هل أصبحت هآرتس فلسطينية ونحن لا ندري؟

الأعلامي احمد حازم

تاريخ النشر: 26/11/23 | 20:02

في العشرين من الشهر الحالي كان عنوان مقالي اليومي في هذا الموقع: “نتنياهو وضع أبو مازن في “بوز المدفع” وتجنب انتقاد “هآرتس” عالجت فيه غضب نتنياهو من “أبو مازن” بسبب بيان لوزارة الخارجية الفلسطينية كان مضمونه منقولاً عن صحيفة هآرتس. وقلت في المقال بالحرف الواحد أن” مضمون البيان ليس اجتهاداً فلسطينياً بل هو معلومات إسرائيلية يهودية موثوق بها عممتها صحيفة هآرتس كبرى الصحف العبرية التي تمتاز بمصداقيتها في نقل الحدث، بمعنى ان البيان الفلسطيني الرسمي هو مجرد إعادة لما كتبته “هآرتس” وإذا كان نتنياهو غضبان من مضمون البيان الفلسطيني، فعليه أولاً وقبل كل شيء أن يغضب ويزعل من “هآرتس” وليس من حليفه الأمني “أبو مازن”.

وتشاء الصدف او الظروف ان تعلن حكومة نتنياهو مؤخرا عن النيّة في فرض عقوبات على صحيفة “هآرتس”. ولماذا هذه العقوبات؟ بسبب ” نشر الدعاية الانهزامية والكاذبة، والتحريض ضد الدولة في أثناء الحرب الإسرائيلية على غزة وانتقادها ممارسات الجيش الإسرائيلي”.

حسب مضمون قانون الطواري، فإنه من المفترض انت يتم استدعاء من نشر ما أسمته الحكومة “الدعاية الانهزامية والكاذبة، والتحريض ضد الدولة في أثناء الحرب الإسرائيلية على غزة” والتحقيق معه كما فعلت مع عشرات المواطنين العرب. هذا من ناحية منطقية ورسمية استناداً لقانونهم. لكن بما أن “فاعلي التحريض” من أبناء جلدتهم أي من “شعب الله المختار” فيتم غض الطرف عن التحقيق معهم وهم بذلك يتم التعامل معهم على طريقة “أولاد فرفور ذنبهم مغفور”.

وماذا ستفعل الحكومة يا ترى في هذه الحالة مع ما نشرته هآرتس؟ طبعا لا بد من اتخاذ إجراءات لـ”تأديب” الصحيفة. وزير الاتصالات الإسرائيلي، شلومو قارعي، قال في بيان له حول هذا الموضوع، إنه قدّم اقتراحاً إلى الحكومة لوقف نشر الإعلانات الحكومية في الصحيفة ووقف الاشتراكات فيها ووقف رسوم الاشتراك لجميع مستخدمي الدولة، وضمن ذلك الجيش الإسرائيلي، والشرطة، وجهاز الأمن العام (الشاباك) والوزارات، وأي شركة حكومية. واتهم قارعي الصحيفة بأنها “تتخذ خطّاً هجومياً يقوّض أهداف الحرب ويُضعف الجهد العسكري وصمودنا الاجتماعي”.

الأمر المضحك أن الوزير شلومو قارعي اعتبر الصحيفة “بمثابة بوق لأعداء إسرائيل وتخدم العدو وتقديم رواية أعدائنا مع تقديم الأكاذيب، واستخدام المصطلحات المناهضة للصهيونية والمعادية لإسرائيل وتبرير العدو”. طبعا المقصود بالعدو هي حماس بالدرجة الأولى. ولو أمعنا النظر في الاتهامات الموجهة لصحيفة “هآرتس” لرأينا ان هذه الاتهامات توجه عادة لصحيفة فلسطينية أو عربية وليس لصحيفة إسرائيلية يهودية بامتياز. فهل أصبحت “هآرتس” فلسطينية ونحن لا ندري؟

وأخيراً…

يبدو واضحا ان حكومة نتنياهو قد أضاعت البوصلة حتى في التعامل مع غير العرب. ومن الطبيعي ان يفقد نتنياهو صوابه خصوصا انه في وضع سياسي حرج، ولا سيما بعد الاستطلاع الذي نشرته صحيفة معاريف والذي أظهر أن حزب الليكود الحاكم سيفقد نحو نصف قوته الانتخابية، وسيحصل على 18 مقعدا فقط، وأن أحزاب الائتلاف الحاكم ستفقد أغلبيتها الانتخابية، وستحصل على 41 مقعدا في حال إجراء انتخابات مبكرة. طبعا نتنياهو يعرف ماذا ينتظره بعد انتهاء الحرب.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة