دولتنا زانيه

تاريخ النشر: 25/04/14 | 10:39

دَوْلَتُنا يا صاحِبي زانِيَهْ
وَبِنْتُ أَلْفَيْ زانِيَهْ
تَبيعُنا بِسَهْرَةٍ وَسَكْرَةٍ آنِيَهْ
وَتَشْتَرينا مَرَّةً ثانِيَهْ
دَوْلَتُنا مَحْروسَةٌ يا صاحِبي
مِنْ كُلِّ عَيْنٍ شانِيَهْ
مَقولَةٌ لِجَدَّتي وَدائِمًا تُعيدُها
وَصاحِبي مُنْشَرِحُ الصَّدْرِ بِلا قافِيَهْ
فَوَزْنُنا مُفْتَقَدٌ وَنَصُّنا كَالحاشِيَهْ
وَصاحِبي…
يُعْجِبُني حينًا وَحينًا لَهُ
مَواقِفٌ تُطَيِّرُ العافِيَهْ
فَدَوْلَةُ العَبَّاسِ في سالِفٍ
كانَتْ حُدودُها الغُيومُ لا انْسِدالَ النَّاصِيَهْ
وَخَيْلُها تَلْثُمُ أَجْفانَ الرَّدى كَالآسِيَهْ
لَمْ تَدْرِ ما ناعورَةٌ لَمْ تَدْرِ ما السَّاقِيَهْ
أَوْ ذِلَّةَ الأَعْيارِ في زاوِيَهْ
وَدَوْلَةُ العَبَّاسِ في عَصْرِنا
سالِفَةٌ، كاذِبَةٌ، خاطِئَةٌ، سالِفَهْ
خَريطَةٌ لَيْسَ لَها
لأَنَّها زانِيَهْ
وَكُلَّ يَوْمٍ تَحْتَويها حانَةٌ
خُمورُها دانِيَهْ
وَالزَّانِيَهْ….
أَسْعارُها فَوْقَ العَلالي عالِيَهْ
لأَنَّها سِلْعَةُ لَيْلٍ غالِيَهْ
وَحِضْنُها يُطْلَبُ أَلْفَ مَرَّةٍ في الثَّانِيَهْ
لٰكِنْ حُدودُها، لِوَجْهِ الحَقِّ، يا صاحِبي
مُصانَةُ الثَّرى بِأَيْدي بَرَرَهْ
مِنْ حِرْصِهِمْ يَمْحونَ مِنْها ما ٱقْتُطِعْ
كُرْمى لِلِفْني الفاتِنَهْ
فَهْيَ الَّتي قَدْ مَتَّعَتْهُمْ، أَسْعَدَتْهُمْ، غَنَّجَتْهُمْ، كَهْرَبَتْهُمْ، جَنَّسَتْهُمْ، خَوْزَقَتْهُمْ، شَلَّحَتْهُمْ، أشْعَلَتْهُمْ لَيْلَةً حامِيَةً حانِيَهْ
وَنَحْنُ أُمَّةُ الكَرَمْ
نَجْزي الكَريمَ فَوْقَ ما أَسْلَفا
لا نُخْلِفُ الوَعْدَ وَلَوْ أَخْلَفا
لِذاكَ قَدْ أَسْرَعوا
وَقَرَّروا: رَدُّ الجَميلِ واجِبٌ، واجِبُ
وَاتَّفَقوا بِأَنْ يُجَدِّدوا خَريطَةَ البَلَدْ
وَيَخْصُموا، لِعَدْلِهِمْ، حِصَّةَ لِفْني الواجِبَهْ
وَيَطْبَعوها مَرَّةً ثانِيَهْ
فَإِنْ وَجَدْتُمْ أَنَّها خَريطَةٌ مُخْتَلِفَهْ
قَدْ نَقَصَتْ مِقْدارَ شِبْرٍ مِنْ هُنا أَوْ مِنْ هُنا
لا تَغْضَبوا، وَلْتَحْمَدوا رَبَّكُمْ
فَلَمْ تَزَلْ مِنْها لَنا باقِيَهْ
فَهْيَ إِذَنْ سالِـمَهْ
وَنَقْصُها شِبْرٌ فَقَطْ
في كُلِّ يَوْمٍ مَرَّةً
أَهْوَنُ أَلْفَ مَرَّةٍ
مِنْ نَقْصِ ضِعْفَ الشِّبْرِ في الثَّانِيَهْ

بقلم: محمود مرعي

480-35000mhmod-drwesh

تعليق واحد

  1. ما خطُّ بالقصيدة جميل دون شك ،
    لكنني أتحفظ على إرفاق كلمة زانية بصحبة كلمة الدولة أو الوطن
    و مَن يقرأ القصيدة يتلمس حب الشاعر لوطنه وخوفه عليه،
    و مِن هذا المنطلق يجب أن يكون الوطن أرقى من
    الضرورة الشعرية أو المجاز .
    كل الاحترام

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة