قواسم مشتركة بين الجبهة الشيوعية والموحدة الإسلامية
بقلم: أحمد حازم
تاريخ النشر: 31/08/22 | 12:37أمين عام الحزب الشيوعي الإسرائيلي عادل عامر، كان ضيف برنامج “مواجهة مع العرب” الذي يقدمه الزميلان فايز اشتيوي وسعيد حسنين، وحاورا ضيفهما حول التطورات السياسية الأخيرة عشية انتخابات الكنيست المرتقبة في مطلع شهر نوفمبر/ تشرين ثاني لهذا العام.
أنا شخصياً وللمصداقية لم أتعرف عن قرب على “الرفيق” عامر، ولم أسمع به سابقاً كسياسي باستثناء مرحلة انتخابه كأمين عام لحزبه. على أي حال لاحظنا في المقابلة أن عادل عامر، استخدم أسلوب الهجوم على الغير والمقصود الهجوم على “حليف الأمس” منصور عباس وقائمته وبرنامجه السياسي. ولم أستغرب ذلك، فهذا أمر متبادل بين الجبهة والموحدة، لأن منصور عباس وفي مقابلاته في نفس البرنامج (وغيره) كلاان يطلق سهامه السامة أيضاً باتجاه الجبهة. لكن عادل عامر أطلعنا مشكوراً على وجود قواسم مشتركة بين مواقف الحزب الشيوعي “و الموحدة” أضافة إلى القاسم المشترك الأهم وهو عملهما تحت سقف الكنيست الصهيوني، الذي يتنافسان في ملعبه على كسب الصوت العربي، للإستمرار في عضويته للحفاظ على الإمتيازات من هذه المؤسسة الصهيونية.
تعالوا نضع النقاط على الحروف فيما قاله عادل عامر عن الانتخابات المقبلة للكنيست،هذه الانتخابات التي، أنا شخصياً، لا أومن بها لا ترشيحاً ولا انتخاباً. يقول عامر:” نحن نسير باتّجاه القضايا التي تهم شعبنا” لكنه لم يتحدث عن حل قضية حارقة واحدة من هذه القضايا، حلّها حزبه أو جبهته منذ وجودهم في الكنيست. وتطرق الشيوعي عادل إلى الهدف الذي من أجله يذهب الشيوعيون الى الكنيست بقوله:
” نحن نذهب للكنيست لنؤثر ولكن نريد أن يكون تأثيرنا في القضايا الجوهرية وليس فقط القضايا المدنية. بالقضايا الكبيرة والصغيرة ونريد أن نكون لاعب أساسي في البرلمان لا بيضة قبان ولا لاعب احتياطي” ما هذا الذكاء الخارق يا “رفيق”؟
هذه الصياغة سمعناها أيضاً من منصور عباس أنه يريد من خلال مشاركته في الإتلاف التأثير على صناع القرار من داخل الحكومة، وأنتم تريدون التأثير من داخل الكنيست. فلا عباس استطاع ذلك كونه بيضة قبان، ولا أنتم حققتم طيلة عشرات السنوات ما تصبو إليه حتى لو كنتم ببيضتين.
وكم ضحكت عندما سمعت عامر يقول:” الأحزاب الصهيونية سعيدة بنهج القائمة العربية الموحدة”. ورغم أني أوافقه الرأي، لكن كان من الأفضل أن لا يستخدم عادل هذه الصياغة لأنه هو نفسه يعرف تاريخ حزبه مع الصهاينة. “شو يا عادل أكلنا هوا ونسينا اللي جرى؟” فأنتم السابقون وهم اللاحقون والتاريخ يشهد على ذلك.
ويقول عادل عامر بالفم الملآن “لسنا مذنبين لأننا أوصينا على غانتس”. وهذا أيضا قاسم مشترك آخر مع “الموحدة” الذي أوصى رئيسها على الصهيوني اليميني المتطرف بينيت، الحاقد على الفلسطينيين بينما أوصيتم أنتم على غانتس القاتل للفلسطينيين. أنتم لستم مذنبين فقط بل ارتكبتم نفس الخطيئة التي ارتكبها عباس وهي خطيئة لا تغفر له ولكم.
ويتحفنا عادل عامر بقوله:” إحدى أفضليات العمل السياسي المحزّب لنا كجبهة أنّنا حزب عام وشامل من النقب إلى الجليل وبالشراكة بين العرب واليهود ولا نحضر أنفسنا بمنطقة أو طائفة واحدة”. في الحقيقة لم يوفق عادل عامر في هذا الطرح مطلقاً، لأن الحزبين العربيين الآخرين المشاركان في الكنيست (التجمع والعربية للتغيير) هما كذلك باستثناء (تلوين) قائمتيهما بمرشحين يهود.
النقطة الوحيدة التي كانت مقنعة في مقابلة عادل عامر قوله ” الجبهة هي أعرق الأحزاب” والمقصود طبعا من ناحية تأسيسية، لكن من ناحية ممارسات سياسية فالأمر يحتاج لنقاش. وما أدهشني أيضاً “المديح العالي وصفاً ” الذي أبداه عادل عامر لمازن غنايم ، وتأكيده أن مازن هو سبب عبور الموحدة نسبة الحسم. “نيّالك يا أبا محمد”.