مطالب نقابة المعلّمين مُحقّة

زهير دعيم

تاريخ النشر: 31/08/22 | 9:13

مَنْ لم يُجرّب مهنة التعليم المُقدّسة والشّاقّة والتي ” تأكلُ” الأعصاب وتحرقها ، وتجعل الضّمير أبدًا مُتوثّبًا عند كلّ فتور أو تراخٍ أو تهاون …..
… من لم يُجرّب مهنة التعليم والتدريس لن يعرف تمامًا قيمة المُعلّم \ ة ، ولذا قد لا تجده يقف الى صفّ المعلّمين في كفاحهم ونضالهم المشروع والمُحقّ من أجل رفع اجورهم ، فهو يعتقد – وهنا لا أريد أن أُعمّم – أن المُعلّمين يُعلّمون نصف أيام السنة أو أكثر قليلًا ، ناسيًّا أن المُعلّم يعمل في البيت : يُحضّر ، يُصلّح ، يُخطّط ويدرس ويتابع الطرق والأساليب الحديثة والمُستحدثة.
صادفني قبل مدة انسان جميل قائلًا : زوجتي المعلّمة يا أستاذ تعبت وأكثر وتريد أن تخرج الى التقاعد المبكّر وهي ما زالت في ميعة الصّبا ، فهذه المهنة قد أرهقتها واتعبتها ، فما عاد القول المأثور :
” لكَ اللحمات ولنا العظمات ” نهجًا ومنهجًا ، بل أضحى كلّ شيء مُتعبًا ، مُراقبًا ، فهناك من الأهل من ينتظر نصف هفوة أو ظلّ خطأ من معلّم ما حتى يجرّه الى بيت خالته.
نعم جرّبتُ هذه المهنة المُقدّسة ، وقلتها وأقولها بالصّوت الجهوري : لو عُدْتُ شابًّا من جديد لاخترتُ أن أكون معلّمًا ومربيًّا ، فإنّ هذه المهنة أقرب الى القداسة من أية مهنة أخرى ، كيف لا وهي تزرع النفوس والارواح علمًا وخلقًا وفضائل.
وأنت لو سألتَ يا صاحبي كم يتقاضى أو تتقاضى معلّمة مبتدئة فقد لا تُصدّق … إنّها تتقاضى خمسة آلاف من الشّواقل شهريًّا وربّما أكثر بقليل ؛ مبلغ يتقاضاه بل واكثر منه العاطل عن العمل وربّما الهارب من العمل .
هل هذا الرّاتب يليق ويتماشى مع هذا العصر الذي لا يعرف الّا الغلاء ؟!!
هل هذا الرّاتب المتواضع جدًّا يجذب الشباب والصّبايا الى الانخراط في هذا المضمار ؟
لا أظنّ ، لولا الحاجة وضيق اليد وقلّة المجالات المفتوحة في مجتمعنا العربيّ ، لذلك لا تستغرب إن أخبرتك أن المجتمع اليهوديّ يعاني من نقص في المعلّمين والمُعلّمات لانّ أبواب العمل الأخرى هناك مفتوحة على مصراعيها .
حان الوقت أن نُضاعف أجرة المُعلّم المبتدئ ونرفع ايضًا من اجرة المعلّم ” القديم ” بل ونضيف للراتب التقاعدي للمعلّمين الذين أفنوا حياتهم في خدمة الأجيال.
تحية إكبار وإجلال أزفّها لوزيرة التربية والتعليم د. يفعات شاشا بيطون ؛ هذه الوزيرة التي جرّبت المهنة المُقدّسة وذاقت حلاوة صعوبتها ، تقف بشموخ وعناد مع مطالب نقابة المُعلّمين ولا تحسب حسابًا لا للبيرمان ولا لوزارته .
كفاح المعلمين من خلال نقابتهم مُقدّس وتحدّيهم مشروع ، ولا بدّ من أنه سيحمل ثمرًا اليوم أو غدًا ، هذا الثمر الذي سيعود بالفائدة ايضًا علينا وعلى أولادنا واحفادنا .
إنّ غدًا لناظره قريب .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة