إسرائيل تكافئ عباس على موقفه من جنين

أحمد حازم

تاريخ النشر: 07/07/23 | 16:36

لفت انتباهي خبرين لهما علاقة ببعضهما البعض يتعلقان بسلطة محمود عباس، تناقلتهما وسائل اعلام رسمية إسرائيلية وفلسطينية. الخبر الأول يتحدث عن (مساعدة شاملة؟!) من نتنياهو للسلطة الفلسطينية، والخبر الثاني يتضمن احتجاج السلطة الفلسطينية على قناة الجزيرة.

قناة “كان” العبرية ذكرت مساء الخميس أن المجلس الوزاري الأمني الإسرائيلي المصغر (الكابنيت)، والذي سيعقد يوم الأحد المقبل، سيركز في اجتماعه على تعزيز السلطة الفلسطينية، وسيتم تقديم خطوات دعم اقتصادية وغيرها للسلطة بناءً على توصية الأمن. وفق الإذاعة. انتبهوا أن التوصية من أجهزة أمنية. كيف هذا؟ “يا ريت تفهمنا سلطة رام الله”. إسرائيل هي بالنسبة للفلسطينيين دولة محتلة عنصرية مغتصبة. فلماذا تريد تعزيز مكانة السلطة الفلسطينية ولماذا يقدم الجاني محتل الأرض الفلسطينية مساعدة إلى السلطة الفلسطينية؟ يعني ما هو الثمن لذلك، خصوصا ونحن نعرف أن لكل شيء تمنه في السياسة. لا يوجد شيء مجاني في المفهوم العام، مع اعترافي بوجود استثنائيات ضئيلة، ولكن هذه الاستثنائيات لا تدخل إسرائيل والولايات المتحدة في اطارها.

في الخامس والعشرين من شهر مايو/ أيار الماضي، تحدث الجنرال احتياط يسرائيل زيف، الرئيس السابق لشعبة العمليات في الجيش الاسرائيلي خلال حوار مع إذاعة (مكان) حول وجوب تعزيز إسرائيل لمكانة السلطة الفلسطينيّة، وكان على إسرائيل ان تقدم الدعم للسلطة الفلسطينيّة منذ فترة طويلة اذا كانت فعلا ترغب في الاستمرار والامساك بزمام الأمور والحفاظ على الأمن والاستقرار والتوازن في مناطق الضفة الغربيّة. وأضاف ان سقوط السلطة الفلسطينيّة بالتالي ستكون له عواقب كارثية، ولن يصب أبدا في مصلحة إسرائيل وسيجر مناطق الضفة الغربية الى حالة فوضى لا تحمد عقباها والى نشوء سلطة ثانية بديلة في المناطق الفلسطينيّة ما لا تريده إسرائيل. حسب قوله.

ويبدو أن نتنياهو سمع نصيحة الجنرال ولذلك سيقدم الدعم لسلطة محمود عباس. هنا أتذكر قول قيادي صيني، وأعتقد ماو تسي تونغ، قوله:” إذا جاءك المديح من العدو فاعرف أنك تسير في طريق خاطئ” فما باك إذا كان “العدو” يقدم دعما؟

خلال الحرب على جنين وفي غمرة المواجهات مع قوات الاحتلال، قامت الأجهزة الأمنية الفلسطينية التي كانت تتفرج من بعيد على ما يجري، قامت باعتقال فلسطينيين كانا يريدان الذهاب لمساندة أبناء جلدتهم في جنين. إذا هذا العمل الذي يأتي في إطار التنسيق الأمني (وغيره) يستحق عليه ابن صفد الذي لا يريد العودة اليها، يستحق المكافأة لهذه الخدمة وغيرها. حتى ورقة التوت سقطت.

أما الخبر الثاني، فقد أتحفنا به وزير الاعلام الفلسطيني نبيل أبو ردينة. فقد بعث برسالة احتجاج إلى قناة الجزيرة، حول ما أسماه ” تجاوز الشبكة قواعد العمل المهنية فيما يتصل بمعالجة الملف الفلسطيني وتغطية أخبار فلسطين، وخصوصا خلال تغطيتها العدوان الأخير على مدينة جنين ومخيمها.”

“شوفو مين بحكي”. قمة الوقاحة. أبو ردينة ينتقد الجزيرة بسبب ما اسماه “عدم الالتزام بالموضوعية التي تفرضها مهنية العمل الصحفي.” فعلاً شر البلية ما يضحك. تعالوا نسأل وزير إعلام عباس: هل التزمت السلطة الفلسطينية بالمهنية السياسية من خلال سلوكياتها إزاء ما يجري في جنين؟ وهل “التنسيق الأمني” الذي يقدسه عباس، هو التزام مهني وأخلاقي؟ سؤال بحاجة الى جواب من أبو ردينة البوق الإعلامي لسلطة عباس.

وأخيراً… لا يوجد أي خلاف بين حكومة نتنياهو وما يسمى “المعارضة” بشأن كيفية التعامل مع الفلسطينيين، وكل اعتداءات الجيش الإسرائيلي على جنين وغزة وغيرهما، برهنت على ذلك.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة