أسلحة أميركية للسلطة لضرب المقاومة

أحمد حازم

تاريخ النشر: 14/09/23 | 17:30

عندما تأسست السلطة الفلسطينية في العام 1993 (معذرة: اختزلت “الوطنية” قصداً) لأن هذه السلطة الحالية بعيدة كل البعد عن كل ما هو وطني حتى أنها في الواقع سلطة بدون سلطة، مثل أسد بدون أنياب. هذه السلطة كانت تتكون جغرافياً من الضفة الغربية وقطاع غزة. لكن بعد الخلافات التي حصلت بين حركتي فتح وحماس في العام 2006 أصبحت الضفة الغربية تحت سيطرة فتح وقطاع غزة تحت سيطرة حماس. وكل من الحركتين لها سلطتها الخاصة. بمعنى ان السلطة الفلسطينية تتحكم فقط بأمر الضفة الغربية ومركزها رام الله، وحماس تتحكم بقطاع غزة ومركزها غزة.

السلطة الفلسطينية من ناحية عملية لم تسيطر في الفترة الأخيرة على كل أجزاء الضفة الغربية. فهناك مدينتي نابلس وجنين اللتين خرجتا عن سيطرة السلطة وأصبحتا أمنياً تحت رقابة حركات مقاومة شبابية مثل “عرين الأسود” التي تقاوم الاحتلال الإسرائيلي على طريقتها الخاصة، والتي تحاول الأجهزة الأمنية التابعة للسلطة (الأمن الوقائي، الأمن الوطني، وكذلك الشرطة) منع عملياتها ضد المحتل في إطار التنسيق الأمني وكل محاولاتها باءت بالفشل.

عمليات المقاومة في جنين ونابلس لم تعجب الأمريكان ولا إسرائيل، ولا تستطيعان النظر الى ما يجري دون فعل أي شيء ضد المقاومة الفلسطينية. فماذا فعلت أمريكا “الحنونة” على عباس والسلطة؟ حسب صحيفة “القدس” فإن السلطة الفلسطينية “تسلمت عبر الأردن مجموعة من المصفحات والأسلحة لدعم الأجهزة الأمنية الفلسطينية، لاستخدامها فيما يسمى” تطبيق القانون والنظام في المناطق الخاضعة للسيطرة الأمنية الفلسطينية”.

فلماذا هذه الأسلحة وما هو الهف منها؟ من الطبيعي ان لا تكون لمواجهة إسرائيل، إذ لا يمكن ان تقدم أمريكا سلاحاً للفلسطينيين لاستخدامه ضد إسرائيل خصوصا بوجود تنسيق أمني بين الجانبين. والمنطق يقول إن هذه الأسلحة التي وصلت من الجانب الأمريكي قد تم تسليمها للسلطة “بموافقة الحكومة الإسرائيلية اليمينية، بهدف تعزيز قدرات الأجهزة الأمنية الفلسطينية في مواجهة الخلايا المسلحة الفلسطينية التي تتمركز في جنين، وفي مدينة نابلس.

وما دام الشيء بالشيء يذكر، فلا بد من الاشارة الى نقطتين تؤكدان ما ورد في التحليل. النقطة الأولى: ترؤس أبو مازن لعدة اجتماعات أمنية موسعة خلال الأيام الأخيرة، وطلبه الضرب بيد من حديد ضد كل الخلايا المسلحة في جنين ونابلس وطولكرم. والنقطة الثانية: حديث حسين الشيخ خليفة عباس المنتظر، للأمريكان أن السلطة غير قادرة على مواجهة المقاومة المنتشرة بكثافة

صحيفة “إسرائيل اليوم” ذهبت الى ابعد من ذلك حيث قالت الثلاثاء الماضي:” أنه بالإضافة إلى المدرعات والأسلحة التي تسلمتها السلطة الفلسطينية، سيتم تجهيز قوات الأمن الفلسطينية بوسائل تكنولوجية متقدمة لتحسين قدراتها الاستخباراتية، وسيتم تدريب وحدة إلكترونية لهم، تساعد الأجهزة الأمنية بتنفيذ عمليات تجسس وجمع معلومات استخباراتية، عن رجال المقاومة.

ليسمع أبو مازن وحسين الشيخ ما قاله النائب الايرلندي في البرلمان الأوروبي ميك والاس: “حصول السلطة الفلسطينية على مدرعات وأسلحة من الولايات المتحدة وبموافقة إسرائيلية يؤكد دور السلطة في مساعدة الاحتلال الإسرائيلي في السيطرة على الشعب الفلسطيني مقابل حصولها على المال.”

وأخيراً… نحن أمام دعم أمريكي إسرائيلي للسلطة لملاحقة مقاومي الاحتلال. فكيف يمكن ان تكون هذه السلطة فلسطينية ووطنية؟

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة