لم يعد بالامكان قبول النقد الذي خرج عن حدود الادب والمسوؤلية الوطنية

تاريخ النشر: 05/01/21 | 14:55

لم يعد بالامكان قبول النقد الذي خرج عن حدود الادب والمسوؤلية الوطنية الذي تتبناه بعض القوى العربية ضد الحركة الاسلامية وذراعها السياسية وقياداتهما..

انحدر هذا النقد – مع الأسف – في شأن لا يمكن تناوله الا في دائرة الحوار البناء والمسؤول، الى مستويات تستحق ان تسجل في كتاب غينيس للارقام القياسية قماءة وابتذالا، اعادتنا الى عهود ظلامٍ مضت دون رجعة، التي ظنت بعض القوى حينها انها “الممثل الشرعي الوحيد” للشعب، وكل من عداها، وكل من اختلف معها او خرج عن طاعتها، فهو اما “خائن” او “خارج الصف الوطني”!….

الشطط في التطاول الغبي والمزري، واللدد في الخصومة بشكل يبعث على التقزز ويدعو الى التقيؤ، الى درجة نسيان اننا جميعا في النهاية في سفينة واحدة، وخندق واحد، ومسيرة واحدة، ونواجه مصيرا واحدا، يجب ان يتوقف فورا..

ادعو كل قادة الاحزاب المشكلة للمشتركة الى اصدار بيان مشترك يدعون فيه الجميع قيادة وكوادر، الى التوقف الفوري عن الحملة الاعلامية التي تجاوزت كل الخطوط الحمراء وبدأت تهدد كيان الشعب الاخلاقي ولحمته الوطنية ومناعته في مواجهة الاخطار المحدقة به من الداخل ومن الخارج، فوق تهديدها لمنظوماته السياسية الوحدوية التي لن تتوقف عند هدم “القائمة المشتركة” وهي من اجمل الانجازات الوطنية التي حققها شعبنا الفلسطيني في الداخل، بل يمكن ان تتعداها الى هدم كل تشكيلاتنا الوحدوية (المتابعة واللجنة القطرية للرؤساء وغيرها)، او تفريغها من مضامينها لتتحول الى منظمات صورية لا حياة فيها ولا فائدة تُرجى منها، كالجامعة العربية ومنظمة التحرير والمجلس الوطني الفلسطيني..

آن الاوان للجميع وبالذات الجبهة والتجمع ومن ينجر لحملتهم من القائمة العربية الموحدة والحركة الاسلامية، لأن يتحرروا من قيد الاوهام التي يعيشونها، فليس منا جميعا من يبيع نفسه او يعطى الدنية في شرفه او وطنيته او كرامته مهما تكن الاسباب ومهما كانت الظروف..

أن الآوان للجميع وقف هذا الانزلاق نحو الهاوية بفعل اطراف حزبية يبدو انها معنية بتعميق الهوة بين الشركاء، وبإجهاض مشروعنا الوطني الجامع، والتنفيس عن احقادها الأيدولوجية والشخصية وإن على حساب المبادئ والقيم والاخلاق والثوابت…

نهاية، الحركة الاسلامية في البلاد تملك – والحمد لله – من القدرات البلاغية، والقاعدة المعلوماتية، والجرأة الادبية، ما ترد به التهم المتهافتة الي توجهها ابواق تبحث لها عبثا عن مكان تحت الشمس، وهيهات، الا ان احساسنا بالمسؤولية الدينية والوطنية يمنعنا، وانشغالنا بعظائم الامور عن سفاسفها، يردعنا عن الانحدار الى هذا الدرك الاسفل من النقاش…

اختلفوا مع قيادة القائمة العربية الموحدة كيفما شئتم، ولكن اياكم ان تنسوا اننا جميعا في سفينة واحدة، وأن مسوؤلية الحفاظ عليها أمانة في اعناقنا جميعا..

ادعو قادة الاحزاب الى عدم الانتظار الى ما بعد ترتيب احزابهم لشؤونها الداخلية، فالامر جد خطير، أدعوهم الى الالتئام فورا واصدار بيان مشترك يضع حدا لهذا الانهيار المجنون الذي يحصل حتى ليُخَيَّلُ للبعض ان الامر افلت من ايدي العقلاء وانتقل الى ايدي العابثين وهواة التدمير الذاتي..

آن الاوان لاستبدال ما يُضخ في الاعلام من سموم، بروح جامعة تدعو الى لَمِّ الشمل وتجاوز الازمة، والتوصل الى ما به تكون الانطلاقة الجديدة للمشتركة والتي ينتظرها الشعب بفارغ الصبر..

اللهم هل بلغت، اللهم فاشهد..

الكاتب:
الشيخ ابراهيم عبدالله صرصور

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة