إنه صغير على هذا .!

تاريخ النشر: 08/10/18 | 14:03

كيف استطاع هذا الطفل ان
يحمل حلم شعبنا الثقيل
عل كتفيه
انه شاحب اللون
صغير القسمات
عميق العينين باهت البسمات
يحمل ويسير ..
****************
إنه صغير على هذا
كيف يحمل ..
أيامنا التي مرَّت على كتفيه
وحلمنا الآتي في عينيه
وطريقنا الى عسقلان على قدميه
وحَجرنا في قبضتيه
وقدرنا في ساعديه
ويسير ..
**************
رأيت طبريا تسبح
في سماء عينيه
عميقة مثل عمق الدهر
أبدية مثل عبق الزهر
متقدة مثل لمعان الجمر
رأيت أضواء بيسان
تحلّق في سماء مقلتيه
تحتضن الأردن من ضفتيه
***************
إنه صغير عل هذا
كيف يحمل
حنينا على كتفيه
وغربتنا على منكبيه
كيف يحمل أسوار القدس
على راحتيه
ويسير ..
***************
سمعت غزة تهدهد له
هديل الحمام
وتعمده قبل المنام
وتحرس مقلاعه
وهو يريح قدميه
*****************
وتغطّيه بستائر جفنيه
فيدخل في مدينة سحرية
تتربع على أعالي السامرة
بيوتها من دُرٍ سامري
أطفالها يلعبون في ملاعب من نور
أكتافهم لا تحمل الزمن المقهور
وحولهم جمهور
يصفقون ويغنون
لا يعرفون الجوع
ولا يبكون على ضياع النجوع
***********
كانت هناك صبية اسمها جنين
لها وجه مربوع
حلوة مثل اخضرار الرياحين
رأسها مرفوع
تقلٍّد الجنود قلائد الياسمين
وتغنّي أغاني العائدين
***************
إنه صغير على هذا
كيف يحمل ..
همّنا المسجون على كتفيه
وجبال الخليل على منكبيه
وحنين أمي الى صبرتها
وجاروشتها
وقبر أبيها
على مرمى عينيه
ويسير ..
*******
إنه صغير على هذا
صغير على هذا

يوسف جمّال – عرعرة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة