مواقف مشرفة كونوا مثل جنوب أفريقيا
كتب: أحمد حازم
تاريخ النشر: 20/12/22 | 12:06من المفترض (أخلاقياً ووطنياً) أن تتخذ كافة الدول العربية مواقف داعمة ومؤيدة قولاً وفعلاً للقضية الفلسطينية كونها قضية عربية بالدرجة الأولى. لكن ما نراه من ممارسات هذه الأنظمة لا يمت الى هذا الإفتراض بصلة. وهذه الأنظمة تقول ما لا تفعل فلسطينيا، حتى ان دولاً عربية ذهبت علانية (وبدون خجل وحياء) للوقوف الى جانب إسرائيل وعقدت معها اتفاقيات ذل وخيانة ضاربة القضية الفلسطينية بعرض الحائط. الأنكى من ذلك ورغم هذه الاتفاقيات، تتبجح تلك الدول بمساندة القضية الفلسطينية. من المؤكد أن الدول العربية ليست كلها متشابهة في المواقف، وأصابع اليد تختلف عن بعضها البعض كما يقول المثل الشعبي، لكن الدول العربية التي تدعم القضية الفلسطينية لا يتجاوز عددها عدد أصابع اليد.
أعجبني تصريح لوزيرة العلاقات الدولية والتعاون في جنوب إفريقيا ناليدي باندور في حديثٍ لتلفزيون فلسطين قالت فيه: “إنّ أقوى تضامن مع نضال الشعب الفلسطيني موجود في جنوب إفريقيا، وهناك التزامً كبير تجاه القضية الفلسطينية لضمان أنّ تكون في المجال العام ليس فقط في جنوب إفريقيا، ونقاوم بشكل كبير سماح الاتحاد الإفريقي لإسرائيل الانضمام له بصفة مراقب”. ولكن لماذا تفعل جنوب افريقيا ذلك؟ لأن الانضمام بنظرها “يشكل إساءة لنص وروح ميثاق الاتحاد، والذي يرفض الاستعمار والممارسات الإمبريالية، واحتلال أراضي حيث تمثل إسرائيل كل هذه الإشكالات”. بوركت ايتها السيدة الافريقية على أقوالك ووجهة نظر بلدك جنوب أفريقيا التي كان رئيسها الأسبق نلسون مانديلا من أقوى الداعمين للقضية الفلسطينية. ويا ريت دول “حرف الضاد” تتمتع بمثل هذه المواقف.
دولة غير عربية في القارة السوداء لها موقف مشرف تعلنه بصراحة انها تقف بكل قوة الى جانب القضية الفلسطينية ضد أعدائها، ودول عربية لها مواقف مخزية ولا تستحي من الإعلان عنها صراحة انها مع أعداء القضية الفلسطينية. تصوروا أن دولة جنوب افريقيا، لا تدعم فقط القضية الفلسطينية في مواقفها على الصعيد الدولي، بل تعمل أكثر من ذلك، حيث تقوم بتشجيع الدول الأخرى على الوقوف مع القضية الفلسطينية. فقد أكدت السياسية الأفريقية في حديتها: “نتحدث عن القضية الفلسطينية في كل مكان نذهب إليه، ونُؤَمّن الدعم لها من الأصدقاء حول العالم، ونحرص على أن تكون القضية الفلسطينية حاضرة على طاولة النقاش، وهذا التزام مهم على عاتق جنوب إفريقيا”. هكذا تكون الدول الصديقة للفلسطيني، ويا ريت أن نسمع باسم دولة عربية تحمل هذا العبء السياسي وهذا الموقف تجاه الفلسطينيين كما تفعل دولة جنوب أفريقيا.
وما دام الشيء بالشيء يذكر، فلا بد من القول انه منذ جولة بنيامين نتنياهو إلى كينيا وإثيوبيا ورواندا وأوغندا عام 2016 شعرت إسرائيل بأنها اخترقت القارة السمراء خصوصاً بعد تعهد نتانياهو في خطابه في ليبيريا عام 2017 امام المجموعة الإقتصادية لدول غرب افريقيا بتقديم المساعدة الإقتصادية والتكنولوجية للدول الأفريقية. وقد بلغت صادرات إسرائيل العسكرية في أفريقيا نحو 226 مليون دولار سنوياً بين عامي 2009 و 2019 ويدرب جيش الاحتلال الإسرائيلي العديد من الجيوش الإفريقية مثل إثيوبيا وكينيا وزامبيا وتوغو والكاميرون والنيجر وانغولا. وتوج النشاط المكثف لإسرائيل في أفريقيا باختراق بارز بإعلان رئيس مفوضية الإتحاد الإفريقي موسى فكي عام 2021 منح إسرائيل مقعد عضو مراقب في الإتحاد الأفريقي.
وأخيراً…
دول عربية تتنكر لفلسطين ودولة أفريقية تعمل كل شيء من أجل القضية الفلسطينية. يا أسفاه على هيك أنظمة عربية وتحية لجنوب أفريقيا. كونوا مثلها يا أنظمة الجامعة العربية.