الانتخابات المحلية والوحدة الوطنية

تاريخ النشر: 21/03/18 | 6:03

عجلة الحراك الانتخابي في المدن والقرى العربية بدأت تتحرك وتتململ، وهذا أمر بديهيّ، فالعام الحالي هو عام انتخابات، وتبدأ الحملات الانتخابية العائلية والحمائلية في هذه المدن والقرى بالعمل على عقد اجتماعات ومشاورات لاختيار مندوبيها للانتخابات المحلية الوشيكة.
والمتابع للتحركات الجارية حاليّا يلحظ جليّا عدم حصول أي تغيير ملموس في التعامل مع قضية تعتبر بالنسبة لقرانا ومدننا العربية مصيرية، وخصوصا أنّ التنافس هو على مصير الأجيال القادمة ومستقبل حياتنا، فمن سيقود البلد نحو المستقبل؟
عادة خلال اجتماعات العائلات والحمائل تطرح أسماء مرشحين بأسماء عائلاتهم متناسين أن السلطة المحلية هي مؤسسة تخدم كل البلد وليس فرد بعينه او فلان لأنه ابن العائلة الفلانية او العائلة العلانية، حيث نرى بعد فوز مندوبي هذه العائلات بعضوية او رئاسة السلطة المحلية تكون المصلحة الشخصية او مصلحة العائلة من خلال توظيف ابن العائلة هو الأهم، وهو الهدف المركزي.
الان ونحن على مسافة نص عام ونيف من موعد الانتخابات المحلية وبدء الحراك الانتخابي الجدّي، سنقرأ وسنرى الكثير من التطورات في القرى والمدن العربية ، والسؤال المطروح هو: هل ستختار العائلات الكثر كفؤا والأجدر بإدارة البلد أم هو الميراث والسلطان والجاه الذي ربض على قلوب الناس؟
هل العائلة ستشطب الحزبيّة؟
الآن ومع تواصل الحديث عن الانتخابات يطرح السؤال هل ستشطب العائلية الاحزاب التي انتخبها نفس المواطنين لتمثيلهم في المؤسسات التنفيذية وتحديدا الكنيست، كثيرا ما نرى أن نشطاء الاحزاب الفاعلين خلال الانتخابات القطرية يختفون عن الساحة المحلية ويتقوقعون في البوتقة العائلية، فيما تقوم بعض الاحزاب الناشطة محليّا بالبحث عن تحالفات مع مرشحين او تطرح مرشحا يكون ابنًا لعائلة كبيرة في مسعى منها للفوز برئاسة او عضوية المجلس البلدي.
فمثلا وعلى سبيل المثال لا الحصر في الانتخابات الاخيرة عام 2013 شهدنا ظاهرة من هذا القبيل، حيث قامت أحزاب بطرح مرشحين ينتمون لعائلات كبيرة باسمها، السؤال الذي يطرح اليوم وبكل قوة لماذا لا تقوم الاحزاب الفاعلة في وسطنا العربي مثلا بتحضير قيادات محلية بين كل دورة ودورة، وتعمل طوال الولاية الانتخابية وعدم اعتماد طريقة ترتبط من خلالها بطرح مرشحين من عائلات كبيرة باسم الحزب الفلاني او العلاني.
هذا العام تجري الانتخابات بعد تجربة وجود القائمة المشتركة هل يا ترى ستبادر القيادات الحزبية المحلية في قرانا ومدننا العربية لعقد لقاءات بينها لإنشاء قوائم مشتركة بينها وتحويل الانتخابات المحلية من العائلية والمحسوبيات، الى انتخابات مع أجندة سياسية تخدم المصلحة العامة. وتكفّ عن التنافس المحلي بينها كجزء من ترشيد العمل المحلي وبدء ترسيخ العملي الوحدوي في الساحة المحلية كجزء من الحيز السياسي العام في وسطنا العربي.
وأخيرا وليس آخرًا، هل يا ترى سنرتقي في الاستحقاق الانتخابي القادم في ايصال ممثلين ومندوبين مخلصين يمثلون جمهور الناخبين على مبدأ المصلحة العامة وليس من باب المصالح الشخصية الضيقة والبوتقة العائلية، التي كثيرا ما تشكل واقعًا يكرس الواقع المؤلم لوسطنا العربي؟؟.
ويجب على قادة الاحزاب السياسية الناشطة في قرانا ومدنا أن يكون لها موقف واضح تستطيع من خلاله تأسيس حالة سياسية جامعة، كما هو الحال في المدن المختلطة والتي تجاوزت هذه المفاهيم والمحسوبيات، وتبعث بمن هم أهل لهذه المسؤولية ومن هو الأنسب والأجدر والأكثر كفاءة وصلاحا.
لذلك ندعو الإخوة لوحدة الصف والانطلاق تحت قائمة واحدة، لنكون نموذجًا يحتذى لكل منطقة انتخابية في بلادنا، لا بد من الانطلاق نحو فجر جديد وطرح جديد والرجل المناسب في المكان المناسب، ولا يصح إلا الصحيح والحقّ أحقّ ان يُتّبَع!!.
بقلم: نايف أبو صويص

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة