نتنياهو بين مطرقة بايدن وسندان أهالي المختطفين

الإعلامي أحمد حازم

تاريخ النشر: 15/12/23 | 17:39

في الخامس عشر من الشهر الماضي كان عنوان مقالي اليومي في هذا الموقع “ليتعلم العالم (وأمريكا) من سياسة آيزنهاور تجاه إسرائيل” ذكرت فيه ان ” الرئيس الأمريكي الوحيد الذي غرّد خارج السرب ولم يلتزم أو ينصاع لـ “اللوبي الصهيوني” هو الرئيس دوايت آيزنهاور، الذي استطاع فرض قراراته على إسرائيل حسب المصالح الأمريكية وليس حسب المصالح الإسرائيلية. وفي اعقاب العدوان الثلاثي الذي قامت به بريطانيا وفرنسا وإسرائيل على مصر عام 1956 واحتلت بموجبه سيناء وغزه، مارس آيزنهاور ضغطاً على إسرائيل وأصر على انسحابها بدون شروط ولم يخضع للضغوطات ألإسرائيلية”. هذا الموقف لم يتكرر ثانية في إدارة أمريكية لاحقه. فهل يسعى سيد البيت الأبيض ليكون آيزنهاور جديد؟ اسمعوا الحكاية:

وسائل اعلام عبرية تحدثت عن زيارة مستشار الأمن القوميّ الأمريكي جايك سوليفان إلى تل أبيب، حاملا معه رسائل مهمة من الرئيس الامريكي بايدن، الذي وكما يبدو من تصريحاته الأخيرة، لم يعُد قادراً على تحمّل تصرّفات الحكومة الإسرائيليّة، حيث قال خلال فعالية لجمع تمويل لحملته الانتخابية في واشنطن، “أن الحكومة الإسرائيلية بدأت تفقد دعم المجتمع الدولي بسبب القصف العشوائي على قطاع غزة”. وأبرز الرئيس الأميركي: “هذه الحكومة الإسرائيلية الأكثر محافظة في تاريخ إسرائيل، وهي لا تريد حل الدولتين”.

ويأتي حديث بايدن بعد وقت قصير من مقطع مصور نشره نتنياهو، على حسابه في منصة “إكس”، اعترف فيه بأن واشنطن وتل أبيب تختلفان بشأن المرحلة اللاحقة للحرب في غزة لكن الولايات المتحدة تدعم إسرائيل في أهدافها المتمثلة في القضاء على حماس واستعادة المحتجزين لديها.

سوليفان القادم من “بلاد العم سام” يحمل معه “كارت أحمر” من بايدن ليرفعه بوجه نتنياهو بسبب الخلافات القائمة بينهما في ملفات الهُدنة ومرحلة ما بعد الحرب والأوضاع المُتفجّرة على الحدود اللبنانيّة – الاسرائيلية وفي البحر الأحمر.

ويرى محللون أن تصريحات بايدن غير المسبوقة تعني أنّ الخلافات بين الإدارة الامريكية واسرائيل تجاوزت المسائل التكتيكية ووصلت إلى المسائل الاستراتيجية .وليس مستبعداً أن يكون بايدن لديه النية ليكون نسخة من الرّئيس الأسبق دوايت أيزنهاور الذي أوقفَ المساعدات لإسرائيل يومَ رفضَ رئيس الحكومة آنذاك ديفيد بن غوريون طلباته بشأن الانسحاب من سيناء في 1956.

المعلومات المتوفرة تقول ان مصر وقطر تواصلا مع فريق التفاوض الإسرائيلي نهاية الأسبوع الماضي، وسألوهم إن كانوا على استعداد للتّوصّل إلى هدنة جديدة في القطاع، وكان الجواب الإسرائيليّ إيجابيّاً بعدما كانَ التّعنّت هو سيّد الموقف منذ انهيار الهدنة السّابقة في يومها الثّامن، إلاّ ان “النّقاش لا يزال في بداياته، ولم ينضج بعد إلى المستوى الذي يسمح بتجديد الهُدنة، لكنّ الأمور تتّجه نحوَ التّوصّل إلى اتفاقٍ جديد”.

وأعتقد بان إسرائيل ستقبل التفاوض الجديد للأسباب التالية:

أولها أنّ التفاوض يخدم طريقة عمل حكومة نتانياهو القائمة على التّفاوض تحت النّار، وثانيها، أنّ الجيش الإسرائيلي يواجه ارتفاعاً كبيراً في الخسائر في العديد والعتاد ونقصاً في الذّخائر وثالثها، تخفيف الضّغوط الدّوليّة على حكومة نتنياهو، والسبب الرابع هو ان الهدنة الجديدة توفر فرصة لجمع معلومات استخباريّة حول أماكن احتجاز العسكريين الإسرائيليين في القطاع تمكن الجيش الإسرائيلي من تحريرهم، كما ان واشنطن تريد بسرعة عودة ما بقي من حمَلة الجنسيّة الأميركيّة، قبل موعد الحملات لانتخابات الرّئاسة الامريكية.

وأخيرا…

ما نقلته “القناة 12” العبرية حول إمكانية إبرام اتفاق تبادل أسرى جديد بين إسرائيل وحركة حماس، وأن تحركات تجري بهذا الشأن حاليا، يؤكد أن المفاوضات وحدها تحرر الأسرى.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة