وجهان لميدالية احتلال: العمامة الشيعية الإيرانية والطاقية اليهودية الإسرائيلية

الاعلامي أحمد حازم

تاريخ النشر: 25/09/23 | 14:04

التاريخ لا يكذب. والتاريخ على مر العصور شاهد عيان على كل ما يمارسه الاحتلال (أيا كان) بحق الشعوب المحتلة. ومنطقة الشرق الأوسط التي تخلصت (نظرياً) من الاستعمار بكل أشكاله، لكنها لا تزال تعاني من احتلالين أحدهما أقسى وألعن وأوسخ من الآخر. فهناك الاحتلال الاسرائيلي وهناك الاحتلال الايراني وكلاهما يتسمان بنفس الأساليب والأهداف.

الاحتلال الاسرائيلي بدأ في احتلال فلسطين عام 1948 وتلاه احتلال آخر في شهر يونيو/ حزيران عام 1967 لهضبة الجولان السورية والضفة الغربية والقدس الشرقية وغزة. اسرائيل لم تكتف بالاحتلال فقط، وذهبت إلى أبعد من ذلك حيث أقامت مئات المستوطنات على الأراضي الفلسطينية المحتلة.

ايران احتلت إقليم الأحواز العربي في العام 1925 بموافقة بريطانية. ولا بد من الاشارة إلى أن عدد سكان هذا الاقليم، يتجاوز العشرة ملايين نسمة، وينتج 90 بالمائة من البترول الإيراني، والاحتياطي النفطي فيه يقدر بحوالي (133) بليون برميل. كما أن تسعة وتسعين بالمائة من ثروة إيران تأتي من هذا الاقليم، الذي يعاني أهله من الاضطهاد والقمع والتفريس والتهجير القسري.

إيران أقدمت أيضا على احتلال الجزر الإماراتية طنب الكبرى وطنب الصغرى اللتان تتبعان لإمارة رأس الخيمة، وجزيرة أبو موسى التابعة لإمارة الشارقة، وذلك قبل ثلاثة أيام من استقلال الإمارات العربية المتحدة من الحماية البريطانية في الثاني من شهر ديسمبر/كانون اول 1971

إيران لها مشاريع استيطانية توسعية في الجزر الاماراتية المحتلة، حيث يسعى النظام الإيراني لفرسنة هذه الجزر العربية بالقوة وتغيير هويتها العربية. الحاكم العسكري لجزيرة أبو موسى الإماراتية المحتلة، أعلن عن افتتاح خمسين وحدة استيطانية في الجزيرة. ولذلك فإن الاحتلال والاستيطان هما القاسم المشترك بين اسرائيل وإيران.

الغريب في الأمر (وهذه الوقاحة بعينها) أن إيران تطالب بإعادة الأراضي العربية المحتلة من قبل إسرائيل إلى اصحابها وتتجاهل احتلالها للجزر العربية الاماراتية، ويطالب ممثل ايران في الأمم المتحدة مجلس الأمن بالتحرك الفوري لإرغام إسرائيل على وقف الاستيطان، بينما تسعى إيران لبناء المزيد من المشاريع الاستيطانية في الجزر الإماراتية المحتلة. منطق متناقض.

الأطماع في المنطقة العربية هي أيضا قاسم مشترك بين إسرائيل وإيران. أهداف إسرائيل واضحة المعالم، وقد ظهر ذلك جليا في علمها، ذو اللونين الأزرق والأبيض مما يعني المنطقة الواقعة بين نهري النيل والفرات. والأطماع الايرانية في الخليج العربي تتركز في العراق والإمارات العربية والبحرين، وعبر عنها الكثير من المسئولين الإيرانيين.

وأخيراً… عندما أعلن العراق عام 1990عن ضم الكويت واعتبار الكويت هي المحافظة العراقية رقم 19، ثار الغرب والعرب أيضاً، لكن عندما أعلنت إيران أن مملكة البحرين هي المحافظة رقم (14) لها، لم يتحرك أحد لا في الغرب ولا في العالم العربي. والمحتل لأراضي عربية بــ “طاقية يهودية إسرائيلية” لا يختلف عن المحتل لمناطق عربية بــ “عمامة شيعية إيرانية”، فكلاهما محتل بغيض.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة