مُقامُ

تاريخ النشر: 23/10/17 | 0:55

تَسَوَّرْتُ وَقْتي وَالظِّلالُ غَمامُ.. قَطَفْتُ كَلامًا لَمْ يَصِلْهُ سَنامُ
وَجِئْتُكِ نَعْفَ الرَّوْضِ غِبَّ سَمائِهِ.. أَوانَ رَبيعٍ، وَالرَّبيعُ مُقامُ
فَقُمْتِ عَلى وَقْتي حَضارَةَ أُنْسِهِ.. تُشِعُّ ضِياءً وَالقَوامُ قِيامُ
عَطَفْتُ عَلى ثَغْرِ العُذَيْبِ مِنَ الظَّما.. فَجُدْتِ حَياةً بِالحَياةِ تُرامُ
وَحالَتْ عَلى مَدِّ النَّواظِرِ خُضْرَةٌ.. يَفيءُ إِلَيْها الشَّوْقُ وَهْوَ إِمامُ
وَيَرْبَعُ مَلْهوفٌ وَيَسْكُنُ جَمْرُهُ.. وَيَمْسَحُ عَنْهُ الْـمُطْغِياتِ مَنامُ
تُراوِدُهُ في الحُلْمِ أَطْيافُ يَقْظَةٍ.. عَنِ الفَرَحِ الْـمَكْبوتِ كَيْفَ يُسامُ؟
وَتَخْضَرُّ حينَ القَيْظِ قَيْظِ مَشاعِرٍ.. مَواجِدُ كَلَّتْ وَالصِّيامُ زِمامُ
وَتَعْشو إِلَيْها كُلَّما هَبَّ نَفْحُهُ.. أَوِ انْسابَ في شِعْبِ الهِجاءِ كَلامُ
أَوَ ابْدى الْـمَسا عَذْبَ اللِّقاءِ مُحَمَّلًا.. رَفيفَ نَسيمٍ بِالعَرارِ يُشامُ
“إِلى مِثْلِ ذا يَرْنو الحَليمُ صَبابَةً”.. وَيُرْغِمُ أَنْفَ الحاسِدينَ ظَلامُ
تَأَبَّطْتُها، لينُ الكَلامِ يُلينُها،.. وَلينُ التَّثَنِّي لِلْقَوامِ قَوامُ
وَأُشْرِبْتُها قَبْلَ الزَّمانِ وَأُشْرِبَتْ.. مَواقيتَ مَوْتي وَالزَّمانُ غُلامُ
تَكادُ إِذا هَبَّ الفَناءُ مُسَلْسِلًا.. نَعائِفَهُ تَنْدَسُّ فِـيَّ تَنامُ
وَتَعْدو إِذا ما النُّورُ شَقَّ حِجابَهُ.. وَرَفْرَفَ في جَنْبِ الدَّخولِ حَمامُ
تَشيمُ حِمى الضِّلِّيلِ تَنْدَهُ فاطِمًا.. وَتَبْحَثُ عَنْ فَحْصٍ طَواهُ رَغامُ
وَتُصْغي لِأَنْسامِ الصَّبا عَلَّ هَبَّها.. يَفُضُّ دَبورَا لا يَفُضُّ صِدامُ
وَتَرْكُضُ رَمْلَ البيدِ تَطْلُبُ زَمْزَمًا.. وَلا زَمْزَمٌ، فَالـمُعْجِزاتُ وِشامُ
تَقُدُّ غَرابيبَ الكَآبَةِ عَنْ يَدٍ.. فَيُحْلي شَآبيبَ الغَرامِ غَرامُ
وَنُعْصَرُ مِنْ بِعْدِ اشْتِجارِ هَجيرِنا.. وَنَعْصِرُ تِرْياقًا فِداهُ فِطامُ

شعر: محمود مرعي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة