عندما يصبح العرب بلا كرامة… لجنة القدس بحاجة لرئيس نظيف

بقلم: الإعلامي أحمد حازم

تاريخ النشر: 29/07/23 | 20:27

كل مثل فلسطيني شعبي لم يأت عبثاً، بل نتيجة تجارب اجتماعية أدت إلى تداول المثل. فهناك مثل منتشر في المجتمع الفلسطيني يقول: “طُب الجرّة ع تمها بتتطلع البنت لإمها”. بمعنى ان البنت صالحة كانت أم سيئة هي تجسيد لتربية أمها أي أنها نسخة عنها في السلوكيات والتصرف. وهناك مثل عن الرجال يقول: “الكلب بخلف جرو” في إشارة الى أن الانسان السيء سياسياً واجتماعيا يخلّف ابناً على شاكلته يسير على نهج أبيه، وهذا ما ينطبق على العاهل المغربي الحسن الثاني الذي غادر الحياة وترك للمغرب وللعرب ابنا خليفة له، نسخة طبق الأصل عنه سياسياً وأخلاقياً.

لنترك الأخلاق جانباً ونتحدث عن السياسة. الحسن الثاني كان من القيادات العربية السيئة السمعة سياسياً محلياً وعربياً، وتاريخه المعادي للحركة الوطنية المغربية وقادتها يشهد على ذلك . وعربيا فإن المغرب الدولة العربية الأولى التي أقامت علاقات جيدة مع إسرائيل أيام حكم الحسن الثاني. ورغم ذلك أي رغم تغريد الحسن الثاني خارج السرب العربي، تم اختياره رئيسا للجنة القدس. لماذا بالتحديد الحسن الثاني لا أحد يعرف حقيقة ذلك، وإن كانت المعلومات الشخصية الخاصة بي تقول ان الراحل ياسر عرفات كان وراء ذلك “لحاجة في نفس يعقوب”. والله أعلم.

المصيبة ان رئاسة لجنة القدس انتقلت بالوراثة الى محمد السادس ابن الحسن الثاني بعد وفاته، ولم يعترض أي أحد من “تماثيل” الجامعة العربية وكأنهم صم بكم لا يفقهون. والعاهل الجديد فعل كل شيء لإسرائيل (صديقة أبيه) ولم يفعل أي شيء للقدس أو للشعب الفلسطيني، ولا يزال رئيساً للجنة. وهنا أردد ما قاله الشاعر الراحل الصديق مظفر النواب في قصيدة له عن القدس:” أولاد القـ… ما أوقحكم” وأنا أزيد على ذلك: “وما أنذلكم”.

اسمعوا ما فعله ما يسمى بـ رئيس لجنة القدس خلال الأيام الأخيرة: الديوان الملكي المغربي أصدر بياناً قال فيه “إنّ الملك محمد السادس أرسل إلى نتنياهو رسالة شُكر قال له فيها “إنّي أرحّب بكم للقيام بزيارة إلى المغرب وأنّ من شأن هذه الزيارة أن تفتح إمكانيات جديدة للعلاقات الثنائية بين المغرب وإسرائيل”. وماذا يوجد بعد إمكانيات لم تستغل؟
عقد المغرب اتفاقيات عسكرية وأمنية، اتفاقات تجارية وطيران، إن الاتفاقيات بين إسرائيل والمغرب تشمل العديد من المجالات منها الصناعات العسكرية والأمنية والتكنولوجيا والمجال الزراعي وفي مجالات أخرى منها الطاقات المتجددة، النقل، السياحة والقطاعات الأخرى. كما أن المغرب سمح لإسرائيل بالتنقيب عن الغاز الطبيعي في البحر وإنتاجه. هل يوجد بعد أكثر من ذلك؟

ولكن لماذا هذه الدعوة لنتنياهو يا ترى؟ فهل هي من أجل التباحث حول تكثيف الاستيطان في محيط القدس التي يراس “الصبي” المغربي رئاستها، أو من أجل وضع حد لممارسات المستوطنين في المسجد الأقصى؟ لا لا طبعاً هي ليس كذاك. الدعوة هي لرد الجميل لنتنياهو لأنه اعترف بسيادة المغرب على الصحراء الغربية المتنازع عليها. يا سلام. وأين القدس يا جلالة الملك؟ لماذا لم تتخذ أي قرار بشأنها كونك تحمل صفة رئيس لجنتها؟

وماذا غير دعوة نتنياهو للمغرب واعتراف إسرائيل بسيادة المغرب على الصحراء الغربية؟ طبعا هناك حدث آخر لا يقل أهمية عن الحدثين الآخرين. فقد قام رئيس الأركان الإسرائيلي هرتسي هليفي بتعيين أول ملحق عسكري لإسرائيل في المغرب، حيث تم اختيار الكولونيل شارون إيتاخ، من أصول مغربية من قيادة الجبهة الداخلية. والمعروف أن العلاقات العسكرية بين بلدين عندما تكون قوية ومتينة على جميع الأصعدة فإن الحالة الدبلوماسية تتطلب تعيين ملحق عسكري لكلا البلدين. بالمقابل ماذا فعل المغرب للسلطة الفلسطينية أو للقدس؟ لا شيء مطلقاً.
السؤال المطروح: لماذا لا يزال محمد السادس رئيسا للجنة القدس؟ ألا يوجد رئيس (نظيف) لدولة عربية يصلح لهذا المنصب؟ أم ان هذا المنصب بحاجة الى قرار فوق مستوى الجامعة العربية؟
وأخيراً…
لو كان لدى الجامعة العربية ذرة من الكرامة والشرف والإحساس تجاه القدس ومكانتها، لأبعدت محمد السادس عن رئاسة لجنة القدس.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة