العمليات العسكرية التركية وأبعاد الأمن القومي العربي

تاريخ النشر: 19/10/19 | 10:27

بقلم : سري القدوة

في الوقت الذي يتطلع العالم الى انهاء الحروب بين الدول ووقف اله الحرب والدمار الذي حرق الأخضر واليابس تتخذ تركيا وحلفاؤها قرارهم بشن الحرب والعدوان على سوريا ضاربين بعرض الحائط الموقف الدولي وما الت إليه الأوضاع ونتائج الحرب المدمرة التى أقتلعت الشعب السوري من أراضيه .

ان الهجوم التركي الصارخ على سوريا غير مقبول ويتناقض مع قواعد الشرعية الدولية ويعد اعتداء على سيادة دولة عربية شقيقة ودوافعه غير مفهومة ويعد استغلالًا للظروف والتطورات التي تمر بها المنطقة ولهذا سارعت تركا لإطلاق عملياتها المسلحة بما يسمى «نبع السلام» التي أطلقتها ضد القوات الكردية هناك بدعوى محاربة الإرهابيين وإقامة ما يسمى منطقة آمنة على طول الحدود التركية السورية حيث يتنافى ذلك مع قواعد القانون الدولي .

لقد باتت العمليات التركية تشكل خطورة بالغة على المستقبل السياسي في المنطقة العربية برمتها والتي تنطوي عليها استمرار واصرار تركيا على المضى قدما في العمليات العسكرية التركية بداخل الأراضي السورية، وما يترتب على ذلك من تعميق الصراعات السياسية والأزمات الإنسانية في المنطقة .

وهذا يعكس على نحو متباين تلك التدخلات الايرانية والتركية في الشؤون الداخلية لبعض البلدان العربية وان الاصرار التركي يبعث بمزيد من القلق على الامن القومي العربي وتداعيات هذا التدخل في الحرب على ما اسمته تركيا بالجماعات الإرهابية .

ان العمل العسكري ليس حلا للنزاعات القائمة ولا بد من وقف التدخل التركي والعمل علي ايجاد حل عاجل للازمة في شمال شرق سوريا عن طريق الحوار بين جميع الاطراف المتنازعة وإنه يجب العمل على حل المشاكل في سوريا عبر الحوار بدلا من لغة الحروب والقتل، ولا بد من أن تلتزم تركيا في جميع الظروف بوحدة الأراضي السورية بعيدا عن العدوان العسكري المدمر والعمل على تفادي أي أعمال من شأنها أن تعرقل التسوية السلمية في سوريا .

ان المخرج الوحيد للإحداث الدائرة في سوريا هو ضمان التحرك العربي المشترك والتأكيد على ضرورة دعم الجهود السلمية بعيدا عن نيران الحروب وتوحيد المواقف حيال التحديات التي تواجه الأمة العربية وان الموقف العربي ينطلق من رفض كل الإجراءات الأحادية الجانب التي من شأنها تقويض فرص التوصل الي حلول سلمية، وان من شان ذلك صياغة رؤية شاملة للعمل على ايجاد حل سياسي مع ضمان عودة طوعية وآمنة للاجئين والحفاظ على وحدة سوريا أرضا وشعبا .

ان اي عمل عسكري غير مبرر يهدف الى الانتقاص من وحدة وسيادة سوريا وتهديد اراضيها هو عمل مرفوض وغير واضح على الاطلاق ولا يخدم التسوية بل يؤجج الصراع والفوضى بالمنطقة وعلى الجميع ان يحترم القانون الدولي وقواعد الشرعية الدولية التي تنظم العلاقات بين الدول، وأن هذا العدوان مُدان ومرفوض ويشكل تهديداً خطيراً للأمن القومي العربي ويُعرض أمن واستقرار المنطقة والسلم الدولي للمخاطر، وبات التوجه العربي الذي ادان العدوان واضحا بهذا الخصوص حيث لا بد من العمل على ضرورة اتخاذ إجراءات عملية لمواجهة العدوان على سوريا بما في ذلك خفض العلاقات الدبلوماسية ووقف التعاون العسكري ومراجعة مستوى العلاقات الاقتصادية والثقافية والسياحية مع تركيا، وان المجتمع الدولي بات مطالب بضرورة تحمل المسؤولية واتخاذ خطوات عاجلة لإلزام تركيا بالوقف الفوري للعمليات العسكرية والانسحاب الغير المشروط من الأراضي السورية .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة