حلية الانسان
تاريخ النشر: 09/04/14 | 8:11بقلم: محمد صبيح
يتحلى الآنسان بالفضائل الكريمة، والمعاني الشريفة، وأجل هذه الحلى: الادب بمعانيه القيمة ومفرداته المتعددة، وهو الكنز الموروث، به يعرف الانسان بفضله
وشرفه ومروءته، والذي يعتبر ذخيرته ورصيده الاجتماعي والثقافي. ولا شك ان الانسان يتقلد منصبا رفيعا في بني قومه وعشيرته،اذا اتصف بهذه الصفات،وعرف
يهذه المناقب، فيرفعه قومه ويتبوأ منزلة الرفعة والمكانة المرموقة، فيضرب به المثل وبما يتصف به من شمائل قيمة واخلاق سنية،
فالموروث الادبي والمخزون الثقافي والمؤلفات في كافة جوانب الحياة البشرية والمعاني الانسانية، وفي معظمه أعلاءا لكل عمل شريف ومدحا ودعوة لكل خلق رفيع
وسلوك قويم، وتنديدا بالمفاسد والمضار والشائن من الاعمال،وترغيبا في التحلي بالاخلاق الفاضلة والعادات الطيبة معنى وسلوكا واسلوبا ومنهاجا.ويتحاشى كل ما يسبب
الاعمال الدنيئة، ويتجنب كل فعل قبيح وما يصدر عنه من عواقب وخيمة، فهذه بضاعة رائجة لها اسواقها، ولها طلابها، حيث تنقلب الامور، وتختل المعايير،
فينساق المرء وقد يدخل هذه الاسواق بيعا وشراء ويعب من هذه الموارد وينغمس في الملاذ ويفئ الى هذه الظلال،ولكل دوحة من هذه الدوح ذويها واهلها، يفيئون
تحت ظلالها، ويستمرئون ثمارها، يسرون بمنظرها الجميل، وتترك فيهم الاثر الطيب والذكر الحسن. واما الدوحة الخبيثة تحمل الثمر المر الذي تعافه النفوس وتمجه الاذواق
وصفات هذه الدوحة مشينة ولا تسر النظر وتكدر الذوق وتغم البال وتغص اكلها،فلا ثمر لها طيب، ولا ظل لها ينعش النفس،ويريح الفؤاد.
ولذا فالكلام اللطيف الطيب يهذب النفس، ويطيب الفؤاد به، ويسر القلب بوقعه، وتصغو الاذن الى سماعه ووعيه وادراكه والامتثال به.
فهو حلية الانسان التي يتزين به، فيغدو غنيا بادبه،ثريا بقيمه وفضائله،رفيعا عن الدنايا،بعيدا عن الرزايا،متوشحا بحلة مطرزة بخيوط السنا والرفعة،محاكة
بالعز والسؤدد.،وقد امتدحت الشرائع السماوية هذه الشمائل بل ودعت الى الالتزام بها والتحلي بمآثرها،فهذه الفضائل السنية ميدان التنافس وميدان الشرف والمغانم،
وبها يكرم المرء ويستحق جميل الثناء، وهي قلائد من جمان تشد على اكتاف الرجال وغرة تعلو الهامات والجبين………………………….
قالوا تشاءمت،قلت الدهر أفزعني………………………….والموت أورثني نوحي بانشادي
قالوا حزنت وألبست الورى كفنا……………………………يكفبك هما وكن كالبلبل الشادي
صاح الفؤاد حزينا ذاب من ألم………………………………كفوا الملام وهاتوا الماء للصادي
ما كنت من وهن أبكي لتنتحبوا…………………………….حزنا علي فكونوا اليوم شهادي
ان كنت أبكي فليس الامر في عجب……………………….وهل غريب هيام النهر بالوادي
من كان مثلي بلا دار ولا وطن………………………………سالت مدامعه حزنا لابعادي
من كان منكم بلا هم يؤرقه…………………………………فهو الدعي بلا عمر وميلادي
كم غارق في لجاج اليأس محتضر…………………………..كم بائس لم يعش يوما بأسعادي
هذي المظالم لا تحصى بعالمنا……………………………..عم الشقاء،فهل فخر لنا بادي
تلك القضية في فكري تعذبني……………………………….ان كنت أحزن ما قصدي لآفسادي
أما التشاؤم متروك لوثبتكم…………………………………..هبوا جميعا يحل السعد بالوادي