كلمة وفاء للصديق حنّا أبو حنّا رجل العطاء والانتماء

د. محمود أبو فنّه

تاريخ النشر: 08/02/22 | 13:05

(توفي في 2.2.2022)
أيّها الجمعُ الكريم، السلام عليكم
الموت حقّ لا مفرّ منه، ومهما امتدّت أعمارُنا فلا بدّ أن تحين لحظة الرحيل عن دنيانا، قال تعالى:
“كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ” – (سورة الرحمن)
وكرّر الشاعر كعب بن زهير فكرةَ حتميّة الموت بقوله:
كلُّ ابنِ أنثى وإن طالت سلامتُه – يومًا على آلةٍ حدباءَ محمولُ
قبل يومين لبّى الصديق الأستاذ حنّا نداء الحقّ بعد عمر مديد متوّجٍ بالعطاء الوافر والانتماء الراسخ والوفاء الصادق.
كان المرحوم نبعُا فيّاضًا يتدفّق بعطائه المميّز: في الإبداع الأدبيّ بشتّى الألوان من شعر وقصّة وسيرة ودراسات وبحوث، وأدب أطفال، وفي مجال التربية والتعليم كمعلّم ومحاضر مخلص ومجدّد وقدير، وكرجل إدارة للكليّة العربيّة الأرثوذكسيّة التي حوّلها لمؤسسة ناجحة مشعّة تستقطبُ أبناءنا من جميع بلدات هذا الوطن.
عُرِف المرحومُ بسعة ثقافته وغزارة إنتاجه الأدبيّ، وذائقته الأدبيّة الرفيعة، وبسداد رأيه وحكمته، لذلك كم سررنا واستفدنا من مشاركته معنا في إعداد مناهج الأدب العربيّ والأدب العالميّ لطلابنا، واسمحوا لي أن أعدّد أبرز إسهاماته:
إدراج الأعمال الأدبيّة للأدباء الفلسطينيّين في مناهج الأدب العربيّ للمرحلتين: الإعداديّة والثانويّة، لتعزيز الانتماء للوطن وللهويّة الوطنيّة والقوميّة.
إدراج أعمال أدبيّة من الأدب العالميّ لتوسيع الآفاق وتعميق المقارنة والتذوّق الأدبيّ، والانفتاح على العالم الرحب.
إدخال موضوع القراءة والمطالعة الحرّة والموجّهة في المناهج لتذويت المطالعة وترسيخها لتصبح عادة أو “موضة” – كما قال المرحوم – لدى أبنائنا.
التعامل مع النصوص الأدبيّة ببعديها: بُعد المضمون والقيم وبُعد النواحي الفنيّة الجماليّة والأسلوبيّة.
إدراج أعمال أدبيّة من إنتاجه للمناهج شملت قصائد وكتبًا وعلى رأسها سيرته الرائعة: “ظلّ الغيمة” السيرة التي أعجبت طلابنا وبهرتهم فاختاروها كأفضل كتاب في مشروع: “مسيرة الكتاب”.
إثراء مكتبة الأطفال بمؤلّفاته الجميلة المشوّقة للقرّاء الصغار الواعدين، وكم تمتّع أحفادي بقراءة تلك المؤلّفات (أذكر الحفيدة ناي وإعجابها بكتاب: “الجوقة”).
كان الصديق حنّا أبو حنّا أبو الأمين صاحب رسالة وطنيّة وقوميّة وإنسانيّة، وجسّد تلك الرسالة بما خلّف لنا من عصارة فكره وإبداعه، وما قدّم من أعمال جليلة، وما تحلّى به من خصال حميدة كالتواضع والوفاء والمثابرة والتضحيّة وروح الدعابة، كلّ ذلك جعله يتربّع على قلوبنا حتّى استحقّ بجدارة أن يُطلق عليه زيتونة هذا الوطن!
ختامًا أقول:
تغمد الباري بواسع رحمته فقيدَنا الغالي أبو الأمين، وجميل الصبر وصادق العزاء لزوجته وأبنائه الأعزّاء ولذويه وجميع محبّيه الكرام.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
د. محمود أبو فنّه
كفر قرع – 4.2.2022


ناي هاني ابو فنة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة