إعلان الاحتلال منع المصلّين من الوصول للمسجد الأقصى خلال شهر رمضان

تاريخ النشر: 19/02/24 | 10:08

رام الله : حذر مركز إعلام حقوق الإنسان والديمقراطية “شمس” من عزم حكومة الاحتلال منع المواطنين الفلسطينيين من الوصول إلى المسجد الأقصى المبارك وتقييد عددهم خلال شهر رمضان المبارك ، وقال المركز أنه ينظر بخطورة بالغة إلى هذه القرار لما يمثله من أبعاد تسعى دولة الاحتلال إلى تنفيذها منذ عقود متجاوزة موضوع التقسيم الزماني والمكاني للمسجد الأقصى ، إلى مرحلة هدمه وبناء الهيكل المزعوم على أنقاضه ، وذلك في ظل انشغال العالم بعدوان الاحتلال على قطاع غزة منذ مئة وخمس وثلاثون يوماً. وقال المركز أن مختلف الأحزاب الإسرائيلية التي تشكل الائتلاف الحكومي الحالي تتوافق في الرؤيا اتجاه مستقبل المسجد الأقصى المبارك ، وتسعى جاهدة إلى تنفيذ التعاليم التوراتية المحرفة التي تؤمن بها ، كما أنها لا تأبه في أن تشعل فتيل الحرب الدينية في المنطقة ، وجر العالم بأسره إلى حرب تبدأ ولا أحد يمكن له أن يتنبأ بنهايتها. وقال المركز أن الهدف الآخر للاحتلال من وراء هذه الإجراءات هو إكمال مخططاته لتهويد القدس المحتلة ، وإيقاع المزيد من الضحايا بصفوف أبناء شعبنا، من خلال جرهم إلى مواجهة غير متكافئة ، وإلى مربع القتل والتدمير ، الذي يسعى الاحتلال بشكل دائم إلى خلقه ، وتحويل ساحات المسجد الأقصى والقدس إلى حمام دماء ، وذلك امتداداً للحملات الصليبية على القدس.

وشدد مركز “شمس” على أن إجراءات دولة الاحتلال في القدس المحتلة ، وفي عموم الأراضي الفلسطينية المحتلة ، تحمل في طياتها أبعادٍ عنصرية لم تعد تخفى على أحد ، وقال المركز ففي الوقت الذي تسمح به حكومة الاحتلال للمستوطنين لاقتحام المسجد الأقصى وتدنيسه ، وإقامة احتفالاتهم وتنظيم مسيراتهم ، وما يرافق ذلك من اعتداءات على المواطنين وممتلكاتهم في القدس المحتلة ، وإطلاق الشعارات العنصرية ، والتهديدات للمواطنين الفلسطينيين تحت سمع وبصر قوات الاحتلال ، بل وبحماية منها ، تمنع المواطنين الفلسطينيين وتعتقلهم ، حتى لمجرد التعبير عن رأيهم .

وقال المركز أن عزم حكومة الاحتلال منع المصليين من الوصول للمسجد الأقصى في شهر رمضان يكشف من جديد عن عدم اكتراث حكومة الاحتلال بحرمة الشهر الكريم وبالمكانة الدينية التي يشكلها المسجد الأقصى في عقيدة المسلمين بصفة عامة ولدى الشعب الفلسطيني بضفة خاصة، ففي الوقت الذي يجب أن يكون هناك حرية مطلقة في الوصول للقدس المحتلة للمسلمين والمسيحيين تستعد حكومة الاحتلال للتضييق عليهم ومنعهم من الوصول لأماكن العبادة . وقال المركز أن التصريحات التحريضية التي يطلقها وزراء حكومة الاحتلال تشكل بيئة خصبة وتحريض واضح على ارتكاب المزيد من الانتهاكات الجسيمة بحق المواطنين الفلسطينيين في القدس المحتلة ، وتهديداً مباشراً لحرمة الأماكن المقدسة .

كما وندد مركز “شمس” بالإجراءات العقابية الجماعية التي تمارسها حكومة الاحتلال الإسرائيلي بحق المواطنين الفلسطينيين في القدس المحتلة من خلال هدم البيوت وسحب الهويات ووقف برنامج جمع الشمل وفرض الضرائب الباهظة عليهم، ومحاصرتهم ومنع الشباب من الدخول والصلاة في المسجد الأقصى المبارك، وإغلاق الحواجز الاحتلالية المؤدية إلى مدينة القدس ومنع المواطنين الفلسطينيين من الضفة الغربية من الوصول إلى مدينة القدس والصلاة في المسجد الأقصى المبارك منذ 7/10/2023م، في انتهاك واضح وصريح للحرية الدينية للمواطنين .

كما وأكد مركز “شمس” على أن إجراءات الاحتلال القمعية في عموم الأراضي الفلسطينية المحتلة ، خاصة منعهم من الوصول لمدينة القدس المحتلة هو انتهاك للحق في حرية الحركة والتنقل وانتهاك للحق في أداء الشعائر الدينية وحرية الوصول إلى أماكن العبادة، وتشكل انتهاكاً جسيماً للقانون الدولي لحقوق الإنسان وللقانون الدولي الإنساني لا سيما لاتفاقية جنيف الرابعة المؤرخة في 12 أغسطس لسنة 1949م وخاصة المادة رقم (27) (للأشخاص المحمیین في جمیع الأحوال حق الاحترام لأشخاصھم وشرفھم وحقوقھم العائلیة وعقائدھم الدینیة وعاداتھم وتقالیدھم. ویجب معاملتھم في جمیع الأوقات معاملة إنسانیة، وحمایتھم بشكل خاص ضد جمیع أعمال العنف أو التھدید، وضد السباب وفضول الجماھیر). كما أنها تشكل انتهاكاً للبرتوكول الاختياري الثاني الملحق باتفاقيات جنيف بحماية الأعيان الثقافية وأماكن العبادة وخاصة للمادة (53) والتي نصت على (حظر ارتكاب أي من الأعمال العدائية ضد الآثار التاريخية والأعمال الفنية أو أماكن العبادة التي تشكل التراث الثقافي والروحي للشعوب). وانتهاك للقانون الدولي لحقوق الإنسان وخاصة للإعلان العالمي لحقوق الإنسان وللعهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية، إذ نصت المادة رقم (18) من الإعلان والعهد على التوالي (لكل شخص حق في حرية الفكر والوجدان والدين، ويشمل هذا الحق حريته في تغيير دينه أو معتقده، وحريته في إظهار دينه أو معتقده بالتعبد وإقامة الشعائر والممارسة والتعليم، بمفرده أو مع جماعة، وأمام الملأ أو على حده). على(لكل إنسان حق في حرية الفكر والوجدان والدين، وإقامة الشعائر الدينية والممارسة والتعلم بمفرده أو مع جماعة وأمام الملأ أو على حدة).

كما وطالب مركز “شمس” هيئة الأمم المتحدة ومنظمة المؤتمر الإسلامي وجامعة الدول العربية، والمنظمات الدولية الحكومية والغير حكومية، بضرورة التدخل العاجل والضغط على حكومة الاحتلال الإسرائيلي لوقف إجراءاتها العنصرية في القدس المحتلة وفي عموم الأراضي الفلسطينية المحتلة وإجبارها على احترام قواعد القانون الدولي الإنساني ، بما فيها السماح بحرية العقيدة وحرية الحركة للمؤمنين من مسيحيين ومسلمين والوصول إلى أماكن العبادة في القدس .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة