المفسّر محّمد علي الصابوني بين حاقد وأحمق – معمر حبار

تاريخ النشر: 20/03/21 | 18:19

1. أسأل الأوّل: ماسرّ سعادتك بوفاة المفسّر علي الصابوني رحمة الله عليه؟ يجيب بافتخار واعتزاز: ألا تعلم أنّه توفى في تركيا. وتركيا تعادي الكتاب والسّنة والسّلف والتّوحيد. ومشايخنا يحذّرون من تركيا.

2. أسأل الثّاني: ماسرّ تقديسك وتعظيمك للمفسّر علي الصابوني رحمة الله عليه؟ يجيب بافتخار واعتزاز: ألا تعلم أنّه توفى في تركيا. وتركيا هي الخلافة الإسلامية التي ننشدها، والموت هناك من المبشرات وعلامات الرضى.

3. عدت لنفسي لأقول لها: احفظ اللّهم الجزائر والأمّة من كيد حاقد، وطيش أحمق.

4. استرجع صاحب الأسطر على الفور أنّ العالم محمّد سعيد رمضان البوطي رحمة الله عليه من مواليد 1929، والمفسّر الصابوني من مواليد 1930.

5. اختار البوطي أن يبقى في وطنه سورية ويستشهد بين إخوانه، وأبنائه، وأحبابه وهو يفسّر كتاب الله تعالى، وبين ضيوف الرحمن، وفي بيت من بيوت الله تعالى.

6. واختار الصابوني أن يخرج من أرضه سورية ويلقى ربّه خارج الديار، وبعيدا عن إخوانه، وأبنائه، وأحبابه، ووطنه.

7. هذا اختار وذاك اختار، وكلاهما اتّخذ قراره وهو في أرذل العمر. ومهمة القارئ المتتبّع أن لايتدخل في قرار شيخين كبيرين في السن، والرأي، والحكمة. ومن الحقد والحمق أن يلام أحدهما، أو يفضّل أحدهما على الآخر. وكلاهما بالتّعبير الجزائري العامي “وْلاٙدْ البْلاٙدْ” وأعرف النّاس بوطنهم العزيز علينا سورية.

8. قرأت عبر إحدى الصفحات شتم أحدهم بكلّ أنواع السباب والشتائم، والمفسّر الصابوني قد مرّ على وفاته ساعات معدودات ولم يدفن بعد لأّن الشيخ ابن باز رحمة الله عليه قال عنه كذا وكذا. قلت: ليقل ماشاء فهذا شأنه. ولماذا يفرض رأي شخص يصيب ويخطئ على الأّمّة في شخص يصيب ويخطئ.

9. و قرأت لأحدهم يقول: عقيدة الصابوني فاسدة لأّنّه “أشعري، ويدسّ عقيدة الأشاعرة في كتبه دسّا”. قلت: اللّه أكرمني والحقني بأسيادي الأشاعرة رحمة الله عليهم ورضوا الله عليهم جميعا سالمين غير مبدّلين.

10. استخرت الآن كتاب: “مختصر تفسير الطبري”، اختصار وتحقيق: الأستاذ محّمد علي الصابوني، والأستاذ صالح أحمد رضا، مكتبة رحاب، الجزائر العاصمة، الجزائر، الطبعة الثانية 1408هـ – 1987، من جزأين. (الطبعة الأولى كانت سنة: 1403هـ – 1983).

11. وسنة 1987 تعني أنّي كنت سنة أولى جامعي باعتباري نلت شهادة البكالوريا سنة 1986. واستفدت من يومها من الكتاب في الوقوف على شرح الكلمات ومعناها. وكنت أقول يومها لمن حولي: هذا جهد عظيم قام به المفسّر الصابوني، وليس من السّهولة أن يقرأ المرء 10 مجلدات ّ ثمّ يختصرها في مجلدين بهذه الدقة، والأمانة، والروعة والجمال.

12. أعترف أنّي أكتب عن المفسّر محّمد علي الصابوني لأوّل مرّة في حياتي، وفيما أتذكّر.

13. رحم الله المفسّر محّمد علي الصابوني، وأسكنه الفردوس. وحفظ الله سورية الحبيبة، وحفظها الله بعلمائها، ونفع بهم وبها أبناءها والأمّأة جمعاء.

الشلف – الجزائر

معمر حبار

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة