المجلس المركزي وسياسة الباب الدوار

تاريخ النشر: 31/10/18 | 8:27

على خلاف ما شهدته الحالة الفلسطينية، عقب الاعلان عن نية القيادة الرسمية الفلسطينية بدعوة المجلس المركزي لمنظمة التحرير الفلسطينية للانعقاد في دورتيه الأخيرتين بهدف “اتخاذ قرارات مصيرية هادفة لوضع استراتيجية فلسطينية لمواجهة شاملة لما أضحى يعرف بصفقة القرن التي أعلن عنها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وفق رؤيته المتماهية مع طموحات اليمين الإسرائيلي المتطرف بقيادة نتانياهو لحل الصراع الدائر بين الفلسطينيين والإسرائيليين، عقد المجلس المركزي بدورته ضمن أجواء سلبية متشائمة تعكس حالة اليأس الجماهيري الفلسطيني وخيبة الأمل التي أصابت الشعب الفلسطيني خاصة في ظل إبقاء القرارات المتخذة في الدورتين الأخيرتين للمجلس معلقة في الهواء دون اي ترجمة مادية لها..
فالشعب الفلسطيني الذي ينظر بعين الترقب والحذر الدائم من خطورة الوضع الراهن الذي أضحى يعصف بجميع عناوين قضية الشعب الفلسطيني الوطنية وحقوقه المشروعة بعيد القرارات الجائرة والخطوات العدائية التي اتخذتها الإدارة الأمريكية، ان كان من خلال إعلان القدس عاصمة موحدة لإسرائيل او من خلال قطع المساعدات عن وكالة الأونروا، مهددة بذلك حلم الدولة الفلسطينية وحل الدولتين، هذا الشعب ينتظر خطوات عملية وملوسة تعيد له الثقة بقيادته الرسمية وبنضاله الوطني وتفتح الباب لاستراتيجية مواجهة حقيقية لإفشال كل المشاريع التصفوية لقضيته الوطنية بعد ان أصابهم التخم من إجمالي الاجتماعات والبيانات الفضفاضة التي تسافر من لجنة إلى أخرى ومن اجتماع إلى آخر.
عقد وانفض المجلس وخلص الى ما خلص اليه نأمل ان لا يضيف سببا آخرا لانقسام طال وقته. لكن السؤال الذي لا بد من طرحه: ماذا بعد وما الذي يتوجب علينا فعله خارج اطار الشكوى والعتب والغضب والتهجم على هذا وذاك، بعد ان قاطعت معظم القوى السياسة واعلنت رفضها المشاركة في أعمال المجلس المركزي، والى متى ستتمسك قيادة السلطة الفلسطينية بسياسة الباب الدوار خاصة بعد جملة القرارات المتخذة والمعلقة في الهواء؟
الشعب الفلسطيني اليوم وقضيته الوطنية بحاجة الى أبعد من اجتماعات القاعات المغلقة وبيانات العنتريات المفرغة، فالمشروع الامريكي الاسرائيلي بدأت تطبيقاته الميدانية على الارض وهو مشروع لا يحتاج التفكير والاجتماعات بل يحتاج الى ان ينزل الجميع من قمة هرمهم القيادي الى مستوى الشعب الذي يواجه بلحمه الحي تطبيقات المشروع على الارض. ففي ظل اشتداد العاصفة التصفوية للقضية الفلسطينية فإن قيادة منظمة التحرير والسلطة الفلسطينية مدعوة وبشكل فوري إلى ضرورة ترجمة ما تم توافقت عليهالفصائل في اجتماع المجلس المركزي بدورتيه الأخيرتين وما تمخض عن المجلس الوطني الفلسطيني وذلك بانتهاج استراتيجية نضالية وطنية بديلة تنهي العمل الفوري باتفاق أوسلو وتسحب الاعتراف بإسرائيل وايقاف كافة أشكال التنسيق الأمني مع الإحتلال والتنصل من اتفاقية باريس الاقتصادية واستعادة الوحدة الوطنية الفلسطينية وإعادة ترتيب البيت الفلسطيني الواحد منظمة التحرير الفلسطينية باعتبارها الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني ورفع كل الإجراءات العقابية عن قطاع غزة واستنهاض الحالة الفلسطينية الجماهيرية على غرار مسيرات العودة الكبرى ومواجهات الخان الأحمر وتطويرها لنرتقي بالوصول لانتفاضة فلسطينية ثالثة تفرض على الاحتلال موازين قوى جديدة وتصعيد الاشتباك السياسي في اروقت الأمم المتحدة والدخول لمحكمة الجنايات الدولية التي تجرم قيادة الإحتلال باعتبارهم مجرمي حرب.
نعم الشعب الفلسطيني لا يحتاج إلى اجتماعات تصفيقية إضافية، بل ينتظر تنفيذ جميع تلك القرارات التي تفتح صفحة جديدة في حياة المواجهة والصراع مع الإحتلال. ولتكن الكلمة الفصل للميدان وللجماهير الفلسطينية التواقة لانتزاع حقوقها الوطنية كاملة غير منقوصة..

من جهاد سليمان/ إعلامي في الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين – لبنان

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة