إصدار قصة للاطفال “يا طيرِ الطّاير”
تاريخ النشر: 09/04/18 | 21:56“يا طيرِ الطّاير” قصّة مكتبة الفانوس لشهر آذار تنقل أطفال ال بستان في رحلة جميلة وممتعة بين قرى ومدن الوطن الغالي.التقينا المؤلّفة نبيهة راشد جبارين واجرينا معها هذا الّلقاء:
ما هي أهمية كتب وقصص الأطفال؟
كتب الأطفال وقصصهم مهمة جداً، وهي تعتبر حاجة من حاجات الطفل، كالطعام والشراب، واللباس وغيرها، إلّا أن اهميتها تكمن بأنها حاجة روحيه عقلية، فهي تمتعه أولا ثم تغذي عقله باللغة والمعلومات المختلفة، وتهدئ نفسيته من الاضطرابات، وتثير وتحفّز خياله وتطوره، وهذا بدوره يجعله يرتقي إلى مدارج الابداع.
ومن الجدير بالذكر انه قبل ان تتوفر كتب الاطفال، كانت قصص الاطفال موجودة ومحفوظة في سجلّات وأرشيف التراث الشعبي الشفوي، تُسرد للأطفال وتنتقل من جيل الى جيل، فتحمل معها بأمانة وإخلاص الموروث الشعبي الايجابي الجميل من القيم والعادات والمعتقدات التي تبثّ قيم الخير والعطاء والحق والتسامح والمساعدة والمشاركة وانتصار الخير على الشر.
ما هو الوضع العام المحلّي لكتاب الطفل؟
الحمد لله فان الوضع العام لكتاب الطفل في بلادنا جيد، ويخطو خطوات واسعة وسريعة نحو الافضل، فإن هناك اهتماماً بكتاب الطفل على مستوى البيت والمدرسة والصف، والمكتبات العامة. فبعدما كانت مكتبة الطفل في بلادنا خالية وخاوية اصبحت اليوم تضج بالإنتاج الادبي الجميل، رغم الظروف غير المريحة وغير المستقرة، إلا ان الالتفات والاهتمام بكتاب الطفل في بلادنا وصل الى مستوىً مُرضٍ، وله مكانة على مستوى الوطن، والوطن العربي.
كم نهتمّ بقراءة واقتناء قصص الأطفال في مجتمعنا العربي ؟
بعد النّهضة الّلافتة إلى قصص وكتب الأطفال، وقطع مرحلة جيدة في مجال ثقافة القراءة للطفل، غزا الحاسوب والهاتف النقال بيوتنا، وأصبحت له مكانة الصّدارة، فالطّفل منذ سنواته الأولى المبكّرة يشاهد التلفاز، والحاسوب، والأهمّ أصبح الهاتف النّقال. هذا الغزو للوسائل التّكنولوجيّة أثّر سلباً على علاقة الطّفل بالكتاب، فأشاح عنه واكتفى بها، ولا أبالغ إن قلت إنّه أثّر على علاقة البالغين أيضاً بالكتاب، فهو يسلب الوقت من الجميع دون أن يشعروا ، ويسبّب الجفاء بينهم وبين الكتاب. ولعلّ خروج الكثير من الأمّهات إلى العمل ساهم في جعل هذه الوسائل التّكنولوجيّة تتولّى مهمة تسلية الطّفل وإتاحة الفرصة للأم للقيام بمهام البيت. أخيراً لا للتّشاؤم نحن شعب يحبّ الحياة والثّفافة، فلن نسمح بانقطاع حبل الودّ بيننا وبين القراءة والمطالعة.
كم رصيدك، وكم في جعبتك من الإبداع للأطفال؟
بفضل الله أصدرت (24 ) كتاباً للأطفال، وهناك 6 نصوص تحت الطباعة. هذا عدا عن كتب شاركت في إعدادها من قِبَل قسم المناهج- جامعة حيفا، حيث كنت أحد أعضاء طاقم إعداد المناهج للطفولة المبكرة برئاسة طيّبة الذكر المرحومة د. جهاد غوشة عراقي، حيث صدر عنها كتاب ( بساط الرّيح)ويحوي 44 قصة للأطفال، وكتاب ( نمدّ يداً للسلام) وكتاب( الأيّام الأولى في الرّوضة والبستان) ثمّ صدرت سلسلة (كنوزنا) برئاسة السيّدة سنيّة أبو رقبة وتحوي 20 قصة.
أمّا بالنّسبة لجعبة الإبداع، فطالما بقيت الطّفلة الشغوف العاشقة للّغة العربيّة وآدابها تسكن بين ضلوعي، فإنّ نبع الإبداع سيبقى فيّاضاً بإذن الله. عندي مواد كثيرة ومختلفة تنتظر دورها لتخرج إلى النّور، والوازع هو حبّ الطّفولة والأطفال، ومحاولة إسعادهم وإفادتهم وتقريبهم وتحبيبهم باللغة والأدب قدر المستطاع. وهي مكوِّن من مكوِّنات حبّي لوطني وشعبي وأُمّتي العربية، ومحاولة القيام بواجبي تجاههم، من منطلق أنني أعتبرها رسالةً انتدبني الله سبحانه وتعالى لتأديتها.
بأيّ المجالات تكتبين، وما هي الرّسائل التي ترمين إليها من خلال إصداراتك؟
معظم كتاباتي كانت في مجال القصة الواقعية، طبعاً يساهم فيها النسج الخيالي، لتصل إلى الطّفل بأسلوب جذاب وجميل. قصصي كلها حرصتُ أن تكون باللغة العربية الفصيحة، استعمل السجع أحياناً لأقرّبها وأُحبّبها للأطفال، وأحياناً أضمّنها أُغنية قصيرة. كتاب واحد من مجموعة كتبي صدر باللغة العاميّة وهو كتاب ( أغاني أولادنا انتماءٌ لبلادنا) ذلك لأنّه يحوي 18 نصّاً تراثيّاً أخذت المطالع لها من أدبنا الشّعبيّ ونظمت عليها نصوصاً بديباجة تراثيّة شعبيّة جميلة، لا تكاد تميَّز أنها من تأليفي.
الأدب ليس نصوصاً جامدة، بل يحوي وراء سطوره هدفاً يرمي إليه الكاتب. هدفي الأوّل هو إمتاع الطّفل، ومن ثمَّ بثّ رسائل مختلفة: مثل حبّ اللغة العربيّة، وحبّ الوطن والانتماء، وحبّ الخير، والعطاء، واحترام الوقت، وحبّ العلم، واحترام المهن على اختلافها، والأمن والأمان داخل البيت وخارجه، والاطّلاع، والتأمّل في الكون، وتقبّل المختلف، والاطّلاع على الموروث واحترامه، وغيرها من الرسائل التي تساهم في صقل شخصية الطّفل ليصبح عضواً ناجحاً, وايجابيّا في المجتمع.
ما هي أحبُّ إصداراتك إليكِ؟
أحبُّ إصداراتي كلّها، لأنّها ثمرة روحيّة، وجدانيّة، ولأنّه لكلّ قصة منها قصّة عندي.
الكتاب الأوّل كالمولود الأوّل، له فرحة ومكانة خاصّة، وله ذكريات جميلة في نفسي، وهذا كان كتاب” أنشودة الصّباح”وقد تمّ تلحينها وغناؤها، وانتشرت بشكل فائق بين أطفال الرّوضات والبساتين منذ سنة 2000 حتى الآن، وتمّ اختياره ضمن كتب “مشروع الفانوس” للمطالعة وذلك لأطفال الروضات العرب في البلاد كافة في السنة الدّراسيّة 2015\2016 .
كتاب ” مخالب القطّة” يتضمّن صوراً تراثيّة تثير حنيني الى أيّام الطّفولة وتسعدني مرافقة بطلة القصّة.
كتاب “أغاني أولادنا انتماءٌ لبلادنا” أعتبره جزءاً من هويّتي، فيه حرصت على أن أُعيد إلى ذاكرة الأطفال بعضاً من الأغاني الشّعبيّة التي كانت تُردّد في مناسبات مختلفة، مثل أغنية الاحتفال بالشّتاء (شتّي يا دنيا شتّي وطرطق طرطق يا مزراب” والتي أدرجت في كتاب (خرز مغنّى) الصادر عن “دار الموسيقى” في شفاعمرو. وأغنية “غزالة غزلوكي” وأغنية ” دور يا صحن السّكّر” اللتان تضمّنهما قرص (حطّة بطّة) من قِبَل شركة متيرنا لحليب الأطفال.وجدير بالذّكر أنّ أغنية” دور يا صحن السّكّر” المذكورة استعملتها محطّة “طيور الجنّة” للأطفال ولكن للأسف دون إعلامي أو استشارتي أو إذني.
وأحبّ سلسلة “قوس قزح” التي تتحدّث عن ظواهر الشّتاء المختلفة بلغة طفوليّة جميلة وبأسلوب مرِح، زد على ذلك الرّسومات الفنّيّة الرّائعة التي أضفت عليها ألواناً من الجمال والجاذبيّة، وهي مرسومة بيد الفنّان العراقيّ المبدع الأستاذ رعد عبد الواحد، وصادرة عن مكتبة كل شيء- حيفا. أحبّها لأنها تتحدّث عن بعض ممارسات الأطفال في فصل الشّتاء، ممّا يجعل العالم يضجّ بالبراءة والجمال.
حدّثينا عن الإصدارين الأخيرين.
الإصداران الأخيران هما:
قصّة ” المِقلاع ” مكتوبة بشكل سجع سهل المبنى، جميل المعنى، تتحدّث عن بعض الألعاب والممارسات الطفوليّة التراثيّة التي كان يقوم بها الأطفال، وهي صيد الطّيور بالمقلاع، تأتي القصّة بشكل مرِح يدعو إلى الفرح والابتسام، ويجمّل صورة التّسامح والعلاقة الطّيّبة بين النّاس. تجدر الإشارة بأنّ الرسومات تمّت بريشة الفنّانة العراقية المبدعة الأستاذة هيفاء عبد الحسين، حيث أضفت ظلالاً من الجمال على النصّ فجعلته أقرب إلى قلب الطّفل ووجدانه.
أمّا الإصدار الثّاني فهو كتاب ” يا طيرِ الطّاير” من رسومات الرسّامة الشابّة د. إنصاف صفّوري والتي أخلصت أيّما إخلاص في نقل صورة حيّة وجميلة للمدن والبلدات المذكورة في الكتاب.
هذا الكتاب شغل الأطفال والمربّيات والأهل في الشّهر الأخير، حيث كان العمل به والاحتفاء بإنهاء الفعاليات الخاصة به عرساً ثقافيّاً سعيداً لم تشهد صفوف البساتين العربيّة في البلاد مثله منذ بدأ مشروع المطالعة
” الفانوس” وحتى الآن، وقد دُعيتُ وشاركت بالاحتفالات بهذا الكتاب في كثير من صفوف البساتين.
تميّز الكتاب بأنه يتحدّث عن بعض المدن والبلدات العريقة في بلادنا، بهدف أن يتعرّف الطفل عليها، وعلى معالمها، ومميّزاتها، فيستقي جرعةً طيّبةً من الانتماء وحبّ الوطن. وهي مكتوبة عل نمط أغنية” يا طير الطّاير” المشهورة.
كُتب النّصّ بشكل أغنية يسهل على الطّفل حفظها وترديدها وغناؤها، وقد قام العديد من الضّفوف بتلحينها وغنائها.
هذا الكتاب أسعد قلبي بقدر ما أسعدتُ به قلوب الأطفال. زد على ذلك اهتمام الأهل ومشاركتهم بالفعاليّات الجميلة المختلفة، منها مثلاً زيارة الطّفل مع أهله لبعض المدن والقرى المذكورة في الكتاب، وأخذ صور له في المكان.
ولكي لا يُغْمَط حقّ أيّ طفل تضمَّن النّصّ وِحْدَةً يذكر فيها كل طفل اسم بلده الخاصّة، ممّا يسعده ويعزّز حبّه وانتماءه لبلده. الكتاب من إصدار دار الهدى كريم- كفر قرع.
أخيراً ” وقلِ اعملوا فسيرى اللهُ عملَكم ورسولُهُ والمؤمنون”.
سلمت أناملك المبدعة أدامك الله وأبقاك أديبتنا وشاعرتنا المتألقة