الحديث عن إسرائيل الكبرى يعود للواجهة

الاعلامي أحمد حازم

تاريخ النشر: 21/07/23 | 15:34

من أدبيات الحركة الصهيونية ان إسرائيل الكبرى تمتد من نهر النيل في مصر الى نهر الفرات في العراق. هذا الطرح ليس بجديد بمضمونه إنما هو جديد بإحيائه في هذا الوقت بالذات. فمنذ تأسيس دولتهم المحتلة عام 1948 اختاروا العلم الأبيض وعليه الخطين الأزرقين، تتوسطهما نجمة سداسية يسمونها نجمة داوود وهي رمز يهودي قديم. وكانت بداية هذا العلم إبان الهجرة اليهودية الأولى إلى فلسطين وتم تبنيه علماً للحركة الصهيونية منذ تأسيسها في العام 1897.

الخطان الأزرقان يمثلان نهر النيل ونهر الفرات كحدود لأرض إسرائيل، كما وعد الله اليهود (حسب زعمهم) وفقًا للنصوص الدينية في التوراة، وهذا يعني رغبة إسرائيل في التوسع واحتلال المزيد من الدول العربية. وكان الرئيس الراحل ياسر عرفات قد تحدث عن هذا الموضوع في مجلس الأمن عام 1990 وحذر من أطماع اسرائيل التوسعية.

لكن هذا الصحفي الإسرائيلي يعتبر هذا التفسير “هراء” ويدعي بأن التفسير للخطين الأزرقين يتعلق بمعتقدات دينية وأن العلم، صُمِّم وفقًا لألوان شال (التاليت) التقليدي (شال الصلاة) عندهم.

طبعاً، الراحل عرفات على حق في تفسيره، والإسرائيلي روبنشتاين مخطيء في تفسيره الديني، والدليل على ذلك التصريحات الأخيرة للحاخام اليميني اليعازر ميلاميد، الذي قالها صراحة قبل أيام قليلة ان النيل والفرات هما حدود إسرائيل.

تصريحات الحاخام ليست عشوائية وتعني الكثير، خصوصاً وانها صادرة عن حاخام له مكانته لدى اليهود وحكومة نتنياهو. فهل يعود طرح هذه الحدود مجددا؟ الحاخام لم يأت بجديد: فقد جاء في التوراة وفي سفر التكوين (15:18-21) الذي يزعم أن الله أعطى هذه الأرض لبني إسرائيل: “في ذلك اليوم عقد الله ميثاقا مع أبرام قائلا: سأعطي نسلك هذه الأرض من وادي العريش إلى النهر الكبير، نهر الفرات. ”

إسرائيل لم تعلن عن حدودها بشكل رسمي وهي الحدود المتعارف عليها مع لبنان وسوريا والأردن ومصر، إذ يوجد لها حدود برية مع لبنان من الشمال، وسوريا من الشمال الشرقي، والأردن من الشرق، والأراضي الفلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة من الشرق والغرب، ومصر من الجنوب الغربي.

تصريحات الحاخام ميلاميد الذي تحدث عن أرض إسرائيل من النيل إلى الفرات لها بطبيعة الحال دوافع استراتيجية أبعد من النصوص التوراتية، والذي يؤكد ذلك أمران، أولهما المعلومات أو (الادعاءات) وأيضاً الخريطة المنشورة في كتاب (A Zionist Primer) الذي أصدرته منظمة Young Judaeaفي نيويورك عام 1917، لتثقيف الشباب اليهودي في أمريكا، وتعريفهم بتاريخهم التوراتي وأرضهم الموعودة، حسب زعمهم، والثاني، الخريطة التي رسمت على العملة المعدنية الإسرائيلية (10 أغورة) التي صدرت في الثمانينيات، وعليها الشمعدان السباعي وخلفه خريطة محفورة تحيط بثلث أرض الحرمين وثلثي العراق ونصف سوريا وكل الأردن ولبنان وفلسطين.

وما هي الحقيقة؟ طبعاً كعادتهم يكذبون ويكذبون ثم يكذبون، بدليل ان الحاخام ميلاميد عاد ليتحدث عن هذا الموضوع وحديثه ليس صدفة، انما هو مرتبط بتحولات سياسية في المنطقة.

وأخيراً.., في التاسع والعشرين من شهر مايو/ أيار الماضي صرح الشيخ رائد صلاح بأن “المؤسسة الرسمية الإسرائيلية، لها دور مشبوه في تعاطيها مع جائحة العنف في الداخل الفلسطيني، وأن القضية ليست كما يدّعون نقص ميزانيات وغيرها من الأوهام التي يطلقونها، بل المشكلة الحقيقية أنه لا يوجد سياسة واضحة ورسمية تتجه بالاتجاه المطلوب لكبح جماح العنف في الداخل الفلسطيني.”

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة