“وحدة الساحات” ومقاومة “الفجر الصامد”

بقلم: الإعلامي أحمد حازم

تاريخ النشر: 07/08/22 | 12:33

العملية العسكرية التي يقوم بها الجيش الإسرائيلي منذ أول أمس الجمعة على غزة أطلق عليها “جيش كوخافي”: اسما لا يليق بها أبداً. فقد أسماها “الفجر الصامد”. فلا هذه العملية فجراً ولا هي صموداً، كونها عدائية إرهابية تمارس ضد شعب ذنبه الوحيد انه يدافع عن أرضه. والصمود في القاموس السياسي مرتبط بالنضال والدفاع وليس في العدوان كما يفعل جيش أحفاد شامير وشارون.

مقابل ذلك أطلقت المقاومة الفلسطينية اسم “وحدة الساحات” على عمليات مواجهة العدوان الإسرائيلي، وهذا يعني أن حركة الجهاد الإسلامي ليست وحدها في الساحة. الجيش الإسرائيلي يزعم ان عملية “الفجر الصامد” موجهة فقط ضد الجهاد الإسلامي. ما هذا الهراء؟ وهل غزة هي الجهاد الإسلامي فقط؟ ومن يعندي على غزة يعتدي على كل مواطنيها وليس فقط على أنصار الجهاد. غزة كلها عائلة فلسطينية واحدة، إذا تعرض أحدها لمكروه تألم الآخر. إذاً من الغباء ان يقول المعتدي أن تنظيم الجهاد هو المستهدف وليس غيره.

 

تبرير المعتدي الإسرائيلي لعدوانه على غزة سخيف جداً غير مقبول بتاتا. فقد بررت قيادة الجيش الإسرائيلي بأن حركة الجهاد كانت تهدف لشن هجمات على إسرائيل ولذلك قامت باغتيال القيادي البارز في الجهاد الإسلامي ومسؤول منطقة شمال قطاع غزة، تيسير الجعبري، الأمر الذي أدى الى رد قوي من الجهاد.

 

رئيس الوزراء الإسرائيلي لابيد الذي لا يفهم بالقضايا العسكرية بتاتاً، سارع الى الادعاء (طبعاً كما قيل له) بان شن عملية عسكرية في قطاع غزة، هو من أجل القضاء على تهديدات وشيكة من القطاع. لابيد الجاهل في الشؤون العسكرية يبدو أنه قرأ (الفنجان) عن إمكانية تهديدات، أو أنه رأى في منامه ذلك، أو أنه على اطلاع بالغيبيات.

 

العدوان الإسرائيلي على غزة، الذي أسفر لغاية الآن عن استشهاد 15 شخصاً وإصابة أكثر من ثمانين آخرين بينهم أطفال ونساء ومسنين، يظهر بصورة واضحة ان العملية تستهدف سكان غزة بشكل عام، وهي عملية عدوانية ليست بجديدة على غزة التي شهدت قبل ذلك عدة عمليات عدوانية مماثلة وخرجت منها مرفوعة الرأس.

 

من الطبيعي أن يلقى خبر العدوان ردود فعل قوية في الداخل الفلسطيني، فإلى جانب الإدانات الشديدة من فئات سياسية مختلفة، جرت في بعض المدن مثل ام الفحم، حيفا وشفاعمرو وغيرها وقفات احتجاجية ونشاطات تضامن مع غزة. ما لفت انتباهي حتى في هذا اليوم الثالث للعدوان سكوت منصور عباس رئيس القائمة العربية كونه مشاركاً في حكومة لابيد التي شنت العدوان على غزة. ومن المفترض سياسيا وأخلاقيا على الأقل أن يصدر عباس بيانا حول الحرب على غزة، لكن لو كانت غزة تهم عباس لما بقي ساعة واحدة في الائتلاف الحكومي وأعلن انسحابه من الائتلاف.

 

وفي ظل ما تتعرض له غزة من عدوان غاشم وما تعرضت له في السابق من اعتداءات في عهد بينيت حليف عباس، وفي ظل ما يتعرض له الأقصى والقدس، فالسؤال الذي يطرح نفسه بجدية عما إذا كان الدم الذي يجري في عروق عباس هو دم فلسطيني نقي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة