صلاة الأرواح وأهازيج الغياب
بقلم: رانية مرجية
تاريخ النشر: 16/06/25 | 11:21
جلستُ وحدي، وهدأتُ في خلوتي
طيفُ الطفولةِ زارني في سكرتي
سقفُ الجدارِ تحدّثَ بصمتِه
وهمستُ ألحانًا تُدثّر وحدتي
غفوتُ… وما غفوتُ عن نداءٍ داخلي
واستيقظتُ على سؤالٍ قاتلي:
لو دامَ الحُبُّ بلا فِراقٍ، كيف لي
أن أفهمَ الأبدَ الجميلَ الكاملِ؟
إن لم يكنْ للموتِ بابٌ نَعبُرهُ
فبأيّ حكمةٍ تدومُ مشاعري؟
يا ربُّ، إنك في الغيابِ حكيمُنا
فالموتُ سرُّكَ، لا جفاءُ مشاعرِ
حينَ تمطرُ، تدمعُ الأرواحُ في عُلى
وترتّلُ الشوقَ القديمَ لأهلِها
فلا تنسَ شمعةً تُضِيءُ قلوبَنا
فالراحلونَ، تفيضُ حبًا أهلُها
المؤمنونَ، هُمُ رسلُ الرحمةِ
لا يعرفونَ تطرّفًا في نُبلهم
دينُ الإلهِ، محبةٌ في جوهرٍ
لا يُقصيَ الإيمانَ غيرَ مِلّتهم
ما الدينُ إن لم يُصبحَ الأخلاقَ، إن
ما صلّتِ الأفعالُ مثلَ الكَلِمِ؟
كونوا لوجهِ اللهِ نورًا هادئًا
وسُفَراءَ الحبِّ فينا للأممِ
وبينَ وجعِ الجسدِ، ووجعِ الرُّوحِ
حربٌ خفيّةٌ، إذا جُهلتْ، نُفي
نَضلُّ في متاهةِ الذاتِ التي
إذا انكشفتْ، مسّ الجنونِ قد اكتُفي
أحيانًا نُجرَحُ لا بأيدٍ حولنا
بل في انكساراتِ المرايا في النفوسِ
فالحُبُّ إن صَدَقَ، يُعرّينا سَما
وَيعودُ من غيبٍ، بألفٍ من دروسِ
والطفلُ إن كان التوحدُ منزلاً
فهو الملاكُ، وأرضُهُ دارُ الصلاةْ
لا تخجلوا من نورِهِ، فاللهُ في
قلْبِ الطفولةِ، لا يَخونُ البرّهاتْ
أما الحجابُ، ففي النساءِ قداسةٌ
منهنّ مَن رفعَ الحجابَ عباءةً
ومنهنّ من دنّسنهُ بتعصبٍ
لا يعرفُ الرحمةَ، ولا القراءةَ