قيادي إسلامي يبريء نتنياهو من تفكيك المشتركة… تحليل لمقال الشيخ ابراهيم صرصور-الإعلامي/أحمد حازم

تاريخ النشر: 31/03/21 | 13:13

الرئيس السابق للحركة الإسلامية (الجنوبية) الشيخ ابراهيم صرصور (أبو السيد) نشر مقالاً في موقع العرب في الثلاثين من الشهر الحالي تحت عنوان” القائمة الموحدة بين الحقيقة والوهم” استخدم فيه كل أنواع الأسلحة الدفاعية عن شعار” لا في جيب اليمين ولا في جيب اليسار” والذي أتى به زميله في الحركة منصور عباس رئيس القائمة العربية الموحدة.

تحليل أبو السيد للوضع الانتخابي وما نجم عنه كان صائباً في مكان وغير موفق في مكان آخر. واللافت للنظر أن الكاتب صبّ جام غضبه على البعض ” من بني جلدتنا من السياسيين والصحفيين والمحللين على ان يظلوا أسرى “كليشهات” انتخابية مبتذلة انتهت صلاحيتها بعد ان انقشع غبار المعركة الانتخابية عن حسم واضح بين خياري “المشتركة” و”الموحدة”.

كان من المفترض بالكاتب أن يبقي النقاش مع (السياسيين) ولا يقحم الصحفيين في مهزلة انتخابات الكنيست، لأن الصحفي يحق له أن يحلل ويكتب ما يراه مناسباً وليس حسب رغبة الغير. ولا يجوز لأحد مهما كان أن يطلق على صحفيين ومحللين لقب ـ(ابتذال) إذا لم تكن تحليلاتهم تتلاءم مع الطرف الآخر. هذا عيب.

يقول الكاتب:” انقشع غبار المعركة الانتخابية عن حسم واضح بين خياري “المشتركة” و”الموحدة”. والمقصود هنا أن الشعب اختار “الموحدة” بين الأحزاب الأربعة لتصبح القيادية. أليس كذلك يا أبا السيد؟ طبعاً هذا كلام غير صحيح وغير منطقي. المنتصر في هذه المعركة الانتخابية هو “ال مقاطع ” للإنتخابات. هل نسيت يا أبا السيد أن نسبة المصوتين العرب هم 45 بالمائة فقط ومن بينهم 15 بالمائة صوتوا لأحزاب صهيونية، بمعنى أن المصوتين للقائمتين العربيتين هم 30 بالمائة فقط بينما نسبة المقاطعين بلغت 55 بالمائة. فعن أي جماهير عربية تتحدث؟

أنا أوافق الكاتب كلياً في رأيه: “ان المشهد السياسي ومعه المشهد الأيديولوجي الصهيوني معقد جدا، وأصبح من الواضح ان اللون الفاشي اليميني المتطرف هو الغالب على الصورة سواء في الائتلاف او المعارضة، ولولا الصراعات الشخصية بين نتنياهو من جهة وساعر وليبرمان وبينيت من جهة أخرى، لتشكلت حكومة يمينية صرفه ومتجانسة بدعم من نحو ٨٠ عضوا يمينيا على الاقل” نعم هذا كلام صحيح ولا نقاش فيه.

وأنا أيضاً مع الكاتب في رأيه” ان الاحزاب الصهيونية يمينية كانت او مركز – يسارية، بما في ذلك نتنياهو، لا يريدون ان يروا كتلة عربية قوية داخل الكنيست ولا مجتمعا عربيا صلبا خارج الكنيست… الا ان واقعهم السياسي دائما، يضطرهم اضطرارا لِخَطْبِ وُدِّ الأحزاب العربية طمعا في تشكيل حكومة برئاسة هذا الطرف او ذاك.” كلام لا غبار عليه.

ما دام الأمر كذلك، لماذا ترضى “الموحدة” و “المشتركة” ان يلعبا دور المنقذ لرئيس الحكومة المقبل؟ قيادة الإسلامية (الجنوبية) تعتقد بأن ألـ 167 ألف صوت عربي الذين انتخبوا “الموحدة” هم موافقون على طرح منصور عباس. هذا غير صحيح. أنا أعتقد بأن الذين صوتوا للموحدة (غير أنصارهم) فعلوا ذلك نكاية بـ ” الجبهة ” وخصوصاً فيما يتعلق بالموقف من المثليين، بسبب طبيعة مجتمعنا المحافظ على العادات والتقاليد الاجتماعية.
الكاتب يطرح سؤالاً: ماذا على النواب العرب ان يفعلوا تجاه هذا الواقع؟ أنا أقول لك: ليس أكثر مما فعلوه عندما انشقوا عن بعضهم. كل يغني على ليلاه. فما دام هناك خلاف على كيفية العزف على الوتر السياسي ، فلن يكون اللحن متناسقاً. فإذا هم لم يتفقوا على بقاء “المشتركة الرباعية” فكيف سيتفقوا على موقف موحد؟ وإذا شاء القدر أن يتفقا فذلك خيراً.

ويتابع الكاتب: لذلك لم نستغرب ان تكون “الموحدة” هي العنوان الأول (وليست المشتركة) الذي تتصل به قيادة المعسكرين: المعارض (لبيد وشركاه)، والمؤيد لنتنياهو (الليكود وشركاه) للتفاوض حول فرص التعاون في المرحلة المقبلة”. كيف يا أبا السيد؟ ليش “الموحدة هي العنوان الرئيس رغم أن المشتركة لديها ستة أعضاء كنيست. ليش فهمنا؟ أو “هيك طلعت معك”؟ أو أن منصور عباس حالة استثنائية فريدة من نوعها؟ ليش؟.
الكاتب ينفي في مقاله مسؤولية نتنياهو في تفكيك المشتركة ويقول: “استمرار البعض من قادة المشتركة ومعهم بعض الصحفيين والمحللين وأصحاب الرأي، في الادعاء الذي لا يقوم على دليل وكأن نتنياهو هو مَنْ فكك المشتركة، هو في نظري المتواضع وَهْمٌ لا أساس له”. برافو أبو السيد. والله أحلى دفاع عن نتنياهو. سأعطيك أمثلة تناقض رأيك يا أبا السيد من شخصيات ليكودية وليس عربية:

المسؤول في حملة الليكود ايلي حازن ذكر في جلسة مغلقة لنشطاء مركزيين في الليكود: “نحن لا نقول هذه الامور في الخارج ولكن سأقول هذه الامور هنا بين جمهور الليكود، ما فعله نتنياهو هو خطوة سياسية عبقرية لأنه قام بتفكيك القائمة المشتركة”. أما المرشحة العاشرة في قائمة الليكود، غاليت ديستل، فقد ذكرت في الثاني من الشهر الحالي، إن نتنياهو نجح بتفكيك القائمة المشتركة بسبب التعاون مع منصور عباس وتسبب بخسارة القائمة المشتركة لخمسة مقاعد.

إقرأ أيضاً يا أبا السيد ما قالته صحيفة ”غلوبس“ العبرية: “ان نتنياهو يقف وراء تفكيك ”القائمة المشتركة“ على غرار ما حدث مع تحالفات سياسية أخرى في السنوات الأخيرة، وأنه استعان بالنائب عباس لتحقيق هذا الغرض، إذ بدأ الأخير يضع العراقيل أمام استمرار هذا التحالف، وتذرع بشكل مفاجئ بغياب الهوية الإسلامية عن أجندة الأحزاب العربية”. والآن قدمنا لك الدليل يا أبا السيد فهل اقتنعت بأن نتنياهو هو سبب تفكيك المشتركة بالتواطؤ مع آخرين ؟.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة