شوفو مين بحكي…الولايات المتحدة ؟

بقلم: الإعلامي أحمد حازم

تاريخ النشر: 02/10/22 | 19:51

الولايات المتحدة قدمت مشروع قرار في مجلس الأمن يدين إقدام روسيا على ضم أربع مناطق أوكرانية معتبرة الضم مخالفة للقانون الدولي. وكانت روسيا قد استخدمت حق النقض (الفيتو) لمنع تبني مشروع القرار، وهذه الخطوة كانت متوقعة أن يفعلها بوتين. المسألة يا عالم ليست حرباً بين روسيا وأكرانيا فقط بل المسألة تدمير أوروبا بترتيب أمريكي.

عضو البرلمان الأوروبي جولييتو كييز مؤسس الحركة الثقاقية الاوروبية لدعم الديمقراطية، قال في محاضرة له ألقاها في الرابع عشر من شهر أكتوبر/تشرين أول عام 2015 حول أوكرانيا:”إن الأمريكان سيجعلون أوكرانيا مخلبهم لمهاجمة روسيا، والموضوع هو ليس أوكرانيا بل هو تدمير أوروبا كلها في حرب روسية أوروبية”. هذا ما توقعه السياسي الإيطالي فبل سبع سنوات وقد صدقت توقعاته.

سفيرة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة ليندا توماس غرينفيلد قالت في اجتماع مجلس الأمن:” الدفاع عن السيادة وحماية وحدة الأراضي وتعزيز السلام والأمن، هي بالضبط المهمة التي أنشئ من أجلها مجلس الأمن” يا سلام على هذا الكلام، الذي تطبقه واشنطن على حلفائها فقط. ثم تستفبض قريحة مندوبة أمريكا بالقول:”أن الأمم المتحدة بنيت على فكرة أنه لن يسمح أبدا لدولة ما بالاستيلاء على أراضي دولة أخرى بالقوة”.
تعالوا نضع النقاط على الحروف ونحلل ما تقوله الولايات المتحدة وسفيرتها من أقوال ظاهرها جيد وحقيقتها سيئة. إذا كانا مهمة مجلس الأمن هي الحفاظ على سيادة الدول، فلماذا لم يتحرك مجلس الأمن عندما قامت العصابات الصهيونية باحتلال فلسطين الدولة التي لها تاريخ وحضارة وتم تهجير وتشريد شعبها وقتل بعض آخر؟

وبالعكس من ذلك أصدرت الجمعية العامة للأمم المتحدة في التاسع والعشرين من شهر نوفمبر/ تشرين ثاني عام 1947 قرارها رقم 181 المعروف بقرار التقسيم والذي تم بموجبه تقسيم فلسطين التي كانت تحت الانتداب البريطاني إلى دولتين إحداهما عربية 42.88% والأخرى يهودية 56.47% من مساحة أراضي فلسطين التاريخية، على الرغم من أن الفلسطينيين هم السكان الأصليون وهم الأكثر عدداً، أما ما تَبقَّى من هذه النسب فقد تم تخصيصه بنسبة 0.65% لمدينة القدس التي اعتُبرت تحت الوصاية الدولية.

وفي الرابع من شهر مارس/آذار 1949، قام مجلس الأمن بتمهيد الطريق لإعلان الجمعية العامة للأمم المتحدة للاعتراف بإسرائيل وانضمامها للمنظمة الدولية على الرغم من انتهاكها للقوانين الصادرة عن المؤسسة الدولية نفسها، وأهمها قرار التقسيم. ولماذا لم يتحرك هذا المجلس عندما أقدمت الولايات المتحدة على احتلال العراق، والذي أسفر عن فتل وجرح وتشريد ملايين العراقيين؟ ليس البشر وحدهم كانوا هدفا لعمليات الدمار والقتل بل الشجر أيضاً. فقد كان العراق يعتبر من أوائل المنتجين للتمور في العالم لامنلاكه 33 مليون نخلة، لكن الغزو الأمريكي لعراق عمل على تدمير الكثير من هذا العنصر الاقتصادي الأهم في العراق بعد النفط.

من الواضح جداً، أن مجلس الأمن الدولي يتصرف حسب الرغبة الأمريكية، وأن أي رئيس لهذا المجلس يجب أن يكون مرضي عنه أمريكياً وإسرائيلياً. وعلى الرئيس أن ينفذ كل ما يطلب منه أمريكياً.

وأخيراً…
لجنة الانتخابات المركزية الإسرائيلية، قررت منع حزب “التجمع” من خوض انتخابات الكنيست، والمستشارة القضائية للحكومة الإسرائيلية، غالي بهاراف – ميارا، ترى عدم وجود ذريعة قانونية لمنع “التجمع”. التاريخ يعيد نفسه، فهكذا كان الحال مع عزمي بشارة، قرار منع ثم سماح. دعاية انتخابية مجانية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة