إلى أين يسير وسطنا العربي بعد تخطي كل الخطوط الحمراء

تاريخ النشر: 08/02/18 | 14:29

لم يسلم اي شخص من رصاصهم لا كبير ولا صغير لا رئيس ولا مرؤوس لا حاكم ولا محكوم, لكن ان يصل الامر بهم لاقتحام صرح تربوي ومدرسة ثانوية فهذا تخطي لكل القوانين والعرف الاجتماعية والسلوكية .

ان اقتحام المدرسة الثانوية في قرية جلجولية بالمثلث الجنوبي يوم امس, انما مثله كمثل اقتحام مستشفى واطلاق النار على مريض يقيم فيه او اقتحام مسجد واطلاق النار على مصلى فيه , وهذا الجرم لم يفعله سوى متعصب يهودي اعمى في الحرم الابراهيمي , وما الفارق بين الاثنين, مجرم يقتحم مدرسة ويطلق النار على طالب ومجرم يدخل المسجد ويطلق النار على المصلين.

لكن ذلك التحدي لكل الخطوط الحمراء يستوجب علينا وقفةً شجاعةً لنسأل ونتسائل ولحساب النفس ومحاسبة المسؤولين والمؤسسات والدولة.

الم يحن الوقت يا اصحاب الجمعيات لمكافحة العنف في وسطنا العربي لان تعلنوا فشلكم وافلاسكم ولتُرجعوا الميزانيات بالملايين التي صرفتموها على لاشيئ؟!

الم يحن الوقت لان تستفيقوا يا علماء علم الاجتماع ويا علماء علم الاجرام ويا علماء علم السلوكيات ويا علماء علم النفس في وسطنا العربي. ام انكم في سبات لا يصحوا منه احد مثلكم في ذلك كمثل اهل الكهف اذ مكثوا ثلاث مئة سنه وزدناها تسعة..؟!

ألم يحن الوقت لرؤساء بلدياتنا ومجالسنا المحلية ولمؤسساتنا التربوية لان يعلنوا فشلهم بسبب التعينات الحزبية والعائلية , حتى ضاعت امانة ائتمنموها على جيل منذ اكثر من 30 عام , فاصبح جيل الكسل واللاعطاء ! بل اصبح جيل القتل وجيل العنف وجيل الخاوة وجيل الرشوة ,الا من رحم ربك..!

هذا نداء اوجهه لكل علمانا ومختصينا ان استفيقوا ولكل صاحب مسؤولية وصاحب ضمير ان اصحوا. لقد كنا قبل سنين قليله بمصيبة واحده واليوم صرنا بمصيبتين مصيبة وجود المجرمين بيننا ومصيبة العلماء الساكتين والموظفين المتشبثين بكراسيهم والذين هرموا فيها وهرمت معهم المسؤولية ..!
لطفي عيسى

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة