أين نحن من الثقافة الديمقراطية ؟
تاريخ النشر: 10/09/11 | 6:00يخوض المواطنون في بلداتنا معركة انتخابات لانتخاب ممثليهم ورؤسائهم للسلطات المحلّية كلّ أربع – خمس سنوات، والمتتبع لما يجري على الساحة تعتريه الدهشة والحيرة للخطاب السائد للمرشحين للرئاسة وللعضوية في القوائم المختلفة!
ويحق لنا أن نتساءل:
أين المرشح الذي يستند إلى قاعدة شعبية عريضة يستمد منها القوة والدعم والتوجيه؟!
أين القيادات التي أفرزتها الفعاليات الجماهيرية والنضال المتواصل لرفع الغبن والاستغلال عن الفئات المسحوقة؟
أين الخطاب الذي يعرض البرامج والقضايا الاجتماعية والسياسية والاقتصادية.. بعمق وشمولية؟!
أين الخطاب الذي يدعو جمهور الناخبين إلى تحكيم العقل والضمير، وإلى اتخاذ المواقف المبنية على تحكيم المنطق وتغليب المصلحة العامة؟!
أين الخطاب الداعي لثقافة الحوار البناء الذي يحترم اختلاف الآراء وتعددها؟!
في اعتقادي، أن هذا الوضع الذي آلت إليه بلداتنا نابع في الأساس من التنشئة و التربية التي ترعرع عليها أبناؤنا وبناتنا في أسرهم وداخل المؤسسات التعليمية وخارجها.
كان من المفروض أن تقوم التنشئة والتربية على ترسيخ قيم الديمقراطية، وتمنح الأبناء والبنات القدرة والكفاية للتمييز بين العدل والظلم، وبين الأخلاقي واللا أخلاقي!
لم ننجح في غرس الديمقراطية الحقيقية في نفوس المواطنين، فلم يذوتوا قيم الحرية والنقد واحترام تعدد الآراء واختلافها ونسبيتها!
في البيوت، لم ينجح الآباء والأمهات في انتهاج أساليب الحوار المفتوح والتعامل الديمقراطي مع بعضهم البعض ومع أبنائهم وبناتهم، بل انتهجوا أساليب القمع والتسلّط وفرض الأوامر والنواهي.
وهذه التربية القمعيّة لم تسهم في بناء شخصيّة متّزنة تناقش وتبدي الرأي الذاتي المعلّل بدون خوف أو وجل، وتحترم الرأي الآخر المخالف وتقارعه الحجّة بالحجّة!
في المدارس والمؤسّسات التعليميّة زودنا الناشئة- على الأغلب- بالكثير من المعلومات والمعارف، معتمدين على أسلوب التلقين والحفظ، وجاءت الامتحانات لتفحص ذاكرة المتعلمين وقدرتهم على تكرار وإعادة ما أودعناه لديهم من مواد، والحصول على “علامات” عالية وشهادات توضع في أطر ذهبيّة وتعلّق على الجدران!!
لم تحظ التربية للقيم بالعناية الكافية، لذلك لم يتشرب الخريجون بمنظومة قيم إيجابية تصلح لبناء الإنسان الحر الذي يتحلى بالمثل المنشودة مثل: الحرية والعدل والمساواة والتعاون والتكافل الاجتماعي والإيثار والصدق…
أهملنا أو تجاهلنا ضرورة إكساب المتعلمين مهارات التفكير الناقد الذي لا يقبل كلّ ما يُعرَض كحقائق مطلقة مقدّسة، بل يمحّص ويغربل ويقارن ويوازن للوصول إلى أحكام ومواقف مرنة بعيدا عن التعصّب والتزّمت والنظرة الأحاديّة!
وفي حياتنا العامّة، وفي مجالاتها المختلفة، لا نفسح المجال لإعمال الفكر والمنطق ومخاطبة العقول بالبراهين والأدلّة، بل نتبع أساليب الترهيب والترغيب، وأحيانا كثيرة نجنّد الأساطير لنعزّز الإيمان بالغيبيات والخرافات التي ما أنزل الله بها من سلطان!
ما لم نربّ أجيالنا على قيم الديمقراطية الحقيقية، وما لم نمارس بالفعل سلوكا ديمقراطيا في حياتنا: في البيت وفي المدرسة وفي دور العبادة وفي أماكن العمل وفي الأسواق وفي الشارع … ما لم نتبنّ منظومة القيم الديمقراطية، فلن نستطيع إفراز قيادات واعية تنبثق عن قاعدة جماهيرية، وتستند إلى رصيد غنيّ من العمل الشعبيّ الملتزم، وتسعى لخدمة جميع المواطنين وتفضيل المصلحة العامّة، ولن نتمكّن من تحقيق نهضة حقيقيّة، ولن نشارك في عملية الإبداع والابتكار والاختراع، ولن نقدر على اللحاق بركب الحضارة في عصر العولمة، عصر ثورة المعلومات والتكنولوجيا المتطوّرة!
الف تحيه للالستاذ والمربي د – ابو فنه , انها كلمات من صميم واقعنا المألم ——–
بعد التحيه لك سيدي الفاضل نحن شعب العائليه وكيف لنا ان نرضا بالديموقراطيه وحتى نفهم معناها يلز منا الكثير من الوقت لكن قبل ان نتكلم وننطق هذه الكلمه فلما لا نتكلم عن الاسلام وهو من انشا الديموقراطيه وهو من علمها للعالم كله والعالم نقل الكثير عن ديننا اما نحن لا ننظر ولا نتبعه كما يلزم والله ما دمنا نقول انا ابن العيله لفلانيه وانا ابن فلان ما نتقدم ولا نصل حضارات الاخرين وسنبقى بالحضيض وهذا ما يريده الغرب واعوانهم نهاية اسال المولى عز وجل لك الصحه لتكتب وتنير قلوبنا بكلماتك العظيمه التي ان دلت انما تدل على مدى المك وغيرتك على الوضع الذي نحيا ولك مني الشكر الخاص
لاشكّ يا أستاذي ان يراعك الخصب صوّر لنا واقعاً مريراً نحياه، فالعصبية القبليّه والعائلية والتعصب المتفشي في داخل مجتمعنا الناتج عن عدم الوعي وجهل أهمية الثقافية الديمقراطيه مؤلم ومغيظ ! إن فكرك الشّاب الذي يُماشي فكرنا خطّ لنا بأرقى أسلوب موضوعاً من صلب واقعنا اليوم ، فإنعدام ثقافتنا الديمقراطيه قد أثّر على كل جوانب حياتنا العمليه والسياسيّه وبات واضحاً انعكاسه في مؤسساتنا المحليّة !
إنه لأمر مهم أن نكتسب ونفهم معنى الثقافة الديمقراطية ونتنوّر لندرك أي وضع نحن فيه، ولنقدّر مقدار الزمن الذي عُدناه إلى الوراء في غاية لمحاولة النهوض من جديد !
واليوم، بعد النهضة الشبابيّة التي هبّت في دولنا العربيّة ومع هذه الثورات الثائرة على الظلم والتحقير والهوان والرافضة لما عاشه الآباء والأجداد من تسلط والإستبداد، بات من المهم أكثر أن نفهم معنى الديمقراطية وننطبقها في جميع اتجاهاتنا في الحياة لكي نواصل مسيرة التغيير والإصلاح والسعي نحو الرُقي والتحضر والتنوّر والإزدهار الثقافي والإنساني ..
كنت دائماً نِعْمَ المُعلّمِ يا عمّاه !
إبنة الأخ; سجى عبد القادر
كلمات في منتهى الروعه
معلمي وأستاذي أبا سامي , أشكرك على على ما طالعتنا به وما هو إلا نتاج تاريخك وإيمانك بالتغيير منذ عقود أنت وصحابك (ومنهم من رحل) اطال الله بقائكم وحياكم . ولكن الرسالة تبقى.
وبقولك (أين القيادات التي أفرزتها الفعاليات الجماهيرية والنضال المتواصل لرفع الغبن والاستغلال عن الفئات المسحوقة؟)
أقول لك
إن بائع الكشري في القاهرة لم يكن يوما في أي قياده حزبيه أو غيرها ومع ذلك فقد كان أول رجالات ألثوره.
ومن احرق نفسه (بو لعزيز)في تونس لم يكن ينتمي لقاعدة جماهيريه ورأينا كيف انه أشعل ربيع الشعوب .
والامثله كثيرة . لقد كان المحرك والمضاعف المشترك الأعظم هو بطش الحكام وقهر الشعوب. ناهيك عن الانفتاح على العالم في زمن تفجر المعلومات .
طبعا أنا لا اقلل لا سمح الله من شان المقال الرائع والشامل ولكن خوفا من ولوج بعضنا في نفق التشاؤم فالخير في هذه ألامه إلى يوم القيامة. وأنت وأمثالك ذوو الأفكار النييره خير مثال.
إن التغيير لن يحدث بين عشية وضحاها, وينبغي ترتيب أولويات مجتمعاتنا في المرحلة المقبلة وان ألمصلحه ألعامه هي العليا فوق كل اعتبار وضمان عدم الارتداد إلي الوراء وتوسيع الحوار المجتمعي والمناقشة في جميع القضايا في داخل البيت وخارجه وإعطائها مكانتها اللائقة.
فقط للتذكير ..لقد خاضت كفر قرع في ماض ليس ببعيد تجربه ديمقراطيه رائده ورأينا انه في البيت الواحد كانت عده مسارات ولم يكن هناك تعصب عائلي ..بل بالعكس كانت ضد العائلية وتمخض عن ذلك نجاح احد الحركات والوصول إلى رئاسة المجلس المحلي وبفارق كبير…ولكن هذه الفرصة أهدرت للأسف ,وذلك يعود
إلى عدم النظام في داخل الحركة (رأي شخصي) والى تسلط فئة ينقصها التجارب فأوقعت البلدة في فخ الرجوع للعائلية.
(كان من المفروض أن تقوم التنشئة والتربية على ترسيخ قيم الديمقراطية، وتمنح الأبناء والبنات القدرة والكفاية للتمييز بين العدل والظلم، وبين الأخلاقي واللا أخلاقي!)
ان الحديث عن التنشئة والتربية على ترسيخ قيم الديمقراطية يغري – بطبيعة الحال – وكتب د. محمد لطفى في احد مقالاته
المهم وجود الضمير الذي يستنكر ويدين وهو الفارق بين أمة همجية بكاملها وأفراد همج داخل هذه الأمة، ويبدو غياب الضمير عندما لا تدين الأمة همجية أفرادها بل تكافئ جلاديها وتصفق للهمج وتغدق عليهم الأوسمة والألقاب… إن أمة الثأر بالدم هي أمة البداوة المتخلفة»…
عزيزي الحديث يطول ومره أخرى أشكرك على هذا المقال ونحن بانتظار………
حياك الباري اخي ابوسامي وكحل ايامك بالسعادة والعطاء الخالد.
مقالاتك جوهرية المعاني ..مضامينها افكار نيرة ..تدفع مجتمعنا الى حياة فاضلة..
ينقص مجتمعنا الكثير..يعاني مجتمعنا من حزمة مشاكل ..على رأسها مشاكل العنف.
والسلوكيات السلبية..سببها قلة الوعي الثقافي..
نحن بحاجة الى نهضة تبحر بمراكبنا نحو مستقبل واعد..نحو الرقي والتطور والازدهار.
نحن بحاجة الى مسح شمولي ..تخطيط مستقبلي ..مبني على العقلانية..
جدير بنا ان ننقد انفسنا ..وننقد مؤسساتنا الجماهيرية..لتنجيع العمل الى صورة فاضلة.
جدير بنا ان نتالق باداء ادوارنا في مسرح الحياة..لنخلق مستقبل جميل الى زهورنا اليانعة.
للمحامي رياض مصارة – شكرا على مرورك الواعي لما كتبتُ،
وكلّي أمل أن تتكاتف الجهود لإحداث التغيير المنشود.
الأخ قاسم محاميد – أحيّيك على تعقيبك الذي يدلّ على غيرتك على مصير
أمّتنا، ولا شكّ أن العائليّة مستفحلة في مجتمعنا، ولكن لا شيء مستحيل،
ويمكننا أن نستمدّ من قِيَمنا وتاريخنا الكثير لإصلاح أوضاعنا السيئة!
ابنة أخي الطموحة المتألّقة سجى – لم أفاجأ بتعقيبك الحصيف، فأنت كما
عهدتُك تمتلكين الموهبة والإرادة، وإن شاء ستحقّقين المزيد من التقدّم
والنجاح في دروب العلم والإبداع!
لك خالص مودّتي وتقديري
للكاتبة التي لم تفصح عن هويّتها – شكرا على ما أبديتِ من مشاعر!
العزيز رياض مدلج – كم أنا فخور بك وبأمثالك، وكلماتك المعبّرة أثلجت صدري!
بصراحة، هناك قواسم مشتركة بيننا، وهذا ما يبعث في نفسي الأمل بأنّ مجتمعنا
وأمّتنا ستتغيّر للأفضل بفضل الإيمان والثقة بقدراتنا وطاقاتنا.
أحيّيك من القلب على تعقيبك المتزن المتفائل.
لك مودّتي وتقديري
أخي الغالي أبو باسل – أبارك فيك هذه الروح المفعمة بالتفاؤل والعطاء،
وجزيل الشكر لتعقيبك الداعم العقلانيّ!
لك كلّ التحيّات القلبيّة.
أخوك أبو سامي