المجرم شخصية مضادة للمجتمع

تاريخ النشر: 29/09/19 | 9:37

لو كان الفقر رجلاً لقتلته – قول مأثور للإمام علي بن أبي طالب، ولكن هل يصبح الفقر مدخلاً للجريمة؟

فالظاهرة التي باتت أكثر انتشاراً في البلاد ومنها مجتمعنا العربي أخذت مساراً مختلفاً يربك المجتمعات،.

وتنامت جرائم السرقة والاعتداء بالأسلحة النارية والبيضاء بسبب تدهور الأوضاع الاجتماعية مع تضاؤل فرص العمل والغلاء، وفي الوقت نفسه تراجع اهتمام الحكومة بمحاربة الانفلات الأمني في المجتمع العربي، والناتج عن الجرائم المتعددة كالسرقة والاعتداء على حياة الأفراد والبلطجة.

فأصبح العديد يشهد أمراضاً نفسية كإفراز طبيعي لحالات البؤس الناتجة عن الضغوط الحياتية، وهناك أمراض انفصام الشخصية الناتجة عن حالة الإرباك التي يعيشها الفرد بين أوضاعه المالية ومعاناته من غربته داخل وطنه.

وعليه فإن المجرم قد يكون غير قادر على التمييز بين الخطأ والصواب والخير والشر.

ما يجعل معظم الجرائم تأتي من متلازمات الحياة التي يعيشها في ظل الفقر والبطالة وانفصام الشخصية وانعدام التوجيه الأخلاقي وغياب الوازع الديني، وهي الوقود الحقيقي لارتكاب الجريمة.

وإذا كان الفقر أباً للشرور ويسهم في ارتفاع نسب الاعتداءات والسرقة، فالجريمة المنظمة ، باتت مدخلا إلى عالم لا يعرف الهدوء والطمأنينة والآمان.

وفي إحصائية فإن البلاد تشهد حوالي 17 جريمة كل يوم، وتضاعفت فيها أنواع الجرائم الجنائية، مثل القتل العمد والسرقة بالإكراه والتهديد والسلب بالقوة والمشاجرات لأسباب مختلفة، فضلاً عن جرائم الاعتداء على النفس بشتى الوسائل.

وتصاعدت معدلات جرائم حيازة السلاح الناري والذخيرة بلا ترخيص، ما يستلزم وقفة أمنية مشددة بجانب تكاتف جميع جهات الدولة لبحث الأسباب وسبل العلاج.

والأسباب التي تؤدي لارتكاب الجرائم فهي من الناحية الاجتماعية تعود الى سوء التنشئة نتيجة التفكك الأسري، والفراغ والبطالة وعدم توفر الوظائف المناسبة، وعدم تطبيق القوانين وسوء الأوضاع داخل المؤسسات العقابية كأسباب قانونية.

وقال الدكتور أحمد الطيبي في تصريح له : إن ظاهرة العنف تفشت في المجتمع أخيرا، وأصبحت مثل الروتين وتكررت على شكل أحداث متنوعة.
والعنصر الأساسي للظاهرة يتمثل في الشباب بتصرفاته الطائشة، خاصة وانه أصبح بلا عمل، وبلا وظيفة، وهائم في الشوارع والمجمعات والاماكن العامة، نتيجة إهمال الحكومة لتحمل مسؤولية هذا الدور وترك الشباب تتلاعب بهم الأفكار السلبية، وهناك بعض الأطراف يستغلون الشباب الطائش لزعزعة الأمن والتخريب.

وحمّل الطيبي مسؤولية تفكيك عصابات الجريمة المنظمة والتي نجحت بتفكيكها في الوسط اليهودي بينما لا تعمل عليها في الوسط العربي.
واضاف بان الجرائم الفردية مقدورا عليها من خلال الوجهاء ولجان الاصلاح وغيرها من وسائل امنية واجتماعية .
ووجه رسالة الى عصابات الجرائم المنظمة بان يعودوا الى رشدهم وان لايكونوا معولاً للهدم يفتك بالمجتمع حتى لايخونوا مجتمعاتهم.
“انتهى”

وعلى النطاق الأسري فيجب أن تقوم العائلة بمساعدة أبنائها بالمصارحة المستمرة والمحافظة عليهم حتى لا يكونوا عرضة للاضطهاد بجميع أنواعه الجسدية والنفسية والجنسية.

أن ثقافة إلقاء المسؤولية واللوم على المدرسة أو على الشرطة مجافي للحقيقة ، فعلى الأسرة أن تتحمل المسؤولية الأكبر في تنشئة أبنائها على مبادئ التسامح وطرق التعامل السليم مع الآخرين، فهي الأكثر تأثيراً على تصرفات أبنائها،.

اعداد : ياسر الخالد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة