مخيم عين الحلوة بين تراخي قيادة فتح وزعرنات الارهابيين

الإعلامي أحمد حازم

تاريخ النشر: 24/09/23 | 13:24

أعرف مخيم عيت الحلوة عن قرب كما أعرف جيدا كافة مخيمات الفلسطينيين في لبنان من شماله الى جنوبه ومن شرقه الى غربه، لأني زرتها كلها ان كانت لمهمات صحفية، أو زيارات خاصة. لكن علاقتي كنت مميزة بمخيم عين الحلوة لسببين: أولهما، أقربائي، وثانيهما وجود صديقي الراحل ناجي العلي فيه. صحيح اني غبت عن المخيم سنوات طويلة جدا، لكن الاتصالات الهاتفية ظلت مستمرة مع الأهل والأصدقاء، حتى مع قادة معروفين في المخيم، مثل اللواء متير مقدح “أبو حسن” قائد ميليشيات حركة فتح في لبنان.

حركة فتح هي كبرى حركات التحرر الفلسطيني وهي المسؤولة بالدرجة الأولى عن المخيمات الفلسطينية. المشكلة في مخيم عين الحلوة هي في تراخي قيادة حركة فتح لما يحدث داخل المخيم وعدم حسم الأمر بجدية. عزام الأحمد عضو مركزية فتح وتنفيذية منظمة التحرير، هو المسؤول عن ساحة لبنان. اسمعوا ما قاله الأحمد في تصريحات لوسائل اعلام لبنانية: ” ان الذين اغتالوا العميد أبو أشرف العرموشي قائد الامن الوطني في عين الحلوة باتوا معروفين بدقة وبالأسماء وان المشكلة لن تنتهي الا بتسليم الفاعلين الى القضاء اللبناني ليأخذوا جزاءهم.”

تعالوا نسير مع الموضوع خطوة خطوة: حسب اقوال الأحمد القتلة معروفين ومكانهم معروف والجهة المنتمين لها معروفة بالاسم والمكان في المخيم لدى قيادة فتح والجيش اللبناني. فلماذا لا ينسّق الجانبان لعملية هجومية مباغتة مشتركة ضد القتلة وداعميهم؟ سؤال بحاجة الى جواب.

صحيح ان المطلوب هو معالجة الامر بشكل تام بأقصى سرعة ممكنة، لأن القضية ليست فقط مجرد صراع مارق يمكن اخماده، بل القضية والهدف هو السيطرة السياسية على مخيم عين الحلوة. بمعنى وجود تنافس بين “فتح” من جهة والمتطرفين من جهة ثانية لحكم مخيم عين الحلوة، لان من يحكم المخيم يمسك بالقرار السياسي بكل ابعاده.

يرى عزام الاحمد ان ما يدور في عين الحلوة هو امتداد لما يدور في جنين والعكس صحيح ايضا، لان المؤامرة تستهدف تصفية القضية الفلسطينية. ما هذا التشبيه غير المنطقي يا عزام؟ في مخيم جنين توجد مقاومة ضد احتلال إسرائيلي ومقاومة ضد سلوكيات سلطة تعمل مع الاحتلال لمطاردة وملاحقة رجال المقاومة في إطار التنسيق الأمني البغيض. فماذا يوجد في عين الحلوة؟

بعد لقائه رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، قال الأحمد، إن “العناصر الإرهابية تستغل طبيعة المخيم ومن الواضح أن لديهم اتصالات مع جهات أجنبية استخباراتية موثقة لدينا”. وإذا كان الأمر كذلك، لماذا لا تضع النقاط على الحروف يا عزام أفندي، وتفضح هذه الجهات. “شو بتستنى؟”

السؤال الذي يطرح نفسه: لماذا يقف القياديان اللواء منير المقدح والعقيد خالد الشايب على الحياد اثناء استهداف حركتهم الام “فتح” من قبل ما يسمى “تجمع الشباب المسلم؟” على هذا التساؤل يرد الشايب في لقاء مع صحيفة الحياة اللندنية بالقول: ” من يعتقد بأن أحداً يستطيع حسم الوضع في عين الحلوة فهو واهم لأن الحسم يعني تدمير المخيم”. كلام في منتهى الخطورة لمن يفهمه.

وأخيراً…

سؤال آخر برسم الإجابة موجه لقيادة الجيش اللبناني: مخيم عين الحلوة محاط بأبراج مراقبة تابعة للجيش، وتوجد على كل مداخله قوات من الجيش تراقب حركتي الدخول والخروج، فكيف تدخل الأسلحة الثقيلة وغيرها الى المخيم، وكيف تصل إليه أعداد المقاتلين؟ فهل من مجيب؟

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة