مِنْ مَنائِحِ الرَّحمٰن في رَمضان- شعر: محمود مرعي

تاريخ النشر: 20/05/19 | 12:56

(قَصيدَةٌ في الطِّفْلَةِ عائِشَةَ اللُّولو (5 سَنَوات) الَّتي مَنَعَ الاحْتِلالُ الإِسْرائيلي أَهْلَها أَنْ يُرافِقوها في رِحْلَةِ العِلاجِ (مِنْ وَرَمٍ في الدِّماغِ) مِنْ قِطاعِ غَزَّةَ إِلى القُدْسِ، فَقَضَتْ شَهيدَةً، وَحيدَةً، في القُدْسِ بَعيدَةً عَنْ أَهْلِها وَحِضْنِ أُمِّها، لِتَعودَ إِلى القِطاعِ مَحْمولَةً إِلى مَثواها الأَخيرِ).
.
فَضائِلُ شَهْرِ الخَيْرِ عَزَّ بَيانُ.. فَلَيْسَ يُدانى في الجَنى رَمَضانُ

وَللهِ في شَهْرِ الصِّيامِ لَطائفٌ.. تَمَسُّ عُروقَ القَلْبِ حَيْثُ يُرانُ

فَيُجْلى كَأَنْ ما كانَ غَشَّتْهُ غَفْلَةٌ.. وَيَرْجِعُ سيماهُ التُّقى وَإِمانُ

وَللهِ في شَهْرِ الصِّيامِ مَنائِحٌ.. يَخُصُّ بِها مَنْ أَزْلَفوا وَتَدانوا

وَللهِ في شَهْرِ الصِّيامِ سَحائِبٌ.. مِنَ الرَّحَماتِ الغُرِّ لا يَحُدُّ أَوانُ

عَلى الخَلْقِ غَيْثًا تَسْتَقيهِ نُفوسُنا.. وَتَحْيا بِهِ الأَرْواحُ فَهْيَ رِحانُ

وَللهِ في شَهْرِ الصِّيامِ نَسائِمٌ.. حَوامِلُ تَحْنانِ الإِلهِ ثِمانُ

تَحُطُّ عَلى حَرِّ الضُّلوعِ تُحيلُها.. رِياضًا جَناها الطِّيبُ، نِعْمَ مَعانُ

ولله في شهرِ الصِّيامِ مَراحِمٌ.. تَنوفُ على باقي الشُّهورِ حِسانُ

كَأَنْ يَقْبِضَ الإِنْسانَ في يَومِ صَوْمِهِ.. بِشارَتُهُ الإِيمانُ لا الزَّيَغانُ

وَيَقْبِضَ طِفْلًا يَدَّخِرْهُ لِأَهْلِهِ.. إِلى يَوْمِ عَزَّ الجارُ عَزَّ أمانُ

وَيَرْحَمَ ضَعْفَ الوالِدَيْنِ بِمَنْحِهِمْ.. عَطايا مِنَ الصَّبْرِ الجَميلِ، تُصانُ

بِها عَلى ثِقْلِ المُصابِ نُفوسُهُمْ.. فَلَيْسَ سِوى حَمْدِ الإِلهِ لِسانُ

وَاَنْ يَصْطَفي في الصَّوْمِ أَهْلَ شَهادَةٍ.. كَعائِشَةٍ فاضَتْ، وَفاضَ حَنانُ

أَرادَتْهُ مِنْ أُمٍّ قُبَيْلَ وُفودِها.. عَلى اللهِ لكِنَّ الأَثيمَ جَبانُ

أَبى أَنْ تَضُمَّ الأُمُّ طِفْلَتَها الَّتي.. بَكَتْ وَاسْتَغاثَتْ وَالزَّمانُ عِيانُ

لِشِدَّةِ لُؤْمٍ في الضُّلوعِ كَدَأْبِهِ.. وَطاعَةِ أَمْرٍ يُنْكِرُ الحَيَوانُ

وَمِنْ غَزَّةٍ لِلْقُدْسِ تَرْحَلُ وَحْدَها.. لَعَلَّ شِفاها يَحْتَويهِ مَكانُ

لَعَلَّ دَواءَ الدَّاءِ حَيْثُ تَوَجَّهَتْ.. لِتَرْتَحِلَ الأَوْجاعُ وَالسَّرَطانُ

وَرَبُّكَ يَقْضي ما يَشاءُ بِحِكْمَةٍ.. وَفي ما قَضاهُ الخَيْرُ وَالرَّجَحانُ

قَضى عَوْدَها لكِنْ إِلَيْهِ لِجَنَّةٍ.. مَلاكًا لَها أَعْلى الجِنانِ جِنانُ

وَأَعْظَمُ ما يَرْجو الأَنامُ شَهادَةً.. “عَلى أَيِّ جَنْبٍ كانَ” فَهْيَ ضَمانُ

لِنَيْلِ رِضى الرَّحْمنِ ثُمَّ جِنانِهِ.. وَعيشَةِ خُلْدٍ بِالنَّعيمِ تُزانُ

تعليق واحد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة