طـرطشـات

تاريخ النشر: 08/05/14 | 14:13

– يستمر أعداء الحضارة والثقافة والفكر أمثال “داعش” وأخواتها بالاعتداء وتدمير كل إرث تاريخي والعمل على شطب ذاكرة الأمة من خلال تدمير التماثيل والمتاحف، بدءاً بتدمير تمثال أبو العلاء المعري قبل أكثر من عام وصولاً الى تدمير تمثال “أسد شيران” وسط مدينة الرقة، وهو تمثال يعود تاريخه إلى العهد الآشوري حوالي 700 عام قبل الميلاد. هذا الأثر التاريخي الذي يعبر عن حضارة هذه الأرض وعظمة شعبها يدمر اليوم على يد جهلة متخلفين بحجة انه يعتبر صنماً وشركاً بالله، مع أنه بقي شامخاً شاهداً على عظمة الاسلام يوم كان دعاته مسلمين حقيقيين.

-رغم كل ما يظهره نتنياهو من رباطة جأش وإصرار على مواقفه تجاه المفاوضات بل تغوله في قضية يهودية الدولة الذي وصل الى حد العمل على استصدار قانون أساس يعرف إسرائيل على انها دولة قومية للشعب اليهودي، فان المؤشرات والحقائق على الأرض تقول غير ذلك، فإسرائيل تعيش حالة غير مسبوقة من التشوش وفقدان البوصلة، وان كانت لا تزال تعتمد على اللوبي الصهيوني القوي في أميركا الذي استطاع ان يذل وزير خارجية أقوى دولة في العالم واضطره للتراجع عن رأيه حول عنصرية دولة اسرائيل خلال ثلاثة أيام، إسرائيل اليوم تقف مرعوبة أمام الاجراءات الفلسطينية مثل الذهاب للامم المتحدة وتوقيع المواثيق الدولية والمصالحة الداخلية وحملة المقاطعة الدولية لإسرائيل، وبات ساسة إسرائيل يسمون هذه الاجراءات ودبلوماسية أبو مازن بالانتفاضة الرقيقة، بل ان بعض الاصوات بدأت تنادي بالإسراع بحل الدولتين لإبعاد شبح تهمة الدولة العنصرية عن إسرائيل، وإلا فان اسرائيل ستكون مضطرة لمواجهة خيار الدولة الواحدة التي لا يمكن ان تكون دولة عنصرية، بل ان حتمية التاريخ وشواهده تقول: إنها إن قامت، لا بد أن تكون دولة ديمقراطية تذوب فيها يهودية إسرائيل.

– نقابة الأطباء تواجه تحديات عديدة نتجت عن سياسات سابقة غير سليمة، فنقابة الاطباء ومقرها القدس لم تستطع ان تخرج من عباءة كونها لجنة فرعية لنقابة الأطباء الاردنيين وهو الوضع الذي كان قائماً قبل عام 1967 ولم تستطع ان تتحاور مع نقابة الاطباء في غزة لإيجاد صيغة توافقية لإنشاء نقابة واحدة موحدة لأطباء فلسطين، وتحت مبررات واهية تم التمديد لمجلس نقابة الاطباء مكتب القدس ومبايعة مجلسها الحالي بدل إجراء الانتخابات حسب الاصول. المطلوب اليوم السعي الجاد والحثيث لإقامة نقابة لأطباء فلسطين، تمثل الكل الفلسطيني وتعبر عن آمال وطموحات الجسم الطبي كاملاً وبرؤية مهنية وطنية واحدة وواضحة.

– يقول الحديث النبوي الشريف: لا ضرر ولا ضرار، ووفق فهمي المتواضع لمعنى هذا الحديث فان الشرع يرخص للإنسان اذا ما تعرض لطوارئ تجعل من القيام بأحد واجباته الدينية خطراً عليه أو على الآخرين، أن يمتنع عن القيام بالواجب الديني ولا إثم ولا جناح عليه، اذا كان في ذلك منع للأذى عن نفسه أو منع للأذى عن الآخرين، وفي هذا الأمر ترسيخ لمعاني الرحمة والتيسير وعدم تكليف الإنسان بما لا يطيق، أسوق هذه المقدمة لأقول: ألا يتوجب على رجال الدين والسياسة والصحة أن يطبقوا هذا الحديث النبوي الشريف على موضوع انتشار عدوى فيروس “كورونا” باتخاذ قرار وقائي صائب وحكيم يتوافق مع الشرع ومع أبسط مبادئ الصحة العامة بوقف رحلات العمرة وربما الحج لهذا العام إذا ما تبين أن عدوى “كورونا” تنذر بالتحول الى جائحة عالمية تزهق أرواح الآلاف من البشر؟.

– كان عمره ثلاثة أعوام عندما قرر الأطباء البدء بإجراء عمليات غسيل كلى للطفل فؤاد الذي يدخل الآن عامه الثاني عشر، الآن وبعد ثمانية أعوام من المعاناة عاد فؤاد للحياة الطبيعية مودعاً أجهزة غسيل الكلى بعد ان أُجريت له في مجمع فلسطين الطبي زراعة كلية تبرعت بها عمته. أذكر أنه قبل أقل من أربع سنوات عندما أجرينا أول عملية زراعة كلى في مجمع فلسطين كم سخر البعض منا وأطلقوا علينا وقتها لقب الحالمين، وأنا سعيد جداً بأن العملية الرابعة والعشرين بعد المائة تتم في مجمع فلسطين بنجاح لتعطي الأمل لإنسان آخر بحياة طبيعية.

بقلم: د. فتحي أبو مغلي

dr.ft7em8le

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة