أوقفوا الإعتداءات على المعلمين

تاريخ النشر: 01/11/17 | 7:52

تتعرض مؤسساتنا التربوية والتعليمية في السنوات الأخيرة الى اعتداءات من قبل الطلاب أو أولياء الأمور ، وبات المعلم يتلقى الضريات واللكمات الموجعة وهو يقوم بعمله ويؤدي رسالته .
وقبل أيام معدودات شهدنا اعتداءً مرفوضاً على معلمة في احدى مدارس الجديدة – المكر في الجليل ، وهذا الحادث ليس بحاجة الى كثير من التأمل والتحليل ، فهو يأتي في سياق العنف المجتمعي المستشري في الوسط العربي .
ونرى تجليات هذا العنف بين حين وآخر في أكثر من مكان ، في المدارس والجامعات والطرقات والشوارع والأزقة وقاعات الافراح ومقاهي الاسبرسو والمطاعم ومقاهي النرجيلة، وحتى في باحات المساجد .
وكثيراً ما نشهد صراخاً بين السائقين على حق الطريق أو حق المرور ، وكثير من الشجار في المقاهي ، واذا كانت اليد في الماضي هي التي تأخذ الحق ، فاليوم غدا كاتم الصوت والضغط على الزناد ..!
ما يحدث في مدارسنا من اعتداءات على المعلمين هو انحراف عن مسار التربية والسلوك القويم ، الذي يفتقد العديد من الطلاب والآباء ركائزه الاساسية .
لقد ضاعت هيبة المعلم ، وغاب الاحترام والتبجيل والوقار له ، فأين المشاعر الفياضة من التقدير للمعلم ورسالته ، وأين نحن من قول أمير الشعراء أحمد شوقي:
قم للمعلم وفه التبجيلا
كاد المعلم أن يكون رسولاً
ما نلحظه هو تدني في هيبة المعلم الى أدنى المستويات ، وتنوع أشكال الاعتداء على المعلمين ، كالسب والشتم والضرب وشد شعر المعلمات ، أو تهميش زجاج السيارة وتخريب اطاراتها .
وفي الحقيقة والواقع لا يمكن تجاهل مسؤولية بعض المعلمين ، الذين يتحملون قسطاً من المسؤولية عن هذه الاعتداءات ، وذلك باعتمادهم على سياسة الترهيب وتكميم الأفواه ، والبعض منهم أسهم بشخصيته الضعيفة المهزوزة في استقواء الطلاب عليه ، وجعلهم يمتنعون عن الاتصياع لأوامره وقراراته .
وازاء هذا الوضع المتردي في مدارسنا العربية ، فان المسؤولية مشتركة بين وزارة التربية والتعليم ، والأهل ، والمدرسة ، والاعلام لدراسة أسباب هذه الظاهرة الخطيرة ، التي تؤثر سلباً على المستوى التعليمي للطلاب والمعلمين على حد سواء ، ومعرفة أسباب العنف ضد المعلمين ، مما يستوجب التظر فيها وايجاد حلول مناسبة لحماية المعلمين ، وترسيخ الوعي بين أفراد المجتمع ، وتعزيز الاحترام بين أطراف العملية التربوية .
ويبدو اننا اصبحنا بحاجة الى طبابة اجتماعية من علماء النفس والعاملين الاجتماعيين والمستشارين التربويين وذوي الاختصاص ليقولوا لنا سبل لحفاظ على عمراننا البشري .
وأخيراً ، لا بد من اعادة الاعتبار لمكانة المعلم ، ودعمه ، واستعادة الهيبة له ، والاشادة بدوره في محافلنا الاجتماعية ، لكي يقوم بواجبه التعليمي بحس مسؤول ، وأداء رسالته التعليمية والتربوية على أكمل وجه .

بقلم : شاكر فريد حسن

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة