عقلية إطالة الحرب وعقلية وقفها

الإعلامي أحمد حازم

تاريخ النشر: 30/01/24 | 15:41

يوجد مشهدان متناقضان في الشارع اليهودي: الأول ينادي بمواصلة الحرب لتحرير الرهائن الإسرائيليين الموجودين لدى حماس، والثاني يرى ان وقف هذه الحرب هو السبيل الوحيد لإعادة المخطوفين بدون نعوش. مواصلة الحرب تعني المزيد من الضحايا لدى الجانبين، وكأن سقوط 2672عسكريا من الجيش الاسرائيلي منذ السابع من أكتوبر الماضي كما أعلن الجيش لا يكفي، وكأن ارتفاع حصيلة الحرب الإسرائيلية المتواصلة على قطاع غزة إلى 25 ألف شخص غزي، حسب وزارة الصحة، لا يكفي.

من ينادي بتكثيف شدة الحرب على غزة، لا تهمه المصلحة العامة بل المصلحة الشخصية. رئيس الحكومة نتنياهو، على سبيل المثال، يرفض وقف الحرب لأن وقفها يعني نهاية حكمه. وتهديد بن غفير وسموترتش بالاستقالة من الحكومة اذا تم وقف الحرب، هو من اجل البقاء في الحكومة، لأن وقف الحرب يعني نهاية الحكومة، أي عدم بقائهما في منصبهما، لذلك فإن كل من يطالب بعدم وقف الحرب له مصلحة شخصية فقط.

وبالرغم من ان الاسرائيليين، استفاقوا الثلاثاء الماضي على صباح وصفه الرئيس الإسرائيلي هرتسوغ، بأنه “صعب لا يطاق حمل معه الخبر الفاجعة” عن مقتل 21 ضابطا وجندياً في قطاع غزة، حسب صحيفة معاريف، الا ان وزير الامن القومي ايتمار بن غفير لم يتراجع عن موقفه، إذ قال ” الآن أصبح الأمر أكثر وضوحاً من أي وقت مضى: لا يجب أن تتوقف الحرب”.

وزير التراث الإسرائيلي اليميني المتطرف، عميحاي إلياهو، ذهب الى حدود أبعد في تفسيره لوقف الحرب اذ قال: ” وجود احتمال إنجاز خطةٍ لإخراج الأسرى الإسرائيليين مقابل وقف كامل للحرب في غزة، لن يطيح بالحكومة الإسرائيلية فحسب، بل بإسرائيل كلها”. وللتذكير فقط فإن الياهو كان قد دعا في بداية الحرب الإسرائيلية على غزة، إلى ضرب القطاع بقنبلة ذرية، ومحو غزّة، وإعادة إقامة المستوطنات الإسرائيلية فيها، الأمر الذي أثار موجةً من الانتقادات.

أميخاي إلياهو وخلال زيارة له مؤخرا لمدينة الخليل، جدد دعوته لإسقاط سلاح نووي على قطاع غزة. ووصلت به الوقاحة للقول بصورة استفزازية، أن محكمة العدل الدولية تعرف مواقفه. تصريحات هذا الوزير المتطرف، لم تحظ بأي اهتمام لا محليا ولا عربيا ولا دوليا. ( مش سامع سمعان)

موقع قناة “الكنيست” نقل عن وزير المالية سموتريتش قوله، إنّه “لن يوافق على صفقة تتضمن وقف الحرب مع حركة حماس “. سموتريتش وبن غفير، دائماً ما يحثّان في تصريحاتهما المتطرفة على مواصلة الحرب لتدمير قطاع غزة. هذان المتطرفان اليمينيان يبدو انهما لا يسمعان عن سقوط يومي لجنود إسرائيليين، ولا يهتمان بالأسرى بل بالحرب فقط، في وقت تتصاعد فيه الاحتجاجات الشعبية ولا سيما من عائلات المختطفين من أجل تحريرهم. هؤلاء العائلات ضد موقفي الوزيرين المتطرفين، اذ يطالبوا بإنجاز صفقة تبادل فوراً مع حماس، لأنّها الطريقة الوحيدة التي ستتيح إخراج الأسرى.

وأخيراً…

بما ان السؤال ليس جريمة عند العقلاء ولا يخضع لقانون الطوارئء، أتساءل عمّا إذا كان الجيش الإسرائيلي هو بالفعل “الجيش الذي لا يقهر”. سبب تساؤلي يعود لخبر بثته قناة “كان” الإسرائيلية الرسمية، مساء الجمعة الماضي عن اختباء عدد من الجنود الإسرائيليين داخل موقع “صوفا” العسكري الواقع في منطقة غلاف غزة يوم السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي. الخبر موثق بمقطع فيديو.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة