عدوى الديمقراطية في الساحل الإفريقي

بقلم قرار المسعود

تاريخ النشر: 08/02/24 | 7:51

مَنْ خطط للربيع العربي لم يدرج أنذاك الساحل أو دول جنوب أفريقيا وآسيا في تلك الفترة. كان البرنامج منكب خصوصا على بعض الشعوب بمقدار وعيهم و تفطنهم و درجة الخلاف مع حكامهم الذين خرجوا على الطاعة و تفقهوا أكثر من اللازم.
فالقذافي رحمه الله خرج على الطاعة و مس الخط الأحمر و بن علي من جهته تفقه و في الجزائر زاد المقدار على مقداره فانقلب من كل هذه الأحداث و خاصة الظلم إذا وصل إلى حده. فهاهو وزير خارجية أميركا السابق هنري ألفريد كيسنجر يحذر مرارا و تكرارا قبل وفاته من صحوة الديمقراطية للشعوب في القرب بين الصين و روسيا. فحب السلطة و نهب الخيرات و القيادة تجعل صاحبها يفقد توازن التفكير مع طول المدة فتوقعه في ما لا يحمد عقباه، و هذا ما حصل للحضارات و أخرها الحضارة الإسلامية حتى عندما خرجت على البرنامج الإلهي المسطر.

فما نشاهده من أحداث في الدول الإفريقية و بالساحل بالذات و السينغال مؤخرا هو إمتداد لنهوض المجتمعات التي وعت و توعت بواسطة التواصل و الإحتكاك و التبادل و كشف المكيال بعدم الكفاية من جانبها. فكل ما دبر وبني و شيد منذ 1945 لم و لن يصفى في عشية و ضحاها. وذلك يتطلب وقت طويل و أخذ الأمور على وجه الحكمة و التدبير المنصف في كل الإجراءات المتخذة.

على سبيل المثال ما تنادي به الجزائر و تصرح به رسميا جعلها مرتاحة في تصرفاتها مع الغير و كل ما تعلنه من مخطط او مصالحة للغير في قضية فلسطين و من الخطط المقترحة في اتفاق الجزائر لدولة مالي و لدولة النيجر و الإتفاق المعلن مع الدولة الفرسية أو السودان الشقيق و ليبيا مؤخرا، المعاملة الحسنة مع الأشقاء و الجيران. هذا كله نابع من صفاوة النية السياسية المبنية على أساس التوازن في الرؤية مع العمل في الميدان و معالجة كل نزاع أو إبطال فعل البرنامج الخارجي بالطرق و الوسائل الملائمة في الوقت المناسب. و هذا ما لا نجده في المحيط الإفريقي و الآسيوي نظرا للإرث الثقيل الذي تأصل و لم يفكر فيه و الضغط المسلط على هذا المحيط.

فمن باب التنبؤات لا غير، إن العدوى تنتشر و تكتسح الأخضر و اليابس لا محالة نظرا لإرث الغل و السيطرة المتجذرة و العواقب تكون وخيمة و الديمقراطية المرجوة لن تكون بالمقدار المنتظر و مَنْ يسلك مناهج سنة الحياة الشرعية نجى بنفسه و شعبه و من شعبه أيضا. و مَنْ لا يأخذ الزاد الوافي لتخطي المرحلة تقهقر.

فالرجوع الى الحق فضيلة و التحلي بالمرونة التي لا تكون على حساب المبادئ و ليس من العار أو العيب بل من الفضيلة والكمال أن يفتح باب التشاور و قبول النصيحة. يقول شيخ في محيطنا بعد زيارة السودان للجزائر من أجل المشاركة في حل الأزمة ” إذهبوا إلى قصرالمرادية، هناك رجل منصف لا يظلم عنده أحد”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة