عرب إسرائيل وعربان إسرائيل وماليزيا- بقلم: أحمد حازم
تاريخ النشر: 03/12/21 | 15:35بعد نكبة 1948 واغتصاب إسرائيل للأرض الفلسطينية، أطلق المحتلون الصهاينة أحفاد هيرتسل على الفلسطينيين الذين بقوا في أراضيهم اسماً جديدا لا علاقة له يوطنهم ولا يمت له بصلة. فقد أعطوهم اسم “عرب إسرائيل” لكي يبعدوا (كما اعتقدوا) اسم فلسطين عنهم وبالتالي لن يكون هناك وجود لاسم فلسطين أو فلسطينيون في قاموس دولة الإحتلال باستثناء إسمها. هكذا اعتقد قادة بني صهيون، لكن النتيجة كانت عكسية تماماً رغم الإسم الجديد، ولم تغب فلسطين عن ذهنهم وزرعوا اسمها حتى في عقول الأجيال اللاحقة.
“عرب إسرائيل” اسم تم فرضه على الفلسطينيين الذين بقوا في وطنهم فلسطين، لكن اسم “عربان إسرائيل” لم يفرضه أحد على دول عربية اختارت طوعاً أن يلصق بها هذا الإسم عندما وقعت اتفاقات متنوعة مع “الشقيقة الجديدة” لهم دولة الإحتلال، التي هي “تأمر وبس” وهم ينفذون أوامرها. هؤلاء “عربان إسرائيل” التزموا على الأكثر مع إسرائيل حسب أغنية الراحل فريد الأطرش “بتأمر عالراس وعالعين”.
وفي الوقت الذي يعمل فيه “عربان إسرائيل” من الأنظمة العربية على كسب ود دولة منصور عباس اليهودية كما يصفها، فإن دولة إسلامية اسمها ماليزيا تمارس سياسة وكأنها دولة عربية أصيلة وفية مخلصة لفلسطين والأقصى فيما يتعلق بالمواقف من دولة “قانون القومية”. ففي الوقت الذي تفتخر فيه بعض دول العربان بإقامة علاقات مع إسرائيل، تعلن ماليزيا عن إلغاء بطولة العالم للسكواش والتي كانت مقررة اقامتها في السابع من الشهر الحالي على أراضيها. بسبب مشاركة إسرائيل فيها.
تصوروا أن دول “عربان إسرائيل” لم تكترث لما تفعله إسرائيل في الأراضي الفلسطينية المحتلة ولا سيما في القدس ومحيطها وفي الأقصى، بينما السلطات الماليزية ترفض دخول فريق رياضي من الكيان الصهيوني الى الأراضي الماليزية. تصرف ماليزيا هو بكل تأكيد “انتصار للقضية الفلسطينية وللدماء التي سالت وما زالت تسيل في الأراضي الفلسطينية من قبل جيش الاحتلال الإسرائيلي”.
وما دام الشيء بالشيء يذكر فلا بد من القول ان ماليزيا لا تقيم علاقات دبلوماسية مع اسرائيل وتتمسك بموقف مع القضية الفلسطينية ومع الشعب الفلسطيني ولها مواقف كبيرة ومشرفة في كل المحافل السياسية والاقتصادية والرياضية.
رئيسة الاتحاد الدولي للاسكواش زينة وولدريج ذكرت أن المسؤولين الرياضيين بذلوا جهودا كبيرة لاقناع السلطات الماليزية بان تضمن دخول جميع الفرق المشاركة بما فيها إسرائيل الا انها رفضت ذلك. موقف مبدئي.
ردة فعل الجانب الإسرائيلي المعني بالأمر كانت مضحكة بل وتدعو للسخرية. فقد قال الاتحاد الاسرائيلي للسكواش “انه سيلجأ لمحكمة التحكيم الرياضي في سويسرا اذا لم يجد الاتحاد الدولي حلا لهذه المشكلة”. والأمر المضحك أكثر أن الاتحاد الإسرائيلي وصف قرار إلغاء البطولة كـ “عنصرية” من قبل السلطات الماليزية للإسرائيليين. “شوفو مين بحكي عن العنصرية”. دولة غارقة في العنصرية تتهم الآخرين بممارسة العنصرية. هكذا وبكل وقاحة. إسرائيل آخر من يتحدث عن العنصرية وهي الرائدة فيها وللفلسطينيين تجارب عديدة كثيرة. فعلاً إذا لم تستح فافعل ما نشاء
وكانت ماليزيا قد منعت في السابق رياضيين إسرائيليين من المشاركة في فعاليات رياضية. ففي عام 2015 انسحب رياضيان إسرائيليان من مسابقة متزلجين في لانغكاوي بعد أن رفضت ماليزيا منحهما تأشيرة دخول. كما رفضت استضافة مؤتمر للاتحاد الدولي لكرة القدم في 2017 بسبب مشاركة وفد إسرائيلي. وفي شهر يناير/كانون الثاني عام 2019 قررت اللجنة البارالمبية الدولية، سحب حق ماليزيا باستضافة بطولة العالم للسباحة 2019، والتي كان من المقرر عقدها في كوتشينغ بين 29 تموز/يوليو و4 آب/ أعسطس من العام نفسه، وذلك بسبب موقف ماليزيا الرافض لاستضافة أية فعالية تكون لإسرائيل فيها مشاركة أو تمثيل.
فتحية شكر واعتزاز لماليزيا على موقفها من إسرائيل ودعمها للقضية الفلسطينية، ويا ليت “عربان إسرائيل” يتعظوا ويفهموا معنى الوفاء لفلسطين والقدس والأقصى .