سأبحث عن ديار في دياري .!

تاريخ النشر: 25/02/21 | 13:46

يوسف جمّال – عرعرة
سأطوف باحثاً عن ..
لحظات لم تمرّ بي
مكان لم تطأه قدماي
سأصعد الى سماء
ليست فوقي ولا تحتي
لأبحث عن بلال
ليسمعني آذاناً لم تسمعه أذناي
******************
من بدء طفولتي حتى شيخوختي
مروراً بصباي
فلم أجد سواي
مستعبد لطقوس تغتال فينا
علامات الحياة
وتروي بدمائنا تراب
الممات
تستعر في لظَّى الفلاة
تعيش في ظلمة الظلمات
************
نعيش تحت شمس فُقدت فيها الألوان
اغتيل فيها الزمان
سُحب من تحتنا المكان
أبيح دمنا ..
واغتيل في أعماق الشريان
أرضنا يداس بها النرجس
واخضرار الأقحوان
وتُقصف بها عيدان الريحان
**************
نعيش في بلاد ماتت به الأحزان
والعصفور أصبح فيها عاجزاً
عن الطيران
والوردة أصبحت عاجزة
عن النَّوَران
والأم تجمَّدت في حضنها الأحضان
***********
فخرجت أبحث عن..
زمان خارج هذا المكان
مكان خارج هذا الزمان
مدار خارج هذه الأكوان
قبيلة قلعت أوتاد الخيام
من الوجدان
وقلعت هُبَل من الشريان
************
سأحمل على كتفي أسفاري
وأسوح في البراري
حاملاً قهري وأسراري
وأسير نحو آخر أقداري
باحثاً عن مسار لمساري
عن ديار في دياري
***********
سأبني لي هناك بيتاً
على جبل الزيتون
له أبواب مفتوحة من كلِّ الجهات
لكلِّ البشر
وسأنام على مصطبة عمر
في ظلِّ المنبر
وأصحو على ترانيم أجراس الكنائس
وأعرج الى السماء
أبحث عن نجمي
في ميادين السماوات
وسأسري خارج الليل
أبحث ..
عن جمرة من قبصي المسروق
عن نطفة من رَحميَّ المخنوق
***********
سأجدِّد سِكّةَ محراثي َّ القديم
وأخطط أرضيَّ أتلاماً
وأزرع فيها دمعي وآهاتي
وأسقيها من ريقي
وأنتظر الربيع
لتخرج من الأرض سيقاناً
وورقاً أخضر
وتزهر و تثمر ألحاناً
لنشيدي المدفون في الوريد
*************

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة