استراحة محارب… بين الحديث عن اليمن وتنّورة مونيكا

الإعلامي أحمد حازم

تاريخ النشر: 31/07/23 | 23:14

لا أتذكر بالضبط عدد الدول التي زرتها خلال عملي الصحفي منذ سنوات طويلة جدا، لكني أعرف أني زرت كافة الدول العربية من المحيط إلى الخليج، وعرفت دكتاتورياتها وساستها وسياساتها ومواقف شعوبها منها، وأعرف أيضا أني زرت كافة الدول الأوروبية بدون استثناء، ودرست حضارتها وتعايشت مع ديمقراطيتها، وأعرف كذلك أني زرت العديد من الدول الأسيوية، والكثير من دول القارة السوداء إن كان ذلك في غربها وشرقها أو شمالها وجنوبها، والتي يوجد بين قادتها وغالبية قادة الدول العربية قواسم مشتركة، مثل الفساد والرشاوى والقمع والاضطهاد.

أما القارة الأميركية، فكانت أميركا الجنوبية هي المهمة بالنسبة لي، حيث زرت بعض دولها. وقد يكون السبب سياسيا لامتناعي حتى الآن عن زيارة أميركا الشمالية، لكني أعترف بأن فضيحة” تنّورة مونيكا” مع الرئيس الأميركي السابق بيل كلينتون، لا تندرج ضمن الأسباب السياسية، فكل الرؤساء الأميركيين لهم فضائحهم إن كان ذلك بسبب (تنانير أو بنطلونات) أم لأسباب أخرى. وقد تكون الأعاصير التي تضرب أميركا الشمالية تشكل حاجزاً بيني وبين زيارتها. وأقول بمنتهى الصراحة، إن عدم زيارتي لأستراليا ناجم عن موقف سياسي منها، وليس بسبب تخوفي من الأفاعي ذات الرأسين الآكلة للبشر المنتشرة فيها، لأن العالم العربي مليء ببشر (برأس أو حتى بدون رأس) يأكلون أيضا بني جلدتهم.

*****

كانت الرحلة التي قمت بها إلى العاصمة اليمنية صنعاء، من الرحلات التي يصعب علي نسيانها. وشاءت الظروف أن تكون بجانبي خلال الرحلة، سيدة أجنبية مع طفلة جميلة تأسر القلوب لخفة دمها ولطافتها، وكنت بعض الأوقات أداعبها، وتتحدث معي بلغة إنكليزية يحسدها عليها الكثير من ساستنا العرب. كنت وقتها مرهقاً، وبين الفينة والأخرى كنت أغمض عيناي للاستراحة، ومداعبة الطفلة لي كانت تحول دون الاستسلام لنوم عميق، لكن شدة الارهاق أجبرتني على الذهاب لعالم آخر. وفجأة رأيت ثلاثة أشخاص مقنعين مسلحين يقولون للركاب بلهجة تهديد ووعيد، أن الطائرة اصبحت تحت سيطرتهم، وأنهم سيقتلون جميع الركاب إذا لم يتم تنفيذ جميع مطالبهم.

ويبدو أن المفاوضات بين الخاطفين والأطراف الأخرى لم تسفر عن نتيجة، وأمروا قائد الطائرة بالهبوط في مكان حددوه له، وبدأوا بقتل الركاب. واقترب مني مقنع ووضع المسدس في رأسي قائلاً: وهذه رصاصة لك، فصحوت على يد الطفلة تداعب وجهي. لقد وصلنا مطار صنعاء.

وأخيـراً…

الانسان الذي يسمن يضطر لتوسيع البنطلون، وما أحوج الكثير من الناس إلى توسيع العقول لضيق الأفق الذهني

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة