إسرائيل تتعرض لطوفان من نوع آخر

احمد حازم

تاريخ النشر: 07/10/23 | 7:31

في الخامس عشر من شهر فبراير/ شباط الماضي ذكرت القناة 13 العبرية ، أن رئيس جهاز الامن العام “الشاباك” رونين بار، توجه إلى الوزير اليميتي المتطرف بن غفير وطلب منه تقليل حدة أنشطته في القدس والانتباه للتصرفات والتصريحات التي تصدر عنه، لأن سلوكه قد يتسبب في تصعيد أمني ومواجهة واسعة مع الفلسطينيين وفي اشعال فتيل مواجهة أمنية واسعة. لم يسمع بن غفير ولم يهتم بتحذير رجل الامن بار.

القناة العبرية نفسها تحدثت عن نفس الموضوع وقالت مساء الأربعاء الماضي ان رئيس الشاباك بار طلب من بن غفير عدم اقتحام المسجد الأقصى خلال عيد العرش، وأن طلب بار من بن غفير جاء على خلفية الوضع الأمني وتقييمات المنظومة الأمنية. مرة أخرى يضرب بن غفير تحذير بار بعرض الحائط. والآن جاء وقت دفع ثمن سلوكيات بن غفير.

كل شيء في هذه الحياة له ثمن. حتى في السياسة. وما تعيشه إسرائيل اليوم من هجمات صاروخية للمقاومة الفلسطينية على مستوطناتها في غلاف غزة، وقتل واسر جنود إسرائيليين وحرق دبابة إسرائيلية (أو أكثر) ومشاهد الهروب الجماعي للمستوطنين بحثا عن أماكن آمنة من ضربات حماس، كل ذلك هو الثمن الذي يدفعه بن غفير لسلوكياته وممارساته العنصرية والتدنيس المستمر للمستوطنين للأقصى.

حكومة نتنياهو أصابها الرعب والارتباك لهول ما قامت به حماس، التي أطلقت على عمليتها اسم “طوفان الأقصى”. فما هي هذه العملية التي كانت بمثابة هزة أرضية بقوة 10 درجات حسب مقياس ريختر حماس.؟ :

الإعلام العبري يتحدث عن سقوط 2220 صاروخًا أطلقت من قطاع غزة باتّجاه الأراضي الاسرائيلية وعلى مستوطنات غلاف غزة وعسقلان وتل أبيب والقدس ومناطق أخرى داخل الخط الأخضر، ويعترف بسيطرة حماس على المستوطنات في قطاع غزة. حتى أن مقاتلين من كتائب القسام وحسب مشاهد تلفزيونية وصلوا عبر السياج الفاصل إلى معسكرات ومستوطنات في غلاف غزة وأوقعوا قتلى وأسرى في صفوف الجيش الإسرائيلي، وسط أنباء تتحدث عن وقوع عشرين قتيلاً من الجيش الإسرائيلي وحماس تقول انها نقلت 35 اسرائيليا إلى قطاع غزّة.

هذا الامر دفع بصحيفة “يديعوت أحرنوت” الى الاعتراف بأن المقاومة الفلسطينية نجحت في اختراق الخط الدفاعي الإسرائيلي بالكامل، في الساعات الأولى من عملية “طوفان الأقصى” وأن ثلاث عربات إسرائيلية على الأقل سيطر عليها مقاومون ونقلوها إلى قطاع غزة وأظهرت الصحيفة فيديوهاتٌ للسيطرة على جيبات ودبابات إسرائيلية في محيط القطاع .

عملية “طوفان الأقصى” هي رسالة سياسية واضحة لحكومة نتنياهو بشكل عام ولليميني المتطرف بن غفير بشكل خاص مفادها أن المقاومة الفلسطينية لا يمكن ان تسكت على ما يقوم به زعران المستوطنين في الأقصى وفي الضفة الغربية وأن لكل شيء ثمنه وكل فعل له ردة فعل.

وأخيراً..

لفت انتباهي جملة وردت اليوم في كلمة محمد ضيف عن عملية طوفان الاقصى:” لا تنسيق أمني بعد اليوم” وهي رسالة واضحة في غاية الأهمية للرئيس الفلسطيني. فهل يفهمها؟

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة