقُولُوا لِمَنْ أَلْقَى إِلَيْكُمُ السَّلَامَ لَسْتَ مُؤْمِنًا” (النساء: 94). يجب أن تكون حلول المقاومة سياسية وإنسانية، تضمن تحقيق الأمن والسلام للشعبين، وتعزز من وجود الدولة الفلسطينية المستقلة جنبًا إلى جنب مع إسرائيل، دون أن تمس حقوق أحدهما الآخر.

ختامًا: نحن أمام تحدٍ كبير في خلق شرق أوسط جديد أكثر عدالة وإنسانية، يتطلب منا تعزيز الوحدة الوطنية، وإرساء قواعد العدالة الاجتماعية، والاعتراف بحق تقرير المصير للجميع، بما في ذلك الشعب الاسرائيلي. هذا هو واجبنا الإنساني والقومي الذي يجب أن نؤديه، بدعمنا لكل حركة تسعى لتعزيز العدالة والحرية والمساواة، بظل رؤية جديدة لمستقبل أفضل للمنطقة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة