إبنة أخ المرحوم عبد الحكيم مفيد ترثي عمها

تاريخ النشر: 08/12/17 | 11:17

الموت:- هو الحقيقة المرة التي لا نسمح لأنفسنا التفكير بها وتصديقها، تعجز عن التفكير بأي شيء، تعجز عن تصديق الخبر. أغلقت أذني ووضعت يداي على عيني عندما صدحت مكبرات الصوت بعبارة : انتقل إلى رحمة الله تعالى عبد الحكيم مفيد صالح” رغم أنني قرأت الخبر قبل ليلة عبر موقع الفيسبوك “وفاة الصحفي عبد الحكيم مفيد”. لم اصدق ما قرأت ..القيت الهاتف بعيدا كذبت عيني وكذبت كل حواسي الخمس لا اريد تصديق فكرة أن عمي قد مات

صباح الأحد الموافق 19.11.2017، مدينة جنين : استيقظت مبكراً للذهاب إلى الجامعة ولكن … يوجد شعور غريب داخلي لم اشعر به من قبل، شعور مختلط ما بين الخوف والغضب الشديد اكملت يومي وتجاهلت ذلك الشعور الغريب, ولكن سرعان ماعاد ذلك الشعور السيء..تكلمت مع صديقاتي عما يجول داخلي : اشعر في شعور غريب وسيء في نفس الوقت ولكن ماذا عساي أن أفعل ؟ سأضحك وليذهب ذلك الشعور إلى الجحيم!! تكلمت مع والدتي عبر الهاتف لأطمئن على العائلة ولكن لم أستطع اخبارها بذلك الشعور الغريب وعما يجول في داخلي , وعند ساعات المغرب ازداد الشعور بالخوف تسارع دقات القلب فجأة ولعدة ثوان! لم اعرف ما السبب ..
بعثت رسالة نصية لصديقاتي لزيارتي بالسكن حتى أنسى ذلك الشعور وأهرب منه..

قرات خبر وفاتك:- توقف الزمن للحظة لم اعد اشعر بنفسي لم اعد اشعر بجسمي لم اعد اشعر بشيء ! ارسلت لك رسالة نصية عبر الهاتف لعلك تجيبني …
وبدأت ذكرياتي معك.. كنت اذهب كل صباح لبيت جدي, كنت تنام عند والدك الغالي “بر الوالدين” .كان جدي يقول لي اذهبي الى الغرفة وأيقظي عمك عبد الحكيم لوجبة الفطور. كنت اذهب اليك وعندما ارى وجهك كنت اشعر بالسعادة . صباح الخير عمي كنت تأخذ يدي وتقبلها وبعدها تشدني بكل قوة الى حضنك حيث الامان والحب والدفء والصدق‬‎ ..

كنت اعد لك الفطور وبعدها كالعادة ترتشف فنجان القهوة الخاص بك كنت تبدا يومك بالقهوة
على سيرة القهوة : ذات مرة كنت تشرب القهوه اعدتها لك شقيقتك نهايه ( او شقيقتي كما كنت تناديها ) قلت لي : تعالي اشربي القهوة معي ما بحب اشرب لحالي
ولكن يا عمي انا لا احب القهوة
قلت لي : جربيها يا عمي
ارتشفت القهوة معك ومنذ ذلك اليوم وانا أدمن القهوة .

كنت تقول لي دائما انت مميزة تمتلكين شخصيه قوية، تقول لي دائما ما اطول روحك يا عمي، عندما نلتقي تقول لي جاءت الدكتورة ام البيولوجيا والكيمياء والانزيمات كنت تقول لي اشرحي لي عن نفسك ماذا ستصبحين بالمستقبل ؟ كنت تحب اختلاف لهجتي ومصطلحاتي الغريبة بعض الشيء !

تذكر يا عمي ” ازاعة الشمس” “وتلاتة” ؟؟
اذكر في صغري عندما كنت تشارك في برنامج تلفزيوني كان ابي يقول لي اذهبي واخبري بيت جدك كنت اذهب الى بيت جدي بدون حذاء بكل سعادة ودقات قلبي تتسارع جدي وجدتي. عمي عبد الحكيم يظهر الآن في مقابلة افتحوا التلفاز !!
كنت أرى نجاحك في عين ابي, اخاك رائد الصغير . كان ابي يقول لي دائما شغلي لي فيديوهات عمك عبد الحكيم
كنت دائما اشعر بالفخر لانك عمي عبد الحكيم
كنت دائما اكلم صديقاتي عنك عن حبك لنا واحترامك
كنت دائما تقول لي انت اميرة … لكن اميرتك حزينة للغاية يا عمي!

لقد توفيت جدتي قبل سنة بين يديك الحنونة لفظت أنفاسها الأخيرة. كنت دائما تقبل أرجلها وتقول بصوت عال ” هنا الجنة ” . كانت جدتي تدعو لك : الله يرضى عليك ويعلي مراتبك في الدنيا والاخرة ويحبب خلق الله فيك!
كنت دائما احلم بجدتي واخبرك على الفور لتفرح بعدها، وتقول لي ان شاء الله خير.

لقد عشت طفولتي انا واخواتي معك يا عمي… تذكر المدرسة ؟؟ وتذكر شوارع القدس “الاقصى”.. تذكر ليلة القدر كنت تأخذنا من بيتنا لنذهب الى المسجد معك يا عمي وصلاة التراويح يا لها من ذكريات جميلة معك.
لقد عشت انا واخواتي طفولتي في بيت أبا عمر حيث الحب والايمان والصدق والمحبة والدين
كنت دائما تقول “الله يرحمه” تكررها بلا مناسبة .. الله يرحمه كان مليح !
وجملتك المعروفة للجميع : “توكل على الله “.

لم تتفاخر يوما انك تنقلت ما بين النقب وعكا أنك كنت مدافعا ومحرا لمقبرة القسام في حيفا
من لا يعرفك يا أبا عمر؟ أتعلم كم رجل بكى عليك يا أبا عمر؟
رأيتك للمرة الأخيرة في صالون بيتنا لا يمكن لي ان انسى وجهك، كالقمر ابيض وجميل، النور ساطع منك وكنت مبتسم كأنك في قيلولة وسوف تعود، كنت في غايه الاناقة كعادتك !
اشعر ان روحك معنا في كل مكان وانك لم تمت بعد.
هل فعلا تبكي السماء والارض؟؟؟يوم جنازتك لقد امطرت السماء …. هل بكت على فراقك السماء فعلا ؟

فعلا كنت اسم على مسمى بكل معنى الكلمة عبدًا حكيمًا مفيدًا صالحا نجيبًا … يا قطعة من روحي الله يرضى عليك وينور قبرك ويجعلك من اهل الجنة
سلامٌ على روحك الطاهرة سلام على سرّ ذاك الكمال اللهم أجرنا في مصيبتا واخلفنا خيراً منها، اللهم تقبله مع الشهداء الصديقين، اللهم يا من لا تضيع عنده الودائع ،اجعل في قبره نور يضيء عتمته وروضة من رياض جنانك يا الله، اللهم استودعتك من كان يحن على الانسان الضعيف والمحتاج والعاجز، استودعتك من يحن على ولاياه ويقبلهن حباً وعطفاً وحنانا.
الفاتحه عن روح المرحوم عبد الحكيم مفيد
كتبتها صابرين رائد- ابنة اخ المرحوم

تعليق واحد

  1. سلمت يا صابرين وسلمت عائلتك … كلمات !مؤثرة جدا ولكن دائما نقول ما يرضي رب العالمين
    انا لله وانا اليه راجعون
    عمك وعمنا جميعا سيبقى خالدا في قلوبنا !

    اللهم أجركم في مصيبتكم واخلفكم خيراً منها!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة