ضربة جديدة موجعة لإسرائيل.. هل تبخر حلم التطبيع مع السعودية؟

الإعلامي أحمد حازم

تاريخ النشر: 19/04/23 | 16:48

سفيرتان خليجيتان يشار اليهما بالبنان عندما يدور الحديث عن دبلوماسية الخليج مع الولايات المتحدة. الدبلوماسية الأولى اسمها هدى عزرا نونو سفيرة البحرين لدى واشنطن، وهي ليس فقط أول امرأة بحرينية يتم تعيينها في هذا المنصب، بل هي أيضاً أول يهودية تمثل دولة عربية في الولايات المتحدة. هذه اليهودية هي التي ساهمت في دفع العلاقات البحرينية الإسرائيلية الى الأمام لتصل إلى مستوى التطبيع الكامل، حيث دشنت إسرائيل والبحرين علاقاتهما الدبلوماسية رسميا وتم التوقيع على صفقة التطبيع بوساطة أمريكية – في خريف عام 2020. والبحرين هي رابع دولة عربية في الشرق الأوسط – بعد الإمارات ومصر والأردن التي تعترف بإسرائيل منذ تأسيسها في عام 1948.

أما الدبلوماسية الثانية، فهي سفيرة السعودية في الولايات المتحدة، ريما بنت بندر بن سلطان بن عبد العزيز آل سعود، والتي يقولون عنها انها سفيرة العاهل السعودي الملك سلمان لدى الولايات المتحدة الأمريكية بمرتبة وزير منذ 23 فبراير/شباط عام 2019 وهي أول امرأة تشغل منصب سفير في تاريخ السعودية. اذاً هناك قواسم مشتركة بين الدبلوماسيتين: كلتاهما درستا في بلاد العم سام، وكلتاهما أول امرأتين تتوليان هذا المنصب في بلديهما، وكلتاهما خضعا بدون شك لغسل دماغ أمريكي قبل العودة لبلديهما. لكن ما يميز البحرينية انها يهودية تخدم بالدرجة الأولى يهوديتها، قبل (عروبتها؟!).

البحرينية هدى نجحت في خدمة يهوديتها حيت تم رفع العلم الإسرائيلي في المنامة عاصمة البحرين، وهذا النجاح لم يتم فقط بسبب السفيرة بل وأيضا بسبب وجود رغبة بحرينية، والثانية (السعودية ريما) فشلت لعدم وجود رغبة سعودية قوية ووضع السعودية شروط يستحيل قبولها من الجانب الإسرائيلي، رغم محادثات في هذا الاتجاه تحت الطاولة.

في شهر مارس/ آذار الماضي، قالت صحيفة نيويورك تايمز، إن “الشخصية السعودية الأكثر نشاطاً في المفاوضات بشأن التطبيع مع إسرائيل هي سفيرة السعودية لدى واشنطن ريما بنت بندر بن سلطان، لكن النتيجة لم ترضخ السعودية للضغط الأمريكي بالتطبيع مع إسرائيل، رغم توقع نتنياهو بأن عملية التطبيع باتت قريبة جدا وحديثه الدائم عن ذلك.

خلال لقائه مع السيناتور الأمريكي ليندسي غراهام، هذا الأسبوع قال نتنياهو: “إن السلام والتطبيع مع السعودية خطوة كبيرة نحو إنهاء الصراع العربي – الإسرائيلي في الشرق الأوسط، ويمكن أن يكون للاتفاق مع السعودية نتائج تاريخية كبيرة بالنسبة لإسرائيل والمملكة والمنطقة والعالم بأكمله”. وهذه ليست المرة الأولى التي يتحدث فيها نتنياهو عن رغبة إسرائيل بالتطبيع مع السعودية. فكثيراً ما أعلن خلال السنوات الماضية أنه سيسعى لإقامة علاقات دبلوماسية كاملة مع الرياض، معتبراً أن ذلك سيؤدي إلى حل للصراع الإسرائيلي الفلسطيني.

من حق نتنياهو أن يحلم، وأن يكون عنده أمل في شيء ما. لكن الحقيقة التي صدمت نتنياهو كانت غير ما يحلم به هذا اليميني الكريه. فقد تفاجأ نتنياهو يوم العاشر من الشهر الماضي (كما تفاجأ العالم أيضاً)

بالإعلان من العاصمة الصينية بكين عن استئناف العلاقات الدبلوماسية بين السعودية وإيران، وذلك بعد سبعة أعوام من القطيعة السياسية بينهما. ضربة موجعة لإسرائيل.

وأخيراً…

تصريحات عديدة سمعناها من مسؤولين في حكومة إسرائيل حول تكثيف الجهود للتطبيع مع السعودية لدرجة أن البعض رأى أن العام الحالي، سيكون عام انضمام السعودية إلى “اتفاقيات أبراهام”، استناداً لبوادر انفتاح عديدة ـ وجاء الاتفاق السعودي-الإيراني ليسقط كل أوهام نتنياهو، واليد السعودية صافحت إيران وداست على اليد الإسرائيلية. صياما مقبولاً، وإفطاراً شهياً.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة