ترميني بلادي!

بقلم : د. ادم عربي

تاريخ النشر: 18/09/23 | 11:45

لماذا لمْ تكنِ بلادي رغيفًا
مِنْ ذهب؟
يا أبي
لماذا لمْ تكنِ بلادي نهدًا
مِنْ غضب؟
يا أبي
لماذا كانتْ بلادي قصرًا
مِنْ ورق؟
يا أبي
عندما تركتكَ يا أبي لأعيشَ مَعَ الملائكةِ في الكتب
وجدتهمْ يرقصونَ
مثلُنَا
وفي الليلِ كانوا ينامونَ مَعَ بعضِهِمْ عرايا
كالشياطينِ
مثلُنَا
وللناسِ كانوا زهورًا للشر
في أشعارِ بودلير
مثلُنَا
ترميني بلادي
وأنا لنسائِهَا الحُلْمُ
ولرجالِهَا الغيرة
تبكيني بلادي
وأنا لندائِهَا الحُكْمُ
ولرياحِهَا الحيرة
تحميني بلادي
وأنا لحنانِهَا الرُّمْحُ
ولجراحِهَا السيرة
تبنيني بلادي
وأنا لجَنَانِهَا الروحُ
ولحجارِهَا الحرية
تشكيني بلادي
وأنا لغرامِهَا البُعْدُ
ولشفاهِهَا القبيلة
تبغيني بلادي
وأنا لغمامِهَا السهدُ
ولظلالِهَا الرذيلة
ترويني بلادي
وأنا لنهارِهَا النهرُ
ولليلِهَا السفينة
تشريني بلادي
وأنا لِسِوَارِهَا السِّرُّ
ولِعِقْدِهَا المدينة
تعنيني بلادي
وأنا لعقلِهَا الجمرُ
ولقلبِهَا الحديقة
تجنيني بلادي
وأنا لبقولِهَا الشرُّ
ولجذوعِهَا الحقيقة
تهديني بلادي
وأنا لزمانِهَا العُمْرُ
ولفضائِهَا الطريقة
تنفيني بلادي
وأنا للقائِهَا البحرُ
ولفراقِهَا الدقيقة
تقليني بلادي
وأنا لاحتياطِهَا القَدَرُ
ولأسماكِهَا الليمونُ الأخضرُ

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة